تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اللهجة واللغة]

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[24 - 11 - 2010, 06:15 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهجة هي مجموعة من الصفات اللغوية في بيئة خاصة ويشترك جميع أفراد هذه البيئة في تطبيق هذه الصفات.

وبيئة اللهجة جزء من بيئة أوسع تضم عدة لهجات تسمى اللغة وكل لهجة تستقل في بعض صفاتها وتشترك في معظم الصفات مع اللهجات الأخر تحت نفس اللغة.

فعلاقة اللغة باللهجة علاقة العام بالخاص.

ولتنتمي لهجة ما إلى لغة معينة يجب أن تشترك مع بقية اللهجات الأخرى منها في معظم الكلمات ومعانيها وأسس بناء الكلمة وتركيب الجملة وأساليب التعبير المختلفة.

أما إذا كونت معانيها الخاصة وبنية كلمة خاصة وتركيب جمل مختلف وأساليب تعبير مختلفة لتصبح الفروقات كثيرة بينها وبين اللغة الأم أو بينها وبين اللهجات الأخرى فإنها تتحول إلى لغة مستقلة وإن ظلت تربطها روابط كثيرة باللغة الأم.

وهذا ما يدعوني إلى تسمية اللهجات العامية باسم اللغات لأني سأرصد بعض الظواهر اللغوية التي استقلت بها العاميات عن العربية.

وهذ الموضوع ليس تشجيعا للعاميات ولا تقعيدا لها وليس جهد مبذولا ضد العربية لهذه الأسباب:

1 - اللغة كائن لا يمكن السيطرة عليه فضلا عن محاربته أو معاضدته

2 - للعربية قوة قاهرة لا تزال ظاهرة ومؤثرة على العاميات وعلى اللغات الأخرى ولا يمكن لجهد بشري جماعي أو فردي أن يحجم هذه القوة فبقاؤها 15 قرنا متتاليا متماسكة يجعل من العسير على أي لغة أن تزيحها بل الخطر يجتاح اللغات الأخرى والعاميات حين تكون معركتها مع العربية.

3 - أنا لا أنطلق من منطلق نصرة لغة على أخرى بل أصف الواقع كما أراه ووقوعي في الخطأ أو في الصواب ممكن على نفس القدر حتى تقام الحجة ويؤتى بالدليل فيتبين الخطأ من الصواب.

4 - لا أتبع العاطفة فلا يغير قولي من الواقع شيئا فإن كنت على حق فالواقع يشهد لي وإن كنت على خطأ فهو كذلك يكذبني ومن كان ذا بصيرة فسيدلني على مواقع زللي إن زللت وسيساندني إن كنت على حق ومن أجل العلم اجتمعنا لا من أجل اللهو واتباع الهوى.

بقي أن أقول أن رأيي يمثلني أنا شخصيا فقط وليس هو توجه الموقع فليس كوني مشرفا في هذا الموقع يعني أني أتكلم باسم إدارته بل هو رأي شخصي ليس أكثر من ذلك

نعود لحديثنا فأقول: لقد رصدت بعض الظواهر الصوتية في اللهجات العربية القديمة والعاميات الحديثة وظللت أوازن بينها لأفهم الاختلاف وساعدني في ذلك بعض الاطلاع على لغات أخرى وقعت فيها نفس الظواهر الصوتية التي يفرضها قانون التطور اللغوي

وحتى لا يتشتت الموضوع فإني سأغلقه إلى أن أنهيه ثم أفتحه ثانية

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[24 - 11 - 2010, 10:42 م]ـ

ظاهرة الإعراب

اللغة الإعرابية هي اللغة التي تعتمد علامات معينة للدلالة على الفاعل والمفعول وغير ذلك من أجزاء الجملة ولا تهتم بالترتيب بين هذه الأجزاء ما دامت العلامات ظاهرة إلا في حدود ضيقة

فجملة ضرب محمدٌ زيدًا في العربية

يمكن أن تقال بعدة صور مختلفة دون اختلاف المعنى

ضرب زيدًا محمدٌ

زيدًا ضرب محمدٌ

زيدًا محمدٌ ضرب

محمدٌ ضرب زيدًا

محمدٌ زيدًا ضرب

المهم هنا الدلالة المعنوية بغض النظر عن اختلاف الوظيفة النحوية أو البلاغية للجمل السابقة

حيث تجدها كلها تدل على نفس المعنى دون التأثر باختلاف الترتيب

وليست العربية وحدها إعرابية فقد شاركتها قديما كما سمعت الأكادية والعبرية الفصيحة المنقرضة وحاليا يظهر الإعراب في الألمانية واليابانية وأظن التركية أيضا كذلك

والعلامة الإعرابية هي صوت يلحق الكلمة في أولها أو آخرها حسب موقعها سواء كان الصوت حركة كالعربية أو حرفا كما في غيرها

وجميع اللهجات العربية القديمة لم تتخل عن ظاهرة الإعراب إلا ما يذكر من لغة إلزام المثنى الألف والذي قد يكون هيأ لظهور قانون سيادة الحالة الإعرابية الواحدة.

ظاهرة الإعراب اختفت في العاميات الحديثة

فالجملة السابقة ليس لها سوى هذا الترتيب

محمد ضرب زيد

فالفاعل يسبق الفعل والمفعول يتأخر عنه (الفاعل والمفعول في المعنى لا في الوظيفة النحوية) وتغيير هذا الترتيب يغير المعنى ما لم تضف أدوات تمنع تغيير هذا المعنى كجملة زيد ضربه محمد

فالهاء منعت انقلاب المعنى بانقلاب الترتيب بعد إسناد الفعل للمتأخر بسببها

ولا علامة لتبين الفاعل من المفعول غير الترتيب

ولكن عند النظر إلى علامات الإعراب الحرفية كالواو والياء والألف في المثنى والجمع والأسماء الستة نجد ظهور قانون سيادة الحالة الإعرابية الواحدة فالمثنى والجمع السالم لزما الياء في كل أحوالهما والأسماء الستة لزمت الواو في بعض العاميات والألف في أخرى وهذا دليل على زوال مدلولها الإعرابي في هذه العاميات.

هذه هي الظاهرة الأولى مما استقلت به العاميات عن العربية وسيلحق بها ظواهر أخرى إن شاء الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير