تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتتميز العامية المغربية بتخصيص حرف للزمن الحاضر وهو الكاف وهذا ليس موجودا في العربية ولا في معظم العاميات الأخرى

فيقولون أنا كنلعب أي أنا ألعب

وأنا غنلعب أي سوف ألعب

ولذلك نظير في الشام

فالأمر هناك أوسع حيث يستخدمون كلمتين وهما عم والباء

فيقولون أنا عم بالعب أي أنا ألعب

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[06 - 12 - 2010, 01:17 م]ـ

ظاهرة الأفعال المساعدة

استخدام الكلمات المساعدة غير شائع في العربية إلا على نطاق ضيق جدا كما في التفضيل

نحو هو أشد حمرة

ولا يقاس ذلك باستخدام الأفعال المساعدة في اللغات اللاتينية

أما العاميات فكانت بين بين فسمحت بالألفاظ المساعدة إلا أنها ليست كتلك الأفعال في اللغات اللاتينية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

في التعبيرات العامية يمكن الاستغناء عن الألفاظ المساعدة أو استخدامها

فمثلا في بعض العاميات يستخدمون لفظ قاعد أو قاعدة كاستخدام الفعل المساعد تماما

فيقولون أنا قاعد أركض في المضمار أو قاعدة أرتب البيت

ويستخدم اللفظ عَمّال أيضا نفس الاستخدام

فيقولون أنا عمال بأكتب الرسالة

من استخدامات اللفظ المساعد أيضا حلوله محل الفعل الأصلي

فيقولون مثلا أنا أسوي طبخة جديدة أو أعمل طبخة أو أزين طبخة أو أصلح طبخة بدلا من أنا أطبخ

جدير بالذكر أن الفعل الناقص يعمل عمل الأفعال المساعدة من الناحية المعنوية ويبدو ذلك جليا في كون الفعل كان هو المقابل في الترجمات ولكن كما ذكرنا من قبل أن هذا في العربية غير شائع كما في اللغات اللاتينية.

وهذا يؤدي بنا إلى القول أن العاميات أيضا ورثت هذا الاستخدام أيضا

فيقولون أنا كنت أنتظر وأنت كنت غافل وناسي

والحق أن هذه الظاهرة تحتاج إلى تأمل أعمق لا يليق أن نخوض غماره في هذه الإشارات اليسيرة

ولكنها تستحق الإشارة إليها وأخذها في الحسبان عندما نريد إطلاق لفظ لهجة عربية على هذه العاميات

وما يزال في الجعبة بضع سهام

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[10 - 12 - 2010, 12:01 ص]ـ

ظاهرة الأصوات الجديدة

الأصوات السامية هي نفس الأصوات العربية إضافة إلى الصوتين P و v

يستثنى من ذلك ما ورد في بعض اللهجات العربية من نطق الهمزة عينا والياء جيما والكشكشة والكسكسة وغيرها وهذه الأصوات مقصورة على بضع لهجات رغم تسؤب بعض هذه الظواهر إلى العاميات الحديثة

في العاميات الحديثة نرى ظهور أصوات جديدة وتغيرات صوتية جديدة لم ترد في الساميات كلها أحيانا ومن ذلك ما يلي

- تحول الكاف ضمير المؤنث المخاطب إلى صوت شبيه بصوت z الألماني الذي يقرب في العربية إلى الصوتين ت وس مختلطين

وهذا التغير خاص بعامية القصيم

ورغم أن منطقة القصيم في وسط جزيرة العرب مما جعلها بعيدة عن الاختلاط بشعوب أخرى إلا أن ظهور هذا الصوت غير السامي في لهجتها يثير العجب لأن هذه المنطقة لم يدخها غرباء سوى العثمانيين الذين تخلو لغتهم من هذا الصوت على حد علمي.

- تحول الكاف ضمير المؤنث المخاطب إلى صوت شبيه بالجيم والشين معا

وهذا نجده في شرق جزيرة العرب

- تحول الجيم إلى صوت يشبه الصوت الإنكليزي g إذا تبعه أحد هذه الحروف u -a-o

وهذا يحدث في عامية مصر واليمن

- تحول القاف إلى همزة

في مصر والشام

- تحول القاف إلى صوت بين الكاف والقاف وأحيانا إلى كاف خفيفة

في جزيرة العرب والعراق

- تحول الذال إلى دال

في مصر والمغرب

- تحول الجيم إلى ياء

في الكويت

- تحول الثاء إلى سين أو تاء

في مصر

- تحول الغين إلى قاف و العكس

في مناطق مختلفة

- تحول الضاد إلى ظاء

في عاميات كثيرة حتى كادت الضاد تختفي

- تحول الظاء إلى صوت شبيه بالزاي ولكنه مفخم

في مصر

- تحول الظاء إلى شبه الطاء

في الشام

- تحول الهمزة إلى عين

في بعض البوادي وهو موروث من العربية

هذا ما يحضرني من هذه الأصوات ونرى أن فيها اصواتا أجنبية ليست من أصوات الساميات

وهذا بلا شك يدل على أن العاميات ليست من اللهجات العربية التي تخضع لقانون العربية إلا في جزء يسير

بقي لنا أن نتحدث عن العادات اللغوية الجديدة واستكمال بعض الأدوات الجديدة والعوائق التي تواجه العاميات ثم يفتح الموضوع وسأحاول قدر الإمكان إنهاء هذه الموضوعات دفعة واحدة

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[25 - 12 - 2010, 01:16 ص]ـ

كنت كتبت المقال السابق وأنا عند جدي رحمه الله حين كان في مرضه الأخير

العادات اللغوية الجديدة

يملك كل شعب عادات لغوية تلتصق بجهاز النطق ولا تفارقه أبدا ويظهر جليا عند تحول هذا الشعب إلى لغة جديدة حيث سيطبق هذه العادات على هذه اللغة.

ومن أشهر أمثلة ذلك ما أورده الجاحظ في البيان والتبيين عن الشعوب التي دخلت في الإسلام وطبقت عاداتها اللغوية على العربية

ونحن نشاهد ذلك عندما نرى الأوروبيين والأمريكيين والهنود والآسيويين يتكلمون العربية فتجد القاف والخاء كافا والواو فاء والعين همزة وغير ذلك فمثلا يقولون: أبد الله أكد كروفا ودبحه لديوفه المكيمين إنده

أي عبد الله أخذ خروفا وذبحه لضيوفه المقيمين عنده

وفي العاميات يحدث هذا أيضا فنجد أن لكل عامية عاداتها التي تطبقها على أي لفظ من أي عامية أخرى أو حتى من العربية ومثال ذلك في جملة واحدة من العربية وهي (افتح الباب)

فنجد نطق الشامي غير المصري غير نطق جزيرة العرب في وسطها وشرقها

ولو أخذنا لفظا عاميا خالصا من عامية إلى عامية أخرى لطبقت عليه هذه العامية الأخرى عاداتها

فمثلا الناعورة لفظة شامية لو نقلناها إلى عامية القصيم أو صعيد مصر لاختلف النطق عن العامية الشامية

وذلك لأن نطق الحرف الذي قبل التاء المربوطة يختلف في هاتين العاميتين عن بقية العاميات

فالقصيم يكسرون الحرف كسرا خفيفا مختلسا بينما يشبع أهل الصعيد كسرة الحرف حتى تكاد تكون ياء.

ومن الملاحظات التي تدعو للابتسام أننا نعرف المغربي من المصري من الخليجي مثلا إذا تكلم بالعربية الفصحى وذلك لأنه يطبق عاداته اللغوية على العربية كذلك كما فعلت الشعوب التي دخلت في الإسلام.

وهذه الملاحظة تبين مدى الافتراق عن العربية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير