سألت يا أبا خالد في رد لم أجده ولا أعلم أين ذهب!! (وأنا لا أحب هذه الميزة التي تجعل المشرف يتحكم فيما يقول فيما غيره لا يجوز لهم ذلك) فأعددت له إجابة لأن حق السؤال جوابه:
......................
وهذهو الرد الذي كتبه الأستاذ أبو خالد:
أراد الجهالين أن شكل القصيدة رائع ومضمونها خاو
أتوافقه في ذاك شاعرنا الفيفاوي؟
الإجابة على سؤال الأخ:أبي خالد (مع أني أشك أنه غير أبي خالد الذي كتب الرد الثاني على النص!!):
فأقول: لا والله ما وافقته ولا أوافقه، لأن الغرض الذي هو مضمون القصيدة _ وإن كان غرضا ذاتيا _ قد حمل من المعاني ما أن القارئ لو قرأ النص قراءة الشعر لوجدها في كل بيت تبعث على القيم الأصيلة والمبادئ العظيمة ولنأخذ ذلك بشيء من التوضيح:
الفكرة العامة: هي حديث الشاعر عن شعره وزهوه بجوانب السمو فيه. وأقر بأن الغرض ذاتي لكن ذلك لا يعني أنه لا يفيد أو أنه يجعل القصيدة خاوية من المعاني الجليلة.
الأفكار الجزئية:
هبَّ شعري ومن جميعِ النَّواحي
يخنقُ الليلَ في زوايا ارتياحِي
1 - الشعر باعث على التخفيف من معاناة قائله ومدعاة إلى جلب الراحة مع أنه لا يمكن أن يكون نافيا لها.
أبيضُ اللُّب عبقريُّ التَثنِّي
يَحْطُمُ الأرضَ في سبيلِ اجتياحِي
2 - الشعر لا بد أن يكون ((أبيض اللب)) مشرق الجوهر تتسم غاياته بالسمو والتعالي عن التافهات من الأمور.
((عبقري التثني)) يخرج في حلل من الجمال و سحر من البيان يسلب العقل ويخلب اللب.
لفحةُ النارِ راقصتهُ اختيالاً
تَصْطَلِيهِ فيصطَلي في جناحِي
3 - لابد للشعر أن يكون متأججا كتأجج النار في قلب صاحبه ليكون مؤثرا وهذا ما يعبر عنه بالعاطفة القوية المؤثرة.
يسرقُ الكيدَ من عيونِ العَذَارى
و يُناغِي نزفَ العَنَا في جِراحِي
4 - لا بد أن يكون الشعر معبرا عن صاحبه عن آماله وآلامه في صور مختلفة يصل بها المراد ربما دون أن يدرك القارئ حقيقة ما يعانيه الشاعر وكأنه يستخدم ((الكيد)) في إيصال ما أراد.
مستبيحاً ولا يبيحُ لِحَيٍ
لهجةَ الموتِ في اشتعالِ الجِماحِ
5 - لا بد أن يكون النص الشعري قوي اللهجة في إيصال معناه كالقائد الذي يقف أمام الجند قبيل المعركة يدعوهم إلى الموت مع أن ذلك قد لا يكون إلا للشعر!!
في يديهِ مفاتِحُ المجدِ ضُمَّتْ
وعليها معارجٌ للنجاحِ
6 - لا بد أن يكون الشعر مفتاحا لأبواب المعالي ومعراجا يبلغ به صاحبه عنان الرقي والسمو.
والحنايا تُخفي الجموحَ حُنوَّاً
وتُهادِي ايقاعَه في البِطَاحِ
7 - ومع ذلك لا بد أن يكون متأنيا يتهادى في إبلاغ رسالته يتخذ منهج الوسط في ذلك.
نسجَ الصبحَ من أنينِ اللَّيالي
فرحةُ العيدِ بعد ذبحِ الأَضاحِي
صفحاتٌ والنُّورُ فيها هباءٌ
وهباءٌ يعيدُ نشرَ الصَّبَاحِ
8 - وعليه أن يجعل من تجارب الألم منارات تهدي الناس إلى الخير ومن تشتت الماضي قوة تعيد إشراقة الصباح في حياة الناس.
إنَّه الشعرُ وعدُه والأماني
كا لسَّواني تروي حقولَ انشراحي
9 - فهذه ألأمور التي تطلب منه تجعله دافعا لصاحبه نحو السعادة في الدنيا والآخرة.
بابليُّ تعلمَ السحرَ غراً
نفثُه الحرفَ عاصفاتُ الرياحِ
10 – ما زال منذ عرفته على قدر عظيم من سحر البيان و قوة التأثير وهذا ما يجب أن يكون عليه الشعر.
إن تعالى ذُرى النجومِ خُطَاه
أو تدانى فعِطرُ زهرِ الأَقاحِي
11 - الشعر الذي يستحق أن يسمى شعرا لا يتفاوت بين القوة والضعف بل بين التعالي والدنو وكلاهما بلا ضعف فهو إن علا كان كالنجم الذي لا ينال وإن دنا كان كزهرة الأقحوان في جمالها وعطرها مع تدانيها.
أو تغنَّى فالكونُ للشدوِ سمعٌ
يَحْرُكُ الأرضَ في جميعِ النَّواحي
12 - و الشعر الجميل يكون له ذيوع كبير حتى كأن الكون أذن تسمع
. وله قدرة عظيمة على التأثير حتى كأنه يحرك الأرض كما يحرك الطاهي طعامه في كل الاتجاهات.
عربيٌ ملامحُ البيدِ وجهٌ
والمراعي تَشُوقُه لانتزاحِ
ذهبيٌ من وهجِ رملِ الصحارى
في غروبٍ يطوي سبيلَ الرواحِ
13 - والشعر لا بد أن يتسم بالأصالة العربية فيكون صورة للعربي الحق بمبادئه وأخلاقه ولابد أن يأخذ منه سعيه وراء كل خير (المراعي) وألا يراوح في مكانه مهما كان الضعف (الغروب) سائدا ومهما كان الحق ضعيفا.
في الليالي يسامرُ النجمَ روحاً
تتعالى في سلكهِ المستباحِ
14 - وفي وقت خلوة الشاعر يكون الشعر محلقا به إلى ذرى النجوم يسلك به سبيل المجد الذي يباح لكل من اجتهد وبذل وعمل.
كيف يهوى وللمروءةٍ عشقٌ
في عروقٍ يجوبُها باكتساحِ؟
الغواني؟ ما للعُلا والغواني؟
الأَغاني؟ ما للهدى والنُّباحِ؟
15 – لابد أن يكون الشعر رسالة ويكون أبعد ما يكون عن عبودية الهوى والاشتغال بوصف الحسان ونظم الألحان إلى ما يعيد للأمة مجدها وقيمها .. وأنا هنا لا أقول البعد عن ما أباحه الله ولكن ليكون ذلك محطات استراحة وليكون الهدف الأعظم أعظم.
إن تعالتْ بالقُبْحِ أَحرفُ غَيٍ
أو تهادت في ثوبِ فلمٍ إباحي
عاد جرحاً دِماهُ نوحٌ ويأْسَى
حين يَجنِى أسىً قطافَ النُّواحِ
16 - لابد أن يكون الشعر حارسا يقف بشموخ في وجه الدعوات المضلة والمشاهد المسفة حتى وإن ضاع بين الأصوات صوته ولكن من باب (معذرة إلى ربكم) ولعل الله به ينفع.
ذاك شعري روحي تسيلُ و نبضِي
والأماني ولوعتي وارتياحِي
17 - فهذا الشعر الذي وصفته هنا هو في الحقيقة ((أنا)) بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
هذا عن الأفكار (فقط) بعيدا عن العاطفة والخيال والأسلوب!
.....................
وأنا بعد هذا أسألك بالله أيها الكريم أبا خالد أما زلت ترى أن المضمون خاو؟
وأسأل الجهالين هل الفيفاوي لا يجيد وصف شعره؟
وأسأل كل من قرأ القصيدة التي هي (أنا) أن يحكم بما يوحي به عقله وذوقه لا عاطفته.
¥