ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[24 - 04 - 2007, 02:30 م]ـ
أبشري وقرة عين أستاذتي الفاضلة,,
وعلى هذا أمضيت عزمي بإذن الله ..
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[30 - 04 - 2007, 06:36 ص]ـ
أحببت أن لا يغمر هذا الدرُّ في أعماق الفصيح,,
ويظلَّ متالقاً لأنه أهل لهذا ..
وأعتذر للأستاذتي الفاضلة تطفلي لكنه تطفلٌ لابد منه:) ,,
هناك قافية ساكنة تجذبني كثيراً ولا تكاد تذكر في هذا العصر لعدم
تمكّن أهله منها,,
ألا وهي هاء الضمير الساكنة العائدة لكل اسم أو حرفٍ وزنه الصرفي "فاعل",,
وحسبك بالهاء وحدها قافيةً تنمُّ عن البوح والآهة فكيف إذا سكنت؟!
ومثال عليها قول أحد أعراب طيئ يهدد عمرو بن هند:
لئن لم تغيَّرْ بعضَ ما قد فعلتم.*.لأنتحينَّ العظمَ ذو أنا عارقُهْ
((ذو:هنا على لغة طيئ بمعنى الذي))
ومقدمة قصيدة هذا الأعرابي جميلة يقول فيها:
ألا حيِّ قبل البين من أنت عاشقهْ.*.ومن أنت مشتاقٌ إليه وشائقهْ
ومن لا تؤاتي داره غير فينةٍ.*.ومن أنت تبكي كلَّ يومٍ تفارقهْ
ومن المراثي النادرة على هذا الساكن أبيات للأشهب بن رميلة التميمي
يرثي بها أخاه زباب -وكان زباب قد قتلته تميمٌ قبيلة الشاعر قصاصاً وقد قصّر قومه في طلب ديته- فقال:
أرى العين من ذكرى زباب كأنّها.*.بها رمدٌ لا يقبل الكحل عاثرُهْ
جزى الله قومي من شفيعٍ وطالبٍ.*.جزاءَ مسيئٍ حين تبلى سرائرُهْ
همُ فقأوا عينيَّ لا العَرْيُ آمرٌ.*.بخيرٍ , ولا ذو الذنب إذ كان غافرُهْ
فما كنت فيما نابني أول امرئٍ.*.جنى حَدثاً أو أسلمته عشائرُهْ
وأيضاً على نفس هذا النحو قال غيلان بن عقبة التميمي "ذو الرمّة" أبياتاً تتقطّر روعةً وجمالاً:
وقفتُ على رَبْعٍ لميَّةَ ناقتي.*.فما زلت أبكي عنده وأخاطبُهْ
وأُسقيه حتى كاد مما أبثُّهُ.*.تكلمني أحجارُهُ و ملاعبُهْ
وقد حلفت بالله ميَّة ما الذي.*.أحدثها إلا الذي أنا كاذبُهْ
إذاً فرماني الله من حيث لا أرى.*.ولا زال في أرضٍ عدوٌّ أحاربُهْ
ألا لا أرى مثل الهوى داءَ مُسْلِمٍ.*.كريمٍ , ولا مثل الهوى ليم صاحبُهْ
.....
وقال أحد صعاليك بني تميم يصف حاله والغربة التي وضع نفسه فيها:
أخو فلواتٍ صاحب الجنَّ وانتحى.*.عن الإنس حتى قد تقضَّت وسائلُهْ
له نسب الانسيِّ يعرفُ نجْرُهُ.*.وللجنُّ منه شكله وشمائلُهْ!!
ونختم بمرثية للخنساء تماضر بنت عمرو السلميّة
على نفس هذا النحو ترثي أخاها معاوية
لكنها جمعت الهاء وسبقتها بالياء
فكأنَّ الياء للندب والهاء للتأوّه!:
ألا لا أرى في الناس مثل معاويهْ.*.إذا طرقت إحدى الليالي بداهيهْ
بداهيةٍ يضغي الكلابَ حسيسها.*.وتخرجُ من سرِّ النجيِّ علانيهْ
ألا لا أرى كفارس الجَونِ فارساً.*.إذا ما علته جرأةٌ وغلانيهْ
بلينا وما تبلى تِعارٌ وما ترى.*على حدث الأيام إلا كما هيهْ
وكان لزاز الحَرْبِ عند شبوبها.*.إذا شمَّرت عن ساقها وهي ذاكيهْ
وقوَّادَ خيلٍ نحو أخرى كأنّها.*.سعالٍ وعِقبانٌ عليها زبانيهْ
فأقسمتُ لا ينفكُّ دمعي وعولتي.*.عليكَ بحزنٍ ما دعا اللهَ داعيهْ
......
والسلام,,,
ـ[أحاول أن]ــــــــ[30 - 04 - 2007, 01:15 م]ـ
هذه دار ٌ من رعاياك أستاذي أبا الهذيل ..
تعودها وتتفقدها .. وتأبى إلا أن تجود على زائرها ..
تسعى إلى أن تُعْليَ بناءها ..
فلا تعبير يفي امتنانها وأهلها لك ..
. . . . .
في الرجز نجد السكون كثيرا .. (كمثل عين رجزك الساكنة)
لكن ّ رجزا هنا مختلف ..
فمع هاء البوح "جميلة ٌ تسميتك هذه! "
هذا عبدالله بن رواحة رأى (الموت) "السكون "يقترب ..
ودخل نفسه الروع والهلع ..
فعلم يقينا أن الموت َ لن "يكسره " ..
كما أن الحياة لن " ترفعه " ..
فسكَّن رضي الله عنه لكنه قبل السكون
يؤكد في غصة ٍ, وغُنة ٍ, وشدة؛لشدة هول الموقف ..
يأخذ الراية في معركة مؤتة بعد استشهاد صاحبيه:
زيد بن حارثة , وجعفر بن أبي طالب ..
فتأمل شحذ الهمة .. في موقف ٍ يتأثر به الفكر
ويخفق بغنته القلب ..
كان يشدِّد؛ ويؤكِّد؛ لأنه سيسدِّد ..
أقسمت ُ يا نفس ُ لَتَنْزِلِنَّه ْ
طائعة ً , أو .. لا , لَتُكْرَهِنَّه ْ
إن ْ أجلب َ الناس ُ وشدوا الرنَّة ْ
ما لي أراك ِ تكرهين الجنَّة ْ!!
قد طالما قد كنت ِ مطمئنَّة ْ
هل أنت ِ إلا نطفة ٌ في شنَّة!
جعفر ُ ...... ما أطيب َ ريح الجنة ْ!!
. . . . .
جمعنا الله بالحبيب صلى الله عليه وسلم وجعلنا في زمر الصديقين والشهداء برحمته وتجاوزه سبحانه وبحمده ..
. . . .
وطالما ذكرتنا بالقوافي الساكنة:
(فقد كتبت ُ قراءة ً بسيطة ً في شعر ابن الوراق كنت سأعرضها هنا؛ لكن سبق الشيخ ابن هشام و"المديح المر "؛ فظلت رهينة المستندات ولوحة المفاتيح .. )
يقول ابن الوراق في تقرير ٍمستسلم ٍ ساكن؛ لأنه يتحدث عن السكون الحقيقي:
بكيت ُ لقرب ِ الأجل ْ ** وبُعدِ فوات ِ الأمل ْ
ووافد ِ شيب ٍ طرا ** بعَقْبِ شباب ٍ رحل ْ
شباب ٌ كأن لم يكن ** وشيب ٌ كأن لم يزل ْ!
طواك بشير البقا ** وحَل َّ نذير ُ الأجل ْ!
هذه السكون هي -بالضبط – الحلقة الضيقة ,
التي أقول إنها توضع على الروي .. حين تحيط حلقة أوسع قليلا بالعُنق ..
. . . . .
¥