ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 09:06 م]ـ
لا فض فوك يا ليث ..
وشكرا على هذه الدرر
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 09:09 م]ـ
حكي أن المغيرة بن شعبة لما ولي الكوفة سار إلى دير هند بنت النعمان وهي فيه عمياء مترهبة، فاستأذن عليها، فقالت: من أنت؟ قال: المغيرة بن شعبة الثقفي. قالت: ما حاجتك؟ قال: جئت خاطباً. قالت: إنك لم تكن جئتني لجمال ولا مال، ولكنك أردت أن تتشرف في محافل العرب، فتقول: تزوجت بنت النعمان بن المنذر، وإلا فأي خير في اجتماع عمياء وأعور، وكان عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قد تزوج عاتكة بنت عمرو بن نفيل، وكانت من أجمل نساء قريش، وكان عبد الرحمن من أحسن الناس وجهاً وأبرهم بوالديه. فلما دخل بها غلبت على عقله وأحبها حباً شديداً. فثقل ذلك على أبيه، فمر به أبو بكر يوماً، وهو في غرفة له، فقال: يا بني إني أرى هذه المرأة قد أذهلت رأيك، وغلبت على عقلك، فطلقها، قال: لست أقدر على ذلك، قال: أقسمت عليك إلا طلقتها، فلم يقدر على مخالفة أبيه فطلقها، فجزع عليها جزعاً شديداً، وامتنع عن الطعام والشراب، فقيل لأبي بكر أهلكت عبد الرحمن، فمر به يوماً، وعبد الرحمن لا يراه وهو مضطجع في الشمس ويقول هذه الأبيات:
فوالله لا أنساك ما ذر شارق = وما ناح قمري الحمام المطوق
فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها = إلا مثلها في غير شيء يطلق
لها خلق عف ودين ومحتد = وخلق سوي في الحياء ومنطق
فسمعه أبوه فرق له وقال له راجعها يا بني، فراجعها، وأقامت عنده حتى قتل يوم الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابه سهم فقتله، فجزعت عليه جزعاً شديداً وقالت ترثيه:
فآليت لا تنفك نفسي حزينة = عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
فتى طول عمري ما أرى مثله فتى = أكر وأحمى في الهياج وأصبرا
إذا شرعت في الأسنة خاضها = إلى القرن حتى يترك الرمح أحمرا
ثم تزوجها بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته، ودعا الناس إلى وليمته، فأتوه، فلما فرغ من الطعام، وخرج الناس قال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين ائذن لي في كلام عاتكة حتى أهنيها، وأدعو لها بالبركة، فذكر عمر ذلك لعاتكة، فقالت: إن أبا الحسن فيه مزاح، فأذن له يا أمير المؤمنين، فأذن له، فرفع جانب الخدر. فنظر إليها فإذا ما بدا من جسدها مضمخ بالخلوق، فقال لها يا عاتكة: ألست القائلة:
فآليت لا تنفك نفسي حزينة = عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
وقيل: إن عمر لما قتل عنها جزعت عليه جزعاً شديداً، وتزوجت بعده الزبير بن العوام، وكان رجلا غيوراً، وكانت تخرج إلى المسجد كعادتها مع أزواجها، فشق ذلك عليه، وكان يكره أن ينهاها عن الخروج إلى الصلاة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله "، فعرض لها ليلة في ظهر المسجد وهي لا تعرفه، فضرب بيده عجيزتها ثم انصرف، فقعدت بعد ذلك عن الخروج إلى المسجد، وكان يقول لها: ألا تخرجين يا عاتكة؟ فتقول: كنا نخرج إذا الناس ناس وما بهم من باس، وأما الآن فلا. ثم قتل عنها الزبير قتله عمرو بن جرموز بوادي السباع وهو نائم، ثم تزوجها بعده محمد بن أبي بكر، فقتل عنها بمصر، فقالت: لا أتزوج بعده أبداً إني لأحسبني أني لو تزوجت جميع أهل الأرض لقتلوا عن آخرهم.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 09:14 م]ـ
لا فض فوك يا ليث ..
وشكرا على هذه الدرر
بارك الله فيك يا عزيزي
وما تفاعلي مع موضوعك إلا لأن موضوعك شائق ممتع، ويستحق تفاعلا أكثر من ذلك.
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 09:22 م]ـ
حكى الفضل أبو محمد الطيبي قال: حدثنا بعض أصحابنا أن رجلا من بني سعد مرت به جارية لأمية بن خالد بن عبد الله بن أسد ذات ظرف وجمال، وكان شجاعاً فارساً، فلما رآها قال: طوبى لمن كان له امرأة مثلك، ثم اتبعها رسولا يسأل ألها زوج ويذكره لها وكان جميلا، فقالت للرسول وما حرفته، فأبلغه الرسول ذلك، ففال: ارجع إليها وقل لها:
وسائلة ما حرفتي قلت حرفتي = مقارعة الأبطال في كل شارق
إذا عرضت خيل لخيل رأيتني = أمام رعيل الخيل أحمي حقائقي
أصبر نفسي حين لم أر صابراً = على ألم البيض الرقاق البوارق
فلحقها الرسول، فأنشدها ما قال، فقالت له: ارجع إليه وقل له أنت أسد، فاطلب لك لبوة، فلست من نسائك، وأنشدته تقول:
ألا إنما أبغي جواداً بماله = كريماً محياه كثير الصدائق
فتى همه مذ كان خود خريدة = يعانقها في الليل فوق النمارق
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 11:46 م]ـ
أخبار علويّة المجنون
قال الحسن بن رفاعة: رأيت علويّة المجنون يوماً وفي عنقه حبلٌ والصّبيان يجرّونه، فلمّا رآني
قال: يا أبا عليٍّ بماذا يعذّب الله أهل الجّرائم يوم القيامة؟ قلت: بأشدّ العذاب. قال: فأنا،
والله، في أشدّ من عذابه. لو عذّب الله أهل جهنّم بالحبّ والهجر والرّقباء لكان أشدّ
عليهم، ثمّ قال: انظر إلى ما صنع الحبّ = لم يبق لي جسمٌ ولا قلب
أنحل جسمي حبّ من لم يزل = من شأنه الهجران والعتب
ما كان أغناني عن حبّ من = من دونه الأستار والحجبقال: وحضرته وقد أتوه بطبيبٍ يعالجه، والطّبيب يعاتبه ويقول له: لو تركتني لعالجتك
ورجوت أن تبرأ، فقال في ذلك:
أنا منك أعلم أيها المتكلّم = ما بي أجلّ من الجّنون وأعظم
أنا عاشقٌ، فإن استطعت لعاشقٍ = برأً مننت به وأنت محكّم
هيهات، أنت لغير ما بي عالمٌ = وسواك، بالدّاء الذي بي أعلم
دائي دسيسٌ، قد تضمّنه ال = هوى، تحت الجّوانح ناره تتضّرم
¥