ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 08:50 م]ـ
ترك زوجته وتعلّق بأروى وقسطا
قال الزّبير بن بكار:
حكى الحسن بن علي مولى بني أميّة قال: خرجت إلى الشّام فلمّا كنت بالسّمهاة ودنا
الليل رفع لي قصرٌ فأهويت إليه، فإذا أنا بامرأةٍ لم أر قط مثلها حسناً وجمالاً. فسلّمت،
فردت عليّ السّلام، قالت: ممّن أنت؟ قلت: من بني أميّة. قالت: مرحباً بك، أنزل، فأنا
امرأةٌ من أهلك. فأنزلتني أحسن منزلٍ وبتّ أحسن مبيتٍ.
فلمّا أصبحت قالت: إنّ لي إليك حاجة. قلت ما هي؟ فأشارت إلى ديرٍ، وقالت: إنّ في
ذلك الدّير ابن عمّي، وهو زوجي، وقد غلبت عليه نصرانيّةٌ في ذلك الدّير، فتمضي إليه وتعظه. فخرجت حتّى انتهيت إلى الدّير، فإذا برجلٍ في فنائه من أحسن الرّجال وأجملهم.
فسلّمت عليه، فردّ وسأل. فأخبرته من أنا، وأين بتّ، وما قالت المرأة. فقال: صدقت، أنا
رجلٌ من أهلك من أهل الحارث بن الحكم. ثمّ صاح: يا قسطا. فخرجت إليه نصرانيّةٌ
عليها ثياب حبرات وزنانير ما رأيت قبلها ولا بعدها أحسن منها. فقال: هذه قسطا،
وتلك أروى، وأنا الذي أقول:
وبدّلت قسطا بعد أروى وحبّها **** كذاك لعمري يذهب الحبّ بالحبّ
وما هي أما ذكرها بنبطيّةٍ ***** كبدر الدّجى أوفى على غصنٍ رطب
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 08:52 م]ـ
لما خطب عمرو بن حجر الكندي إلى عوف بن محلم الشيباني ابنته أم إياس وأجابه إلى ذلك، أقبلت عليها أمها ليلة دخولها بها توصيها، فكان مما أوصتها به أن قالت: أي بنية إنك مفارقة بيتك الذي منه خرجت وعشك الذي منه درجت إلى رجل لم تعرفيه وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة ليكون لك عبداً، واحفظي له خصالا عشراً يكن لك ذخراً، فأما الأولى والثانية، فالرضا بالقناعة وحسن السمع له والطاعة، وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم أنفه منك إلا أطيب الريح، وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه ومنامه، فإن شدة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة، وأما السابعة والثامنة: فالإحراز لماله والإرعاء على حشمه وعياله، وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصي له أمراً، ولا تفشي له سراً، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإياك والفرح بين يديه إذا كان مهتماً، والكآبة لديه إذا كان فرحاً. فقبلت وصية أمها، فأنجبت وولدت له الحرث بن عمرو جد امرئ القيس الملك الشاعر.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 08:54 م]ـ
شاطرته مالها ولم تدعه للسّفر
قال الزّبير بن بكار:
حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز قال كانت بنت أبي عبيدة بن المنذر بن الزّبير عند أبي
بكر بن عبد الرّحمن من محرمه وكان يخدمها وكانت ذات مالٍ، ولا مال له. وكانت تضنّ
عنه، فخرج يريد الشّام بطلب الرّزق، فلمّا كان ببعض الطّريق رجع فمرّ بجلسائه بالمصلّى
فقالوا: زاد خير. ثمّ دخل عليها فقالت له: أبخيرٍ رجعت؟ فقال لها:
بينما نحن من بلاكث فالقا ***** ع سراعا، والعيش تهوي هويّا،
خطرت خطرةً على القلب من *****ذكراك وهناً، فما استطاع مضيّا
قلت: لبّيك، إذ دعاني لك الشّو ***** ق وللحاديين حبّ المطيّاقالت له: لا جرم والله لأشاطرنّك مالي فشاطرته إيّاه ولم تدعه للسّفر بعد.: D:D
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 08:55 م]ـ
رأيت رجالا يضربون نساءهم = فشلت يميني يوم تضرب زينب
أأضربها من غير ذنب أتت به = فما العدل مني ضرب من ليس يذنب
فزينب شمس والنساء كواكب = إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 08:59 م]ـ
منازل الأحبّة الخالية تثير الشّوق
روى إبراهيم بن حسن بن يزيد، عن شيخٍ من ساكني العقيق قال: إنّي لواقفٌ بالعقيق،
وقد جاء الحاج، إذ طلعت امرأة على راحلة وحولها نسوة، فنظرنا إليها، فأعجبتنا حالها.
فلمّا كانت حذاء قصر سفيان بن عاصم بن عبد العزيز بن مروان، عدلت إلينا، ونحن
ننظر. فنزلت قصراً من تلك القصور فأقامت فيه ساعةً ثمّ خرجت، فركبت ومضت، وإنّ
عينيها لتنقطان دموعاً. فقلت: لأنظر ما صنعت هذه المرأة؟ فدخلت القصر، فإذا كتاب
يواجهني في الجّدار، فقرأته فإذا هو:
أليس كفى حزناً لذي الشّوق أن يرى، ***** منازل من يهوى معطلةً قفرا؟
بلى، إنّ ذا الشّوق الموكّل بالهوى، ***** يزيد اشتياقاً كلّما حاول الصّبرا
وتحته مكتوبٌ: وكتبته آمنة بنت عمر بن عبد العزيز. وكان سفيان بن عاصم زوجها فتوفّي عنها.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 09:05 م]ـ
خبر فورك المجنون
قال بعضهم: مررت بفورك المجنون وقد أتاه أهله بطبيبٍ، يقال له عبد العزيز، ليعالجه.
فسملت وقلت: ما خبرك يا أبا محمّد؟ فقال: خبري والله مع هؤلاء المجانين ظريفٌ. أنا
عاشقٌ وهم يظنّون بي جنّة وقد أتوني بهذا الطّبيب ليعالجني. ثمّ أنشأ يقول:
أتوني بالطّبيب فعالجوني ***** على أن قيل مجنونٌ غريب
طبيب الأجر فيه عساه يوماً ***** من الأيّام يعقل أو يتوب
وما صدقوا الفتى محوي قلبي ***** أجلّ من أن يعالجه الطّبيب
وما بي جنّةٌ لكنّ قلبي ***** به داءٌ تموت به القلوب
وما عبد العزيز طبيب قلبي ***** ولكنّ الطبيب هو الحبيب
يتبع ...
¥