ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 01 - 2008, 07:05 م]ـ
بوركت أخ رعد لإثارة موضوع يقبل النقاش وإعمال الفكر في الثقافة الأدبية والتاريخية، ومن باب حرية النقاش وإبداء الرأي ندخل معك أخ رعد في محكمة الفصيح مع الثالوث الشعري أي:
جرير والفرزدق والأخطل وقد احتفل بهم رواة الأدب والنقد في (عصر التدوين) وأورثوا الأجيال هذا الاحتفال الذي له ما يبرره أدبياً وإن كان قد بولغ فيه، حتى تجاوز الحد الطبيعي له.
وسأدلي معكم بدلوي إن أذنتم لي ..
عندما نتكلم عن هذا الثالوث فهذا يعني أننا سنتكلم عن أغراض المديح والهجاء والفخر
من المؤسف أن نقول: إن تهاجي هذا الثالوث مع بعضه كان نوعاً من التردي الأخلاقي الذي لم يعرفه الأدب العربي في ماضيه. ذلك لأن الهجاء الجاهلي كان له هدف أخلاقي كالمدح تماماً ... فهم لا يشتمون لمجرد الشتم بل كانوا يشتمون أخلاقاً لا يقرها المجتمع فهم يحاولون نقد الأخلاق التي يعتقدون آنئذٍ أنها فاحشة ولم يكونوا بالغالب ينحدرون إلى الدرك والابتذال في هجائهم لأن الشاعر يعد الكذب شتيمة توجه إليه قبل أن توجه إلى خصمه .. ولما جاء الإسلام تحول الهجاء عقائدياً مذهبياً لمصلحة الإسلام.
أما هنا عند هذا الثالوث نواجه ظاهرة جديدة في فن النقائض
إذ يخترع المتهاجون لخصومهم مواصفات لا تمت إليهم من قريب أو بعيد والناس السامعون يعلمون هذا الكذب وإن التقطوا خطأً أو عيباً في خصمهم ضخموه وأوضحوه ولا يتورعون عن كون هذه الألفاظ نابية أو بذيئة،، وفي الغالب تأتي التقيضة منظومة على بحر القصيدة المنقوضة ولها نفس الروي و لكن الضروري فيها أن تتابع معاني القصيدة المنقوضة، واحداً واحداً فتهدمها وتبطلها فسميت نقيضة من نقض البناء بمعنى هدمه .. وبما أن الموضوع كبير جداً يمكن للجميع كما ذكر أخ رعد أن يبسطوا مالديهم من رأي ويدافعوا عن رايهم .. وباعتقادي في البدء أن جريراً كان أقدر من الأخطل والفرزدق على نقض الكلام، وأشد فتنة وأقل صنعة، وأغنى قريحة، وأرق عاطفة ولفظاً وأوضح كلاماً، وأوفر انسجاماً ونغماً موسيقياً إلا أنه دون الأخطل والفرزدق قوة وجزالة وخيالاً.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 01 - 2008, 11:02 م]ـ
وباعتقادي في البدء أن جريراً كان أقدر من الأخطل والفرزدق على نقض الكلام، وأشد فتنة وأقل صنعة، وأغنى قريحة، وأرق عاطفة ولفظاً وأوضح كلاماً، وأوفر انسجاماً ونغماً موسيقياً إلا أنه دون الأخطل والفرزدق قوة وجزالة وخيالاً. [/ QUOTE]
بوركت أختي الباحثة عن الحقيقة ...
وقال النقاد:
أن جرير كان يغرف من بحر والفرزدق كان ينحت من صخر.
أي ان جرير كان يطوع الشعر لجميع أغراضه بسهولة ويسر وكأنه يجلس على بحر من الشعر يغرف منه ما يشاء فلا يستعصي عليه أمر أو غرض من أغراض الشعر رغم أن جرير استخدم البحر الكامل، علما بأنه كان مجبرا على التزام هذا البحر على اعتبار أنها ردا على قصيدة الأخطل، فكان عليه الالتزام بنفس البحر الذي استخدمه الأخطل، والمعروف أن البادئ يكون أقوى مكانه من الذي يطلب منه الرد، وفي هذه الحالة يتطلب الرد مهارة وبراعة كما لمسناها في أبيات جرير السالفة الذكر، أما الفرزدق فقد أخذ حريته في استخدام البحر العروضي والقافية، فكان نظمها أسهل من قصيدة جرير.
كما أسلفنا سابقا.
أما الفرزدق فإنه كان ينظم الشعر ويرتبه ويعيد صياغته بعناء ولا يقوله بتلقائية كما كان يفعل جرير , ويخرج بأيات أقوى , فكان كأنه ينحت من صخر.
فقال النقاد: أن جرير هو الأشعر عامة والفرزدق الأشعر خاصة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[30 - 01 - 2008, 12:52 م]ـ
نحن في انتظار رؤبه ...
عساه بخير , وأرجو أن يطمئنا عن نفسه ...
نحن على أحر من الجمر لمشاهدة دفاعة عن أخطله.
فلن يكتمل الموضوع دون مشاركاته وآراءه الشيقة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 12:38 ص]ـ
هيئة محكمة الفصيح تنتظر الأستاذ رؤبة ليتقدم بما لديه من مرافعات قد تفيد موكله (الأخطل).
سيتم النطق بالحكم بعد سماع الدفاع (الأستاذ رؤبة)
والأخذ بشهادات الشهود من الفصحاء الذين شاركوا بشهاداتهم.
ـ[بثينة]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 04:13 م]ـ
:::
السلام عليكم
قال عبد الملك أو الوليد ابنه لجرير: من أشعر الناس؟ قال فقال: ابن العشرين. قال: فما رأيك في ابني أبي سلمى؟ قال: كان شعرهما نيرا يا أمير المؤمنين. قال: فما تقول في امرىء القيس؟ قال: اتخذ الخبيث الشعر نعلين، وأقسم بالله لو أدركته لرفعت ذلاذله. قال: فما تقول في ذي الرمة؟ قال: قدر من ظريف الشعر وغريبه وحسنه على ما لم يقدر عليه أحد. قال: فما تقول في الأخطل؟ قال: ما أخرج لسان ابن النصرانية ما في صدره من الشعر حتى مات. قال: فما تقول في الفرزدق؟ قال: في يده والله يا أمير المؤمنين نبعةٌ من الشعر قد قبض عليها. قال: فما أراك أبقيت لنفسك شيئاً! قال: بلى والله يا أمير المؤمنين! إني لمدينة الشعر التي منها يخرج وإليها يعود، نسبت فأطربت، وهجوت فأرديت، ومدحت فسنيت، وأرملت فأغزرت، ورجزت فأبحرت، فأنا قلت ضروب الشعر كلها، وكل واحد منهم قال نوعاً منها. قال: صدقت.
يا سلام.
¥