ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 12:57 م]ـ
من هجاء الفرزدق الفاحش لجرير ...
قوله:
يا ابن الحِمَارَةِ للحِمَارِ، وَإنّمَا = تَلِدُ الحِمَارَةُ وَالحِمَارُ حِمَارَا
وَلَوْ أنّ ألأمَ مَنْ مَشَى يُكْسَى غداً = ثَوْباً لرُحْتَ وَقَدْ كُسِيتَ إزَارَا
كَلَمَتْ مُرُوءتُكَ الّتي تُعْنى بهَا، = لَوْ جَادَ سَرْجُكَ وَاسْتَجَدّ عِذارَا
وقال أيضا في هجاء جرير:
مثل الكلاب تبول فوق انوفها = وتمسحت اطرافها في الاسحار
وكان جرير قد هجا الفرزدق عندما مات ببيت واحد ثم قال والله لا ازيد عليه شيئا , وهو:
مات الفرزدق بعدما جدّعتهُ = ليت الفرزدق كان عاش طويلا
ثم عاد وندم ورثاه بقصيدة جميلة مما ينم عن طيبة قلبه وصفاء سريرته وحسن خلقه ,
فقال:
لعمري لقد أشجى تميماً وهدها= على نكبات الدهر موت الفرزدق
عشية راحوا للفراق بنعشه= إلى جدثٍ في هوة الأرض معمقِ
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي= إلى كل نجم في السماء محلقِ
ثوى حامل الأثقال عن كل مُغرمٍ= ودامغ شيطان الغشوم السملقِ
عماد تميم كلها ولسانها= وناطقها البذاخ في كل منطقِ
فمن لذوي الأرحام بعد أبن غالبٍ= لجارٍ وعانٍ في السلاسل موثقِ
ومن ليتيم بعد موت ابن غالب= وأم عيال ساغبين ودردقِ
ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما= يداه ويشفي صدر حران مُحنَقِ
وكم من دمٍ غالٍ تحمل ثقله= وكان حمولاً في وفاءٍ ومصدقِ
وكم حصن جبار هُمامٍ وسوقةٍ= إذا ما أتى أبوابه لم تغلق
تفتح أبواب الملوك لوجهه= بغير حجاب دونه أو تملُقِ
لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثوى= فتى مُضرٍ في كل غربٍ ومشرقِ
فتىً عاش يبني المجد تسعين حجةً= وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي
فما مات حتى لم يُخلف وراءه= بحية وادٍ صولةً غير مصعقِ
ومن رثائه أيضا للفرزدق:
بكيناكَ حِدثان الفِراقِ وإنّما = بكيناك شجواً للأمور العظائمِ
فلا حَمَلَت بعد ابن ليلى مهيرة= ولا شُدّ أنساع المَطيّ الرواسمِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 01:23 م]ـ
وردا على تفاخر الفرزدق بقصيدته الشهيرة , وهذا جزء منها::
إنّ الذي سَمَكَ السّماءَ بَنى لَنَا = بَيْتاً، دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْوَلُ
بَيْتاً بَنَاهُ لَنَا المَلِيكُ، ومَا بَنى = حَكَمُ السّمَاءِ، فإنّهُ لا يُنْقَلُ
بَيْتاً زُرَارَةُ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ، = وَمُجاشِعٌ وَأبُو الفَوَارِسِ نَهْشَلُ
يَلِجُونَ بَيتَ مُجاشعٍ، وَإذا احتبوْا = بزُوا كَأنّهُمُ الجِبَالُ المُثّلُ
لا يَحْتَبي بِفِنَاءِ بَيْتِكَ مثْلُهُمْ = أبداً، إذا عُدّ الفَعَالُ الأفْضَلُ
مِنْ عِزِّهمْ جَحَرَتْ كُلَيبٌ بَيتَها = زَرْباً، كَأنّهُمُ لَدَيْهِ القُمّلُ
ضَرَبتْ عَليكَ العنكَبوتُ بنَسْجِها، = وَقَضَى عَلَيكَ بهِ الكِتابُ المُنْزلُ
قام جرير بالرد بتفاخر أعظم وهجاء لاذع له ولجميع الشعراء ومنهم الأخطل والبعيث ببلاغة عظيمة , حيث أنه هجاهم جميعا ببيت واحد ,
عندما قال قصيدته الأشهر , وهذا جزء منها:
أعددت للشعراء سماً ناقعاً = فسقيت آخرهم بكأس الأول
لَمّا وَضَعتُ عَلى الفَرَزدَقِ مَيسَمي = وَضَغا البَعيثُ جَدَعتُ أَنفَ الأَخطَلِ
أخزى الذي سمك السماء مجاشعاً = وبنى بناءك في الحضيض الأسفل
وَلَقَد بَنَيتَ أَخَسَّ بَيتٍ يُبتَنى = فَهَدَمتُ بَيتَكُمُ بِمِثلَي يَذبُلِ
إِنّي اِنصَبَبتُ مِنَ السَماءِ عَلَيكُمُ = حَتّى اِختَطَفتُكَ يا فَرَزدَقُ مِن عَلِ
إِنّي إِلى جَبَلَي تَميمٍ مَعقِلي = وَمَحَلُّ بَيتي في اليَفاعِ الأَطوَلِ
أَحلامُنا تَزِنُ الجِبالَ رَزانَةً = وَيَفوقُ جاهِلُنا فَعالَ الجُهَّلِ
كانَ الفَرَزدَقُ إِذ يَعوذُ بِخالِهِ = مِثلَ الذَليلِ يَعوذُ تَحتَ القَرمَلِ
إِنَّ الَّذي سَمَكَ السَماءَ بَنى لَنا = بَيتاً عَلاكَ فَما لَهُ مِن مَنقَلِ
وليحكم الجميع.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 02:01 م]ـ
ومن قسوة وفحش الفرزدق في الهجاء أنه هجا جرير بأبيات تمس أمه وهي أغلى عرض لدى الإنسان ,
حيث قال:
دَعَاني جَرِيرُ بنُ المَرَاغَةِ = بَعْدَمَا لَعِبْنَ بِنَجْدٍ وَالمَلا كُلَّ مَلْعَبِ
فَقُلْتُ لَهُ: دَعْني وَتَيْماً، فَإنّني، = وَأُمِّكَ، قَدْ جَرّبْتُ ما لمْ تُجَرِّبِ
حيث أنه نعتها بالمراغة التي يتمرغ عليها الرجال.
فكيف لم يقتله جرير؟؟؟
ورثاه عند موته!!!!
ما أوسع صدرك يا جرير!!!!!!!.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[28 - 01 - 2008, 04:20 ص]ـ
تفسير كلمة الأخطل.
من الأمور التي خالف فيها الأشاعرة أهل السنة والجماعة في باب الاعتقاد قولهم أن كلام الله معنى قائم بالذات ليس بحرف ولا صوت ولا يتبعض ولا يتجزأ ولا يتفاضل واستدلوا على قولهم أن كلام الله معنى قائم بالذات ببيت منسوب لشاعر نصراني خبيث لم تصح نسبته إليه وقد اضطربوا في ألفاظه، هذا الشاعر هو الأخطل قال:
إنما الكلام في الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
والفائدة التي أحب أن أذكرها هنا أن معنى كلمة الأخطل مأخوذة من الخطل وهو الخطأ في الكلام يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:"ولهذا كان مما يشنع به علي هؤلاء أنهم احتجوا في اصل دينهم ومعرفة حقيقة الكلام ـ كلام الله، وكلام جميع الخلق ـ بقول شاعر نصراني يقال له: الأخْطَل:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما =جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
وقد قال طائفة: إن هذا ليس من شعره، وبتقدير أن يكون من شعره، فالحقائق العقلية، أو مسمى لفظ الكلام الذي يتكلم به جميع بني ادم، لا يرجع فيه إلى قول ألف شاعر فاضل، دع أن يكون شاعرًا نصرانيًا اسمه الأخطل، والنصارى قد عرف أنهم يتكلمون في كلمة الله بما هو باطل، والخطل في اللغة هو الخطأ في الكلام، وقد انشد فيهم المنشد:
قبحًا لمن نبذ القران وراءه = فإذا استدل يقول قال الأخطل.
فإن صح نسبة البيت إلى الأخطل يكون الاسم قد وافق وتطابق مع مسماه والله أعلم
منقول
¥