ـ[صلاح -أحمد بن الحسين المتنبي]ــــــــ[01 - 08 - 2009, 11:26 م]ـ
وأين نسيتم حكيم الدهر " أبا الطيب المتنبي " وهو يقول:
وفي تعب من يحسد الشمس نورها و يعجز أن يأتي لها بضريب
ألا إنما كانت وفاة محمد دليلا على أن ليس لله غالب
ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت على عينه حتى يرى صدقها كذبا
و إن كان ذنبي كل ذنب فإنه محا الذنب كل المحو من جاء تائبا
عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ما من صداقته بد
أهم بشيء والليالي كأنها تطاردني عن كونها وأطارد
وحيدا من الخلان في كل بلدة إذا عظم المطلوب قل المساعد
بذا قضت الأيام ما بين أهلها مصائب قوم عند قوم فوائد
فإن قليل الحب بالعقل صالح وإن كثير الحب بالجهل فاسد
هو الجد حتى تفضل العين أختها و حتى يكون اليوم لليوم سيدا
ومن يجعل الضرغام للصيد بازه تصيده الضرغام فيما تصيدا
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
أرى الأجداد تغلبها كثيرا على الأولاد أخلاق اللئام
ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
لا يخدعنك من عدو دمعه و ارحم شبابك من عدو ترحم
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم
و من العدواة ما ينالك نفعه ومن الصداقة ما يضر ويؤلم
وإنما الناس بالملوك وإنما لا تفلح عرب ملوكها عجم
لا أدب عندهم و لا حسب و لا عهود لهم و لا ذمم
بكل أرض وطئتها أمم ترعى بعبد كأنها غنم
يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم و الحكم
أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار و الظلم
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
أغاية ا لدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
ما أقدر الله أن يخزي بريته ولا يصدق قوما في الذي زعموا
إذا أتت الإساءة من وضيع ولم ألم المسيء فمن ألوم
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
أهل الحفيظة إلا أن تجربهم وفي التجارب بعد الغي ما يزع
ليس الجمال لأنف صح مارنه أنف العزيز بقطع العز يجتدع
والمشرفية لا زالت مشرفة دواء كل كريم أو هي الوجع
نبكي على الدنيا وما من معشر جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الأكاسرة الجبابرة الأولى كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
والهجر أقتل لي مما أراقبه أنا الغريق فما خوفي من البلل
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل
لعل عتبك محمود عواقبه فربما صحت الأجسام بالعلل
لأن حلمك حلم لا تكلفه ليس التكحل في العينين كالكحل
نصيبك في حياتك من حبيب نصيبك في منامك من خيال
رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبال
ولو كان النساء كمن فقدنا لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب و لا التذكير فخر للهلال
إذا صديق نكرت جانبه لم تعيني في فراقه الحيل
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
وأتعب من ناداك من لا تجيبه وأغيظ من عاداك من لا تشاكل
رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى هوى كاسر كفي وقوسي وأسهمي
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه و صدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عداته و أصبح في ليل من الشك مظلم