ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 01:38 ص]ـ
حكاية جمل
كانَ عَلى بَعضِ الدُروبِ جَمَلُ = حَمَّلَهُ المالِكُ ما لا يُحمَلُ
فَقالَ يا لِلنَحسِ وَالشَقاءِ = إِن طالَ هَذا لَم يَطُل بَقائي
لَم تَحمِلِ الجِبالُ مِثلَ حِملي = أَظُنُّ مَولايَ يُريدُ قَتلي
فَجاءَهُ الثَعلَبُ مِن أَمامِه = وَكانَ نالَ القَصدَ مِن كَلامِه
فَقالَ مَهلاً يا أَخا الأَحمالِ = وَيا طَويلَ الباعِ في الجِمالِ
فَأَنتَ خَيرٌ مِن أَخيكَ حالا = لِأَنَّني أَتعَبُ مِنكَ بالا
كَأَنَّ قُدّامِيَ أَلفَ ديكِ = تَسأَلُني عَن دَمِها المَسفوكِ
كَأَنَّ خَلفي أَلفَ أَلفِ أَرنَبِ = إِذا نَهَضتُ جاذَبتني ذَنَبي
وَرُبَّ أُمٍّ جِئتُ في مُناخِها = فَجعتُها بِالفَتكِ في أَفراخِها
يَبعَثُني مِن مَرقَدي بُكاها = وَأَفتَحُ العَينَ عَلى شَكواها
وَقَد عَرَفتَ خافِيَ الأَحمالِ = فَاِصبِر وَقُل لِأُمَّةِ الجِمالِ
لَيسَ بِحملٍ ما يَمَلُّ الظَهرُ = ما الحِملُ إِلّا ما يُعاني الصَدرُ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 01:46 ص]ـ
حكاية الجمل والحمار
كانَ لِبَعضِهِم حِمارٌ وَجَمَل = نالَهُما يَوماً مِنَ الرِقِّ مَلَل
فَاِنتَظَرا بَشائِرَ الظَلماءِ = وَاِنطَلَقا مَعاً إِلى البَيداءِ
يَجتَلِيانِ طَلعَةَ الحُرِّيَّه = وَيَنشِقانِ ريحَها الزَكِيَّه
فَاِتَّفَقا أَن يَقضِيا العُمرَ بِها = وَاِرتَضَيا بِمائِها وَعُشبِها
وَبَعدَ لَيلَةٍ مِنَ المَسيرِ = اِلتَفَتَ الحِمارُ لِلبَعيرِ
وَقالَ كَربٌ يا أَخي عَظيمُ = فَقِف فَمشي كُلُّهُ عَقيمُ
فَقالَ سَل فِداكَ أُمّي وَأَبي = عَسى تَنالُ بي جَليلَ المَطلَبِ
قالَ اِنطَلِق مَعي لِإِدراكِ المُنى = أَو اِنتَظِر صاحِبَكَ الحُرَّ هُنا
لا بُدَّ لي مِن عَودَةٍ لِلبَلَدِ = لِأَنَّني تَرَكتُ فيهِ مِقوَدي
فَقالَ سِر وَاِلزَم أَخاكَ الوَتِدا = فَإِنَّما خُلِقتَ كَي تُقَيَّدا
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 03:43 ص]ـ
ملك الغربان
كانَ لِلغربانِ في العَصرِ مَليك = وَلَهُ في النَخلَةِ الكُبرى أَريك
فيهِ كُرسِيٌّ وَخِدرٌ وَمُهود = لِصِغارِ المُلكِ أَصحابِ العُهودِ
جاءَهُ يَوماً ندورُ الخادِمُ = وَهوَ في البابِ الأَمينُ الحازِمُ
قالَ يا فَرعَ المُلوكِ الصالِحين = أَنتَ ما زِلتَ تُحِبُّ الناصِحين
سوسَةٌ كانَت عَلى القَصرِ تَدور = جازَت القَصرَ وَدَبَّت في الجُدور
فَاِبعَثِ الغِربانَ في إِهلاكِها = قَبلَ أَن نَهلِكَ في أَشراكِها
ضَحكَ السُلطانُ في هَذا المَقال = ثُمَّ أَدنى خادِمَ الخَيرِ وَقال
أَنا رَبُّ الشَوكَةِ الضافي الجَناح = أَنا ذو المِنقارِ غَلّابُ الرِياح
أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور = أَنا لا أُبصِرُ تَحتي بانُدور
ثُمَّ لَمّا كانَ عامٌ بَعدَ عام = قامَ بَينَ الريحِ وَالنَخلِ خِصام
وَإِذا النَخلَةُ أَقوى جِذعُها = فَبَدا لِلريحِ سَهلاً قَلعُها
فَهَوَت لِلأَرضِ كَالتَلِّ الكَبير = وَهَوى الديوانُ وَاِنقَضَّ السَرير
فَدَها السُلطانَ ذا الخَطبُ المَهول = وَدَعا خادِمَهُ الغالي يَقول
يا نُدورَ الخَيرِ أَسعِف بِالصِياح = ما تَرى ما فَعَلَت فينا الرِياح
قالَ يا مَولايَ لا تَسأَل نُدور = أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 12:33 م]ـ
بوركت أختي الكريمة " الباحثة عن الحقيقة " ..
قصيدة رائعة تنم عن ذوق رفيع تحسدين عليه , ..
دمت متألقة.
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 09:31 م]ـ
قطعته لأنه ... فصيح
كانَ لِبَعضِ الناسِ بَبَّغاءُ = ما مَلَّ يَوماً نُطقَها الإِصغاءُ
رَفيعَةُ القَدرِ لَدى مَولاها = وَكُلُّ مَن في بَيتِهِ يَهواها
وَكانَ في المَنزِلِ كَلبٌ عالي = أَرخَصَهُ وُجودُ هَذا الغالي
كَذا القَليلُ بِالكَثيرِ يَنقُصُ = وَالفَضلُ بَعضُهُ لِبَعضٍ مُرخِصُ
فَجاءَها يَوماً عَلى غِرارِ = وَقَلبُهُ مِن بُغضِها في نارِ
وَقالَ يا مَليكَةَ الطُيورِ = وَيا حَياةَ الأُنسِ وَالسُرورِ
بِحُسنِ نُطقِكِ الَّذي قَد أَصبى = إِلّا أَرَيتِني اللِسانَ العَذبا
لِأَنَّني قَد حِرتُ في التَفَكُّرِ = لَمّا سَمِعتُ أَنَّهُ مِن سُكَّرِ
فَأَخرَجَت مِن طَيشِها لِسانَها = فَعَضَّهُ بِنابِهِ فَشانَها
ثُمَّ مَضى مِن فَورِهِ يَصيحُ = قَطَعتُهُ لِأَنَّهُ فَصيحُ
وَما لَها عِندِيَ مِن ثَأرٍ يُعَدُّ = غَيرَ الَّذي سَمَّوهُ قِدماً بِالحَسَد
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 09:42 م]ـ
دودة القز
لِدودَةِ القَزِّ عِندي = وَدودَةِ الأَضواءِ
حِكايَةٌ تَشتَهيها = مَسامِعُ الأَذكِياءِ
لَمّا رَأَت تِلكَ هَذي = تُنيرُ في الظَلماءِ
سَعَت إِلَيها وَقالَت = تَعيشُ ذاتُ الضِياءِ
أَنا المُومَّلُ نَفعي = أَنا الشَهيرُ وَفائي
حَلا لِيَ النَفعُ حَتّى = رَضيتُ فيهِ فَنائي
وَقَد أَتَيتُ لِأَحظى = بِوَجهِكِ الوَضّاءِ
فَهَل لِنورِ الثُرى في = مَوَدَّتي وَإِخائي
قالَت عَرَضتِ عَلَينا = وَجهاً بِغَيرِ حَياءِ
مَن أَنتِ حَتّى تُداني = ذاتَ السَنا وَالسَناءِ
أَنا البَديعُ جَمالي = أَنا الرَفيعُ عَلائي
أَينَ الكَواكِبُ مِنّي = بَل أَينَ بَدرُ السَماءِ
فَاِمضي فَلا وُدَّ عِندي = إِذ لَستِ مِن أَكفائي
وَعِندَ ذَلِكَ مَرَّت = حَسناءُ مَع حَسناءِ
تَقولُ لِلَّهِ ثَوبي = في حُسنِه وَالبَهاءِ
كَم عِندَنا مِن أَيادٍ = لِلدودَةِ الغَراءِ
ثُمَّ اِنثَنَت فَأَتَت ذي = تَقولُ لِلحَمقاءِ
هَل عِندَكِ الآنَ شَكٌّ = في رُتبَتي القَعساءِ
وَقَد رَأَيتِ صَنيعي = وَقَد سَمِعتِ ثَنائي
إِن كانَ فيكَ ضِياءٌ = إِنَّ الثَناءَ ضِيائي
وَإِنَّهُ لَضِياءٌ = مُؤَيَّدٌ بِالبَقاءِ
¥