الأخ رعد: أنا لم أذمك بقولي رغم كونك فلسطينياً بل امتدحت حسك الوطني بإحساسك بجراح العراق وماتزال جراح فلسطين تنزف وقلوبنا مع كل الجراح الدامية في كل البلاد العربية
ودمت سالماً مع الاحترام والتقدير
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 05 - 2008, 03:58 ص]ـ
المهرولون لنزار قباني
سقطت آخر جدران الحياء
وفرحنا ..
ورقصنا ..
وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء
لم يعد يرعبنا شىء
ولا يخجلنا شىء
فقد يبست فينا عروق الكبرياء ..
سقطت ..
للمرة الخمسين .. عذريتنا
دون أن نهتز .. أو نصرخ
أو يرعبنا مرأى الدماء
ودخلنا فى زمان الهرولة
ووقفنا بالطوابير كأغنام أمام المقصلة
وركضنا .. ولهثنا ..
وتسابقنا لتقبيل حذاء .. القتلة
جوعوا أطفالنا خمسين عاما
ورموا فى آخر الصوم الينا
بصلة ...
سقطت غرناطة
للمرة الخمسين .. من أيدى العرب
سقط التاريخ من أيدى العرب
سقطت أعمدة الروح وأفخاذ القبيلة
سقطت كل مواويل البطولة
سقطت أشبيليا ..
سقطت انطاكية
سقطت حطين من غير قتال
سقطت عمورية
سقطت مريم فى أيدى الميليشيات
فما من رجل ينقذ الرمز السماوى
ولا ثم رجولة ....
سقطت آخر محظياتنا
فى يد الروم، فعن ماذا ندافع؟
لم يعد فى قصرنا جارية واحدة
تصنع القهوة .. والجنس
فعن ماذا ندافع؟؟
لم يعد فى يدنا ..
أندلس واحدة نملكها
سرقوا الأبواب
والحيطان
الزوجات .. والأولاد ..
والزيتون والزيت
وأحجار الشوارع
سرقوا عيسى بن مريم
وهو مازال رضيعا
سرقوا ذاكرة الليمون
والمشمش .. والنعناع منا
وقناديل الجوامع ...
تركوا علبة سردين بأيدينا
تسمى (غزة) ...
عظمة يابسة تدعى (أريحا) ..
فندقا يدعى فلسطين
بلا سقف ولا أعمدة
تركونا جسدا دون عظام
ويدا دون أصابع
لم يعد ثمة أطلال لكى نبكى عليها
كيف .. تبكى أمة
أخذوا منها المدامع؟؟
بعد هذا الغزل السرى فى أوسلو
خرجنا عاقرين
وهبونا وطنا أصغر من حبة قمح
وطنا نبلعه من غير ماء
كحبوب الأسبرين!! ...
بعد خمسين سنة
نجلس الآن على الأرض الخراب
ما لنا مأوى .. كآلاف الكلاب!!
بعد خمسين سنة ..
ما وجدنا وطنا نسكنه
الا السراب.
ليس صلحا ..
ذلك الصلح الذى أدخل كالخنجر فينا ..
انه فعل اغتصاب!! ...
ما تفيد الهرولة؟
ما تفيد الهرولة؟
عندما يبقى ضمير الشعب حيا
كفتيل قنبلة
كم حلمنا بسلام أخضر
وهلال أبيض
وبحر أزرق
وقلوع مرسلة
ووجدنا فجأة أنفسنا فى مزبلة!!
من ترى يسألهم
عن سلام الجبناء؟؟
لا سلام الأقويا القادرين
من ترى يسألهم؟
عن سلام البيع بالتقسيط
والتأجير بالتقسيط
والصفقات ...
والتجار .. والمستثمرين؟
من ترى يسألهم؟
عن سلام الميتين ..
أسكتوا الشارع
واغتالوا جميع الأسئلة ..
وجميع السائلين ...
وتزوجنا بلا حب
من الأنثى التى ذات يوم أكلت أولادنا
مضغت أكبادنا ..
وأخذناها الى شهر العسل ..
وسكرنا ... ورقصنا ..
واستعدنا كل ما نحفظ من شعر الغزل
ثم أنجبنا - لسوء الحظ - أولادا معاقين
لهم شكل الضفادع
وتشردنا على أرصفة الحزن
فلا من بلد نحضنه
أو من ولد!!
لم يكن فى العرس رقص عربى
أو طعام عربى
أو غناء عربى
أو حياء عربى
فلقد غاب عن الزفة أولاد البلد.
لن تساوى كل توقيعات أوسلوا خردلة!! ..
كان نصف المهر بالدولار
كان الخاتم الماسى بالدولار
كانت أجرة المأذون بالدولار
والكعكة كانت هبة من أمريكا ..
وغطاء العرس والأزهار والشمع
وموسيقى المارينز ...
كلها قد صنعت فى أمريكا ...
وانتهى العرس ... ولم تحضر فلسطين الفرح
بل رأت صورتها مبثوثة عبر كل الأقنية
ورأت دمعتها تعبر أمواج المحيط ..
نحو شيكاغو .. وجيرسى .. وميامى ..
وهى مثل الطائر المذبوح تصرخ:
ليس هذا العرس عرسى ..
ليس هذا الثوب ثوبى ..
ليس هذا العار عارى ..
أبدا ... يا أمريكا ...
أبدا ... يا أمريكا ...
أبدا ... يا أمريكا
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 12:19 ص]ـ
الأخ رعد: أنا لم أذمك بقولي رغم كونك فلسطينياً بل امتدحت حسك الوطني بإحساسك بجراح العراق وماتزال جراح فلسطين تنزف وقلوبنا مع كل الجراح الدامية في كل البلاد العربية
ودمت سالماً مع الاحترام والتقدير
أختي الكريمة الموقرة الأستاذة " الباحثة عن الحقيقة " ....
أعلم أنك لا تقصدين ما رحت إليه , وأعلم أنك تمتدحينني وحاشاك أن تكوني قد قصدتي الإساءة , ,,
للتوضيح ..
أنا قصدت أنني أحمل هموم الأمة العربية بالموازاة مع حملي هموم فلسطين ,,
فلسطين ليس للفلسطينيين وحدهم ,, هي لجميع العرب والمسلمين فهي بلاد وقف إسلامي ,,
كما وأن جرح العراق جرح جديد أضيف إلى جسدنا ,, فهذا الجرح يزيد من ألمنا ويحزننا أن تزداد جراحنا قبل أن تبرأ الجراح القديمة التي ما زالت تنزف ..
فلا تظنين أننا لا نحس بمعاناة أهلنا في العراق وغيره من بلاد العرب والمسلمين بسبب معاناتنا في فلسطين , نحن نسمو ونعلو فوق جراحنا عندما يصاب أي عربي بنفس الجرح ..
ولعل جرحنا يوجع غيرنا من العرب والمسلمين ’’.
لك منا كل الاحترام والتقدير ..
بوركت ..
¥