تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

*وفي الفصل الثاني وعنوانه «فنون شعره» يقول المؤلف إن الراعي قد كتب في كل الأغراض الشعرية، مثل: الوصف، والنسيب، والفخر، والخمريات، والحماسة، والهجاء، والنقائض، والحكم، والأمثال. وهي كلها أغراض تقليدية، كتب فيها الشعراء وأجادوا، ولكن هذه الدراسة أظهرت غرضاً جديداً استحدثه الراوي هو «شكوى العمّال»، فنراه في قصيدته اللامية، وقد عزّ عليه أن يرى قومه فريسة الجور والطغيان، يبث الخليفة عبد الملك بن مروان شكواه من عماله، وفيها يقول: [/ size][/b]

أخليفة الرحمن إنَّا معْشَرٌ =حنفاءُ، نسجدُ بكْرةً وأصيلا

عربٌ نرى للهِ في أموالِناُ =حقَّ الزكاةِ منزَّلاً تنزيلا

إن السعَاةَ عصوْكَ يومَ أمرتهمْ =وأتوْا دواهيَ لو علمتَ وغولا

ثم يعدد أساليبهم واحتيالهم للغش، بأبرع الأساليب، ونراه ـ بعد ذلك ـ يصف حال قومه وعشيرته، وما حلّ بهم من طرد وتشريد، وهم المسلمون المؤمنون الموحدون بالله، المؤدّون للزكاة. ثم يناشد الخليفة، وهو مناط الأمل ومعقد الرجاء أن ينكل بهؤلاء السعاة الخطاة، ويتدارك قومه، فيرفع عنهم المظالم التي ألمت بهم على أيديهم.

*وفي الفصل الثالث وعنوانه «خصائص شعره»: يتحدث المؤلف عن الألفاظ والأساليب، فيرى أن حياة الراعي في البادية أثَّرت في ألفاظه وتراكيبه، لهذا رأينا في شعره: الأثافي، والقدور، والنيران، والذئاب العاوية، والوحوش الضارية، وعزيف الريح، وهدير السيل، وصليل السيوف، وفحيح الأفاعي.

أما عن التراكيب فلم يُدرك الراعي عصر التكلف والصنعة، ومن ثم جاءت تراكيبه طبعية تُجانب المُعاظلة، والمعاناة، والتعسف، وتخضع للنسق الطبيعي، فلا تعقيد، ولا التواء، ولا غموض، ولا اضطراب، ولا تقديم، ولا تأخير إلا ما دعت إليه دواعي البلاغة (ص160).

وقد استحسن شعره: أبو عمرو الشيباني، وأبو هلال العسكري، وابن رشيق القيرواني، لإصابة المعنى، وروعة الخيال، وتناسب القافية (ص172).

ولقد كان الراعي حجة في النحو واللغة، اعتمد عليه النحاة في تأييد مذاهبهم النحوية، كما اعتمد عليه اللغويون في تقرير ألفاظهم اللغوية. وحق لهم، فهو شاعر أموي بدوي قمين بأن يحتج بشعره (كما قال السيوطي والقاضي الجرجاني (ص184).

وفي النهاية وازن المؤلفُ شعره بشعر غيره من شعراء طبقته: كالفرزدق وجرير والأخطل، وذي الرمة.

**

وفي ختام هذا العرض، لا يسعنا إلا أن نقرر أن هذه الدراسة قد أنصفت شاعراً فحلاًَ، بقي طيلة تاريخنا الأدبي ينتظر الدارس المنصف الذي يُخرج شعره من بطون كتب الأدب والتاريخ، ويُلقي الضوء على حياته وشعره في إطار عصره، وجاء الدارس الأستاذ الدكتور محمد نبيه حجاب ليُعطيه بعض حقه

ـ[عفاف صادق]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 07:34 م]ـ

وهذه دراسة لشعر النميري أنقلها لكم لتعم الفائدة والتعرف أكثر إلى طبيعة شعره ومواضيعة والخصائص التي ميَّزت شعره

«الراعي النميري»

للدكتور محمد نبيه حجاب

[«الراعي النميري: عبيد بن حصين، شاعر بني نمير: عصره وحياته وشعره» هذا هو عنوان الدراسة التي نعرض لها للأستاذ الدكتور محمد نبيه حجاب، وقد قدّمها عن الشاعر النميري منذ عشرين عاماً إلى كلية دار العلوم ليحصل بها على درجة الماجستير.

والراعي النميري ـ كما يقول المؤلف ـ من شعراء الطبقة الأولى بين الفحول الذين عاشوا في القرن الأول الهجري، ولكن المأثور من شعره قليل، مفرق في ثنايا الكتب، لا يكاد الإنسان يظفر منه بقصيدة كاملة.

وقد قام المؤلف بجهد كبير في جمع شعر الراعي من مصادر متفرقة ـ لغوية وأدبية ـ وقام بهذه الدراسة في ثلاثة أبواب:

1 - عصر الراعي.

2 - حياة الراعي.

3 - شعر الراعي. ...

في التمهيد تحدث المؤلف عن الراعي وطبقته الشعرية، وبرغم أنه من الفحول، فإن شعره الذي بين أيدينا قليل، مفرّق في ثنايا الكتب.

يقول المؤلف: «وكان أول ما أهمني أن أحصل على نسخة من ديوانه، مهما يكن موضعها من المكتبات، ولما أعياني البحث أخذت نفسي بجمع شعره من المصادر العديدة لغوية وأدبية، حتى استطعت أن أجمع له من ثناياها ما يقرب من ثلاثمائة بيت، بعدها نضبت الموارد والمصادر».

ويقول المؤلف إنه قصد من دراسته هذه:

1 - جمع ما يُمكن جمعه من شعر الراعي.

2 - وضع الراعي ـ متكئاً على قدر من النصوص ـ بين شعراء عصره.

3 - بيان منزلة الراعي في تاريخ الشعر الإسلامي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير