تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وصف الشاعر السر بأنه أرق من النسيم ويشير بذلك إلى أن ليست كل خلوة من الممكن أن توصل إلى المرتبة التي هو يعنيها، فالسر الذي بينه وبين الله خفي لطيف لا يشعر به إلا من وصل إلى مستوى رفيع من الصوفيين.

وأباح طرفي نظرة أملتها ... فغدوت معروفا وكنت منكرا

يصف لنا ابن الفارض ماحدث معه في هذه الخلوة التي ذكرها في البيت السابق، وكيف أن محبوبه أطلق (نظرة) أي لمحة، نحو (طرفه) أي طرف العين ليؤكد لنا ما أكده في البيت السابق أن هذه اللمحة الخاطفة والسريعة لا يدركها إلا من وصل إلى منزلة عالية بسبب الذكر وشدة العبادة.

(فغدوت معروفا وكنت منكرا) يلمح ابن الفارض في هذا الشطر كيف أثرت فيه هذه الخلوة والانعزال عن الناس من أجل العبادة، وكيف أنها كانت سببا في شهرته بالرغم من انعزاله.

فدهشت بين جماله وجلاله ... وغدا لسان الحال عني مخبرا

ويستمر ابن الفارض في سرد الوقائع التي حدثت له نتيجة خلوته مع ربه، إذ أنه أصيب بالدهشة وهي ذهاب العقل من الذهول والوله وهذا المقام الذي يسعى إليه المريد في سلم صعوده إلى المقامات الرفيعة حتى يتلقى عن ربه مباشرة.

فأدر لحاظك في محاسن وجهه ... تلقى جميع الحسن فيه مصورا

لو أن كل الحسن يكمل صورة ... ورآه كان مهللا ومكبرا

قوله (أدر لحاظك): أي كرر ملاحظتك ومراقبتك في وجه ذلك المحبوب حتى تتمكن من مشاهدة حسنه وجماله لأنه ليس كل من أدار لحاظه يرى وجه الحق مالم يره الحق تعالى وجهه بمحض فضله وإحسانه، وهذا يعيدنا إلى البيت السابق حين قال (عني خذوا وبي اقتدوا ولي اسمعوا ... ) فلن يصل السالك أو المريد إلى هذه الرؤية الجلية التي يقصدها ابن الفارض إلا إذا سلك المريد مسلكه.

ثم يصف لنا جمال الإله فيقول لو اجتمع كل الجمال الموجود في هذا الكون ليصبح صورة واحدة من الجمال، ثم رأى حسن الله وجماله لهلل وكبر من شدة جمال الله، وهذا يعيدنا إلى الأبيات السابقة حين قال (فدهشت بين جماله وجلاله) لنرى التناسب بين هذين البيتين وبين البيت السابق، لأن الدهشة والانبهار بجمال الشيء يجعلنا نكبر ونهلل من عظمة مانرى.

في البيتين الأخيرين نلاحظ التكرار بين (الحسن، محاسن) وهذا التكرار أفاد التوكيد والإيقاع والتوازن في بناء العبارة.

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[14 - 10 - 2008, 08:48 م]ـ

أحسن الله إليك وعودة جميلة بهذا الإيضاح لتلك القصيدة

وأتمنى من المتحاورين أن لاينسوا أن الفصيح لعلوم اللغة العربية على منهج أهل السنة والجماعة ولايسمح بالنقاش الطائفي فمثل هذا الموضوع أرض خصبة لمثل تلك النقاشات

ـ[قطرالندى]ــــــــ[14 - 10 - 2008, 08:56 م]ـ

^

^

بدأت أشتم رائحة تخبرني بأن الموضوع سيحذف ( ops

ـ[ضاد]ــــــــ[14 - 10 - 2008, 09:06 م]ـ

نناقش القصيدة ولا نناقش المذهب, أخي الحبيب نعيم. وربما يفيد ذلك في كشف خبايا شعرهم لمن لا يفهمه. وإذا ما خرج الموضوع عن أصله فسنرجعه إليه بإذن الله.

والأخت جزاها الله خيرا كانت مقدمتها واضحة. لي عودة على تحليلك بإذن الله.

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[14 - 10 - 2008, 09:06 م]ـ

^

^

بدأت أشتم رائحة تخبرني بأن الموضوع سيحذف ( ops

لن يحذف الموضوع فهوجميل الفكريوضح بعض الخفايا لكن من يأتي ليمجد في الصوفية ويدعولها أو يدافع عنها سيحظرمعرفه على الهواء مباشرة:)

وأرجو أن لايفهم كلامي بشتمها أو شتم أهلها فهم إخوة لنا غيرأنهم ضلوا الطريق ولانريدهم أن يضّلونا معهم فهم يمتازون بالسنة عذبة طرية ندية توحي للسامع أو القارئ أنهم على الحق ومنهجم قائم على رؤية الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام من مشائخهم وأحاديثهم أكثرها من القرن الواحد والعشرين يرويها شيوخهم وكل ليلة يأتيهم الشيخ بحديث جديد بناءَ على مشاهدة الرسول عليه الصلاة والسلام في الليلة السابقة وهذا إيجاز موجز عن الصوفية ومنهجهم

ـ[قطرالندى]ــــــــ[14 - 10 - 2008, 09:17 م]ـ

الأستاذ الفاضل: ضاد

بانتظار العودة والتعليق بكل شغف.

الأستاذ نعيم حداوي:

أعانك الله على إرجاع الموضوع إلى مساره في كل مرة يخرج فيها.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 10 - 2008, 11:18 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير