ومن خبره أنه مرَّ يوما في سفره على قبيلة (عنزة) وفيهم أسير، فاستغاث بحاتم ولم يحضره فكاكه، فاشتراه من العنزيين وأطلقه، وأقام مكانه في القيد حتى أدى فداه.
* ربيعة بن مُكدَّم:
هو ربيعة بن مُكدَّم بن فراس بن كنانة. فارس العرب في الجاهلية، وأحد فرسان كنانة المعدودين، وشجعان العرب المشهورين، ضرب به المثل في الشجاعة؛ فقيل: أشجع من ربيعة بن مُكدَّم.
وكان بنو فراس - رهط ربيعة - أنجد العرب، وكان الرجل منهم يعدل بعشرة من غيرهم.
وقال دريد:
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله - - حامي الظعينة فارسا لم يقتل.
ترى الفوارس من مخافة رمحه - - مثل البغاث خشين وقع الأجدل.
ياليت شعري من أبوه وأمه؟ - - يا صاح من يك مثله لم يجهل.
* قيس بن زهير:
هو قيس بن زهير بن ربيعة بن عبس.
صاحب الحصان داحس، والفرس الغبراء، الذين بسببهما وقعت الحرب مع بني ذبيان، فسميت بحرب (داحس والغبراء).سيد بني عبس، وكان يلقب بقيس الرأي، لجودة رأيه، وقد ضرب به المثل في الدهاء فقيل: أدهى من قيس بن زهير.
ذكروا من دهائه أنه مرَّ ببلاد غطفان، فرأى ثروة، وعبيدا، فكره ذلك، فقال له الربيع بن زياد: إنه يسوؤك ما يسر الناس! فقال: يا ابن أخي، انك لا تدري؛ إن مع الثروة، والنعمة التحاسد، والتباغض، والتخاذل، وان مع القلة التعاضد، والتآزر، والتناصر.
قال بعد قتله حذيفة بن بدر زعيم بني ذبيان:
شفيت النفس من حمل بن بدر -- وسيفي من حذيفة قد شفاني.
شفيت بقتلهم لغليل صدري - - ولكني قطعت بهم بناني.
فلا كانت الغبرا ولا كان داحس - - ولا كان ذاك اليوم يوم دهائي.
* كليب وائل:
هو وائل بن ربيعة بن الحارث بن تغلب. وكليب لقبه.
ونشأ في حجر أبيه، ودرب على الحرب، ثم تولى رئاسة الجيش لبكر، وتغلب زمنا ..
اجتمعت معد كلها تحت قيادته لحرب اليمن في يوم من أعظم أيام العرب في الجاهلية عند جبل خزاز (غرب مدينة دخنة في القصيم)، وكانت معد لا تستنصف من اليمن، ولم تزل اليمن قاهرة لها حتى كان هذا اليوم فانتصرت معد، ولم تزل لها المنعة حتى جاء الإسلام ..
قال هشام بن محمد بن السائب:
إن كليب حين قاد جموع معد يوم خزازي. وبعد انتصاره على مذحج في ذلك اليوم، اجتمعت على رئاسته معد كلها، فجعلوا له قسم الملك، وتاجه، ونجيبته، وطاعته، وغبر بذلك حينا من دهره، ثم دخله زهو شديد، وبغى على قومه لما هو فيه من عزة، وانقياد معد له. حتى بلغ من بغيه أنه كان يحمي مواقع السحاب فلا يرعى حماه، وإذا جلس لا يمر أحد بين يديه إجلالا له، ولا يحتبي أحد في مجلسه غيره، ولا يغير إلا بإذنه، ولا تورد إبل أحد مع إبله، ولا توقد نار مع ناره، ولم يكن بكري ولا تغلبي يجير رجلا، ولا بعيرا، أو يحمي حمى إلا بأمره، وكان يجير على الدهر فلا تخفر ذمته، وكان يقول: وحش أرض كذا في جواري، فلا يهاج! وكان هو الذي ينزل القوم منازلهم، ويرحلهم، ولا ينزلون ولا يرحلون إلا بأمره، وقد بلغ من عزته، وبغيه أنه اتخذ جرو كلب، فكان إذا نزل منزلا به كلأ قذف ذلك الجرو فيه فيعوي، فلا يرعى أحد ذلك الكلأ إلا بإذنه، وكان يفعل هذا بحياض الماء فلا يردها أحد إلا بإذنه أو من آذن بحرب، فضرب به المثل في العزة فقيل: أعز من كليب وائل. وكان يحمي الصيد فيقول: صيد ناحية كذا وكذا في جواري فلا يصيد أحد منه شيئا.
* السموأل بن عادياء:
هو: السموءل بن رفاعة بن قحطان.
شاعر جاهلي حكيم، من سكان خيبر في شمال المدينة، كان يتنقل بينها وبين حصن له في تيماء سماه (الأبلق)، أشهر شعره لاميته، وهي من أجود الشعر.
وكان معتنقا للديانة اليهودية، وبه ضرب المثل في الوفاء،
فقيل: أوفى من السموءل.
وكان من قصة وفاءه بالعهد أن امرؤ القيس بن حجر الكندي أستودع عنده أدرعه، وماله قبل ذهابه إلى قيصر الروم .. ولما مات امرؤ القيس عام 58 قبل الهجرة، جاء الحارث بن أبي شمر المعروف بالأعرج إلى السموأل فطلب منه دروع امرئ القيس، وأسلحته، فأبى السموءل، وتحصن بحصنه الأبلق، فأخذ الحارث ابناً له وناداه: إما أن تسلم الأدرع لي، وإما قتلت ولدك.
¥