فأبى أن يسلم الأدرع. فضرب وسط الغلام بالسيف فقطعه وأبوه يراه وانصرف. ثم جاء السموأل إلى ورثة امرئ القيس وسلمهم الأدرع. فضرب به المثل في الوفاء؛ فقيل: أوفى من السموأل.
ومن أشعاره:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه - - فكل رداء يرتديه جميل.
وان هو لم يحمل على النفس ضيمها - - فليس إلى حسن الثناء سبيل.
إذا المرء أعيته المروءة يافعا- - فمطلبها كهلا عليه ثقيل.
وقوله:
تعيرنا أنا قليل عديدنا - - فقلت لها إن الكرام قليل.
وما ضرنا أنا قليل وجارنا - - عزيز وجار الأكثرين ذليل.
* إياس بن معاوية:
إياس بن معاوية بن قرة بن أوس بن عمرو القاضي، أبو وائلة، ضرب فيه المثل لذكائه فقيل: أذكى من إياس بن معاوية. ولا ه عمر بن هبيرة الفزاري القضاء، في عهد يزيد بن عبدالملك، وأعطاه مئة درهم، وكانت أول مال تمولها.
وكان من خبر ذكائه أن رجلا استودع رجلا مالا ثم طلبه فجحده فخاصمه إلى القاضي إياس بن معاوية. فقال الطالب: إني دفعت المال إليه. قال: ومن حضر. قال: دفعته في مكان كذا وكذا، ولم يحضرنا أحد. قال: فأي شيء في ذلك الموضع. قال: شجرة. قال: فانطلق إلى ذلك الموضع، وانظر الشجرة فلعل الله تعالى يوضح لك هناك ما يتبين به حقك؛ لعلك دفنت مالك عند الشجرة ونسيت؛ فتتذكر إذا رأيت الشجرة، فمضى الرجل.
قال إياس للمطلوب: اقعد حتى يرجع خصمك، فقعد، وإياس يقضي وينظر إليه ساعة، ثم قال له: يا هذا أترى صاحبك بلغ موضع الشجرة التي ذكر. قال: لا. قال: يا عدو الله؛ انك لخائن! قال: أقلني أقالك الله. فأمر من يحتفظ به حتى جاء الرجل. فقال له إياس: قد أقر لك بحقك، فخذه وانصرف.
* قيس بن عاصم:
هو قيس بن عاصم بن سنان بن تميم.
* ضرب به المثل في سيادته لقومه فقيل: أسود من قيس ين عاصم.
وقيل له: بم سودك قومك؟ قال: بكف الأذى، وبذل الندى، ونصر المولى.
وفد قيس بن عاصم على رسول الله:= فبسط له رسول الله:= رداءه، وقال: (هذا سيد الوبر)، وذلك لسؤدده في قومه بالذب عنهم، وبذله رفده لهم.
ولاه رسول الله:= صدقات قومه. ومن أقوال قيس بن عاصم: r : الشيب خطام المنية.
وقال لبنيه لما حضرته الوفاة: احفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني؛ إذا أنا مت فسودوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم فيحقر الناس كباركم.
قيل في رثائه:
عليك سلام الله قيس بن عاصم - ورحمته ما شاء أن يترحما.
تحية من ألبسته منك نعمة - إذا زار عن شحط بلادك سلما.
وما كان قيس هلكه هلك واحد - ولكنه بنيان قوم تهدما.
* الحارث بن ظالم:
هو: الحارث بن ظالم بن جذيمة بن ذبيان؛ الفاتك المشهور.
ضرب به المثل فقيل: أمنع من الحارث بن ظالم، حيث امتنع على الملك الأسود بن المنذر، ولم يستطع الملك الأسود بن المنذر أن يظفر به بعد قتله خالد بن جعفر الكلابي العامري، وهو في جواره.
ومثله قيل: أمنع من عقاب الجو. لعلوه وارتفاعه وصعوبة الحصول عليه، وصيده، والظفر به.
* سحبان وائل:
ضرب فيه المثل لبلاغته وفصاحته فقيل: أبلغ من سحبان وائل.
ومن أقواله:
العقل بالتجارب؛ لأن عقل الغريزة سلم إلى عقل التجربة.
وقال حميد الأرقط:
تجهز كفاه و يحدر حلقه -- إلى الزور ما ضمت علي الأنامل.
أتانا وما سواه سحبان وائل -- بيانا وعلما بالذي هو قائل.
فما زال عنه اللقم حتى كأنه -- من العي لما أن تكلم باقل.
وذكر علي بن عبيدة القلم فقال:
أصم يسمع النجوى؛ أعيا من باقل، وأبلغ من سحبان وائل؛ يجهل الشاهد، ويخبر الغائب؛ ويجعل الكتب بين الإخوان ألسنا ناطقة، وأعينا لاحظة، وربما ضمنها من ودائع القلوب ما لا تبوح به الألسن عند المشاهدة.
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[02 - 12 - 2008, 04:28 ص]ـ
لماذا توقفتم عن الحفظ؟
هل تريدون الإثارة ومناطحة خصمي اللدود سميرالعلم
ولكني فقدته من فتره أرجو أن يكون بخير
ويعود للرد على بعض تساؤلاتي حول الأفضلية الأسلوبية بين الحديث والجاهلي من حيث التصويروالإبداع والخيال؟
ولن أقبل منه التحامل على الجميل من الحديث
دمتم في رعاية المولى
ـ[أنوار]ــــــــ[12 - 02 - 2009, 03:14 م]ـ
عودة ... للشعر ... والحفظ
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[12 - 02 - 2009, 07:22 م]ـ
أحسنت يا أنوار
أشعر برغبة كبيرة للعودة إلى الشعر
هاتي قصيدة جديدة
ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 12:37 ص]ـ
تفضل أستاذ بحر الرمل ... واختر قصيدة ..
ـ[تيما]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 01:03 ص]ـ
تحية طيبة،
ما رأيكم أن نختار قصيدة من القصائد التي أوصانا بحفظها مرة الدكتور علي الحارثي مشكورا؟ كان ذلك في الوصفة السحرية لتعلم الفصاحة:)
هل أبحث لك عن الأسماء؟؟
على أن نبدأ بالاختيار بعد القصيدة التي سيختارها الأستاذ بحر الرمل.
بالتوفيق
.
.
ـ[أنوار]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 02:37 ص]ـ
أهلاً تيما ..
ما تريدون .. اختاروا سريعاً .. في انتظاركم ..
¥