وما يقارب هذا في بعض الوجوه ما يذكره كثير من المفسرين في مثل قوله {الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار} إن الصابرين رسول الله والصادقين أبوبكر والقانتين عمر والمنفقين عثمان والمستغفرين علي طيب، أين الدليل على هذا؟ أين الدليل على تخصيص هذه اللفظة ,وكما قرر شيخ الإسلام في البداية أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوصه، أين الدليل؟ نحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم إمام الصابرين،وأن أبا بكر من الصادقين بل هو الصديق رضي الله تعالى عنه, لكن أن تقول أنه هو المراد بهذه الآية لا غيره أين الدليل؟ وهذا موجود حتى في بعض التفاسير ليس في تفاسير الرابطة فقط ..
القانتين عمرطيب في مثل قوله ({مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ) أبو بكر) أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ عمر (رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) عثمان) تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) الفتح29 عليّ!!
أين النقل الذي خصص هذه الآية؟ هذه الآية عامة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم .. طيب، واحد يقول لا يا أخي أنت قبل قليل قررت التفسير بالمثال، كنت أنتظر واحد منكم يقول لا يا أخي هذا تفسير بالمثال.
نقول فرق بين التفسير بالمثال وبين حصر اللفظ بهذا الشخص، إن كان من باب المثال لكن التخصيص بهذه الحيثية أن الأشداء على الكفار عمر، الرحماء عثمان، من الذي خصص أين النقل؟ فإن عمر كما أنه شديد على الكفار فإنه رحيم بالمؤمنين واللفظ أصلا لم يُشر إلى أشخاص معينة، يُشر إلى مجمل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين.
يقول:وأعجب من ذلك، وهذا موجود في تفسير الثعلبي {{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} التين1} التين:أبو بكر والزيتون عمر {وَطُورِ سِينِينَ} التين2 عثمان {{وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} التين3} علي.
إذاً يجعلك شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ ويبين لك الخلاصة يقول لك شيخ الإسلام:ترى التفسيرسهل لولا أن الناس صعبوها،لولا المناهج وهذه الاعتقادات، سهل يا أخواني والله عزّ وجلّ قال {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} القمر40التيسير تيسر معانيه وتيسر ألفاظ .. فكما أن ألفاظه ميسرة للحفظ فكذلك معانيه ..
والله لو بدل طالب العلم الشيء اليسير ــ صح أن التفسير بحر لا ساحل له ــ لكن قضية فهم الآية على الوجه الصحيح هذا يا أخواني يسير.
ثم قال شيخ الإسلام:
وأمثال هذه الخرافات يقول أمثالها كثير المقصود هنا التمثيل، والخرافات ما معنى الخرافات؟ شيْ لا يُصدق من أين مأخوذة؟ يقال أن رجل اسمه خرافة، رجل من العرب خطفته الجن, فلما عاد بعد غيبته من هذه الخطيفة صار يحدث بأشياء من تهاويل الجن وأمور لا تُقبل ولا تصدق .. فصار الناس إذا سمعوا كلامًا لا يُصدقونه يقولون حديث خرافة فصارت مَثل، أي شيء لا يُصدق يسمى حديث خرافة والله أعلم.
يقول شيخ الإسلام:وأمثال هذه الخرافات (سمّاها شيخ الإسلام خرافات حقيقة) التي تتضمن تارة تفسير اللفظ بما لا يدل عليه بحال (ما فيه أي دليل لا من اللفظ ولا من النقل ولا غيره (
يقول شيخ الإسلام: فإن هذه الألفاظ لا تدل على هؤلاء الأشخاص بحال, وقوله تعالى {والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعًا سجدًا} كل ذلك نعت للذين معه وهي التي يسميها النحاة خبرًا بعد خبر والمقصود هنا أنها كلها صفات لموصوف واحد وهم الذين معه و لا يجوز أن يكون كل منها مرادًا به شخص واحد ..
هذا الخلاف بين هذا الكلام وبين التفسير في المثال ,هم حصروا قالوا أن اللفظ هنا خاص بهذا الشخص وإلّا فهو مثال لا شك ,لكن الحصر الخطأ هنا يا أخواني في مثل هذه التفاسير هو الحصر وأن اللفظ خاص به.
كقولهم إن قوله تعالى ({إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} المائدة55) أريد بها علي وحده وقول بعضهم إن قوله تعالى ({وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} الزمر33) أريد بها أبو بكر وحده وقوله (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} الحديد10) أريد بها أبو بكر وحده، ونحو ذلك.
ولذا فما ذكره شيخ الإسلام يعتبر ضابط مهم جدًا في مثل هذه الأمثلة:
¥