تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال العلامة أبو بكر بن موهب المالكي:

" قال الشيخ أبو محمد: إنه فوق عرشه المجيد بذاته، ثم بيّن أن علوه على عرشه إِنما هو بذاته لأنه بائن عن جميع خلقه بلا كيف " ا. هـ

وكذا الإمام أبو نصر السجزى فقد قال في رسالته المشهورة إلى أهل زبيد:

" واعتقاد أهل الحق أن الله سبحانه فوق العرش بذاته من غير مماسة وأن الكرامية ومن تابعهم على قول المماسة ضلال، وقد أقر الأشعري بحديث النزول ثم قال: [النزول فعل له يحدثه في السماء] وقال بعض أصحابه [المراد به نزول أمره] ونزول الأمر عندهم لا يصح وعند أهل الحق الذات بلا كيفية

…وعند أهل الحق أن الله سبحانه مباين لخلقه بذاته فوق العرش بلا كيفية بحيث لا مكان وقد أثبت الذي في موطأ مالك بن أنس رحمه الله وفي غيره من كتب العلماء: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجارية التي أراد عتقها من عليه رقبة مؤمنة: (أين الله؟ قالت: في السماء فقال: من أنا؟ قالت: رسول الله، قال: اعتقها فإنها مؤمنة " ا. هـ

فأثبت فوقية الذات ونزول الذات وهذا إثبات للمعنى، ونفى في نفس الوقت الكيف.

فإثبات المعنى غير التكييف

وقال الإمام الزنجاني:

" ولكنه مستو بذاته على عرشه بلا كيف كما أخبر عن نفسه " ا. هـ

هنا أيضا إثبات المعنى ونفي الكيف

الشهرزوري

فصل

من صفاته تبارك وتعالى

فوقيته واستواؤه على عرشه بذاته، كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله لله صلى الله عليه وسلم بلا كيف.

فانظر إلى إثبات معنى الاستواء وأنه استواء الذات وفي نفس الوقت نفي الكيف أي نفي التعرض له والعلم به

ويقول الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي في قصيدته في السنة:

وأن استواء الرب يعقل كونه ويجهل فيه الكيف جهل الشهارب

وقد سبق أنه نقل قصيدته الإمام ابن الصلاح ونقلها من خط ابن الصلاح غير واحد منهم الإمام الذهبي.

ومن تطبيقات العلماء للأخذ بمعاني النصوص والتفريق بينها وبين الكيف قول الإمام عبد القادر الجيلاني:

" وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل، وأنه استواء الذات على العرش، ثم. قال:

وكونه عز وجل على العرش مذكور في كل كتاب انزل على كل نبي أرسل بلا كيف، فالاستواء من صفات الذات بعد ما أخبرنا به وأكده في سبع آيات من كتابه والسنة الماثورة به، وهو صفة لازمة له ولائقة به كاليد والوجه والعين والسمع والبصر والحياة والقدرة، وكونه خالقاً ورازقاً ومحيياً ومميتاً، موصوف بها، ولا نخرج من الكتاب والسنة، نقرأ الآية والخبر ونؤمن بما فيهما، ونكل الكيفية في الصفات إلى علم الله عز وجل " ا. هـ

فتأمل إثبات كيفيات موكول علمها إلى الله وقبلها أثبت معنى الاستواء والفوقية ونفى الكيف.

وقال شمس الأئمة أبو العباس السرخسي الحنفي: (وأهل السنة والجماعة، أثبتوا ماهو الأصل، معلوم المعنى بالنص _أي بالآيات القطعية والدلالات اليقينية وتوقفوا فيما هو متشابه وهو الكيفية، ولم يجوزوا الاشتغال في طلب ذلك)

(شرح الفقه الأكبر لملا علي القاري ص 93)

فالمعنى شيء مثبت أما الكيف فهو شيء آخر مفوض.

قال الإمام أحمد بن إبراهيم الواسطي ت 711 هـ:

" فكذلك نقول نحن حياته معلومة وليست مكيفة وعلمه معلوم وليس مكيفا وكذلك سمعه وبصره معلومان وليس جميع ذلك أعراضا بل هو كما يليق به ومثل ذلك بعينه فوقيته واستواؤه ونزوله ففوقيته معلومة أعني ثابتة كثبوت حقيقة السمع وحقيقة البصر فإنهما معلومان ولا يكيفان كذلك فوقيته معلومة ثابتة غير مكيفة كما يليق به واستواؤه على عرشه معلوم ثابت كثبوت السمع والبصر غير مكيف " ا. هـ

وقال الإمام المفسر القرطبي:

" وَقَدْ كَانَ السَّلَف الْأَوَّل رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ لَا يَقُولُونَ بِنَفْيِ الْجِهَة وَلَا يَنْطِقُونَ بِذَلِكَ , بَلْ نَطَقُوا هُمْ وَالْكَافَّة بِإِثْبَاتِهَا لِلَّهِ تَعَالَى كَمَا نَطَقَ كِتَابه وَأَخْبَرَتْ رُسُله. وَلَمْ يُنْكِر أَحَد مِنْ السَّلَف الصَّالِح أَنَّهُ اِسْتَوَى عَلَى عَرْشه حَقِيقَة. وَخُصَّ الْعَرْش بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَعْظَم مَخْلُوقَاته , وَإِنَّمَا جَهِلُوا كَيْفِيَّة الِاسْتِوَاء فَإِنَّهُ لَا تُعْلَم حَقِيقَته. قَالَ مَالِك رَحِمَهُ اللَّه: الِاسْتِوَاء مَعْلُوم - يَعْنِي فِي اللُّغَة - وَالْكَيْفَ مَجْهُول , وَالسُّؤَال عَنْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير