تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:57 م]ـ

العلامة ابن جبرين .. حياة زانها

العلم وجللها الزهد وجمّلها التواضع

عبد الله الداني، نعيم تميم الحكيم ـ جدة

دمع المحبين انسكب وألسنتهم رددت «إنا لله وإنا إليه راجعون» حين لامس مسامعهم نبأ وفاة العلامة الكبير الدكتور عبد الله بن جبرين عضو لجنة الإفتاء سابقا بعد ظهر يوم الاثنين.

كثير من الناس منعوا من دخول غرفة الشيخ التي كان يتواجد فيها قبل وفاته لإلقاء النظرة الأخيرة عليه.

أحد مرافقي الشيخ ــ يرحمه الله ــ أوضح أن صحته تدهورت بعد عملية توسيع الشرايين ولم تتحسن كثيرا، كما أنه عانى من مضاعفات الالتهاب الرئوي الحاد الذي كان يعاني منه منذ فترة طويلة.

وأضاف: أن قلبه توقف عن العمل ليلة وفاته، مما استلزم توجيه صدمات كهربائية لإنعاشه فاستجاب في هذه المرة بينما عجز الأطباء عن ذلك عندما تكررت بعد ظهر الاثنين.

(الدين والحياة) التي آلامها الخبر، خصصت هذه المساحة قياما بواجب العالم الكبير وتثبيتا لقدره ومكانته.

هنا توقفنا مع مرافقي الشيخ وتلامذته المقربين ليرووا لك أيها القارئ الكريم طرفا من الأخبار والقصص والمواقف التي لا يعرفها إلا الخاصة من الناس وفيها من الزهد والتواضع وأخلاق العلماء، وبالرغم من الحصيلة التي أوردناها إلا أن ما خفي ــ بحسب العارفين ــ كان أعظم.

والرحلة تبدأ مع أحمد الجبرين مرافق الشيخ إلى الأمراء والمسؤولين الذي استهل ذكرياته مع ابن جبرين حين قال له أحد الإخوة ــ قبل تقاعد الشيخ بعام ــ لماذا لا توسع مكتبك وتغيره؟ فرد الشيخ هي ساعة وتنقضي، وكان إذا ما ذكر له التجار وأخبارهم ينشد قصيدة مطلعها:

هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي

ومن المواقف أيضا أنه كان ينطلق في سفر من بعد الفجر لست ساعات متواصلة فإذا وصل قبل الظهر يرفض الدخول إلى المنزل والراحة، بل يتوجه إلى المسجد، وبعد ذلك يلقي دروسه من بعد المغرب إلى الساعة العاشرة ليلا دون تعب.

ومن المواقف أيضا كان أول ما يركب سيارته يذكر الله ويقرأ القرآن ويردد الآيات ولا يقطع القراءة إلا إذا قرأ عليه أحد طلابه كتابا وهو يشرحه له.

وحينما كان الشيخ في حفر الباطن جاءه أحد المواطنين من تبوك يبكي، يقول: إنني بحثت عنك في جدة والرياض والقصيم فلم أجدك، وكانت لديه مسألة طلاق، حيث أن أحد قضاة تبوك قضى بطلاق زوجته منه وكان متأثرا، فلما شرح السائل قضيتة طلب منه الشيخ رقم القاضي فاتصل به وناقشه في الفتوى التي صدرت منه، وقال: إنها خطأ فتراجع القاضي وأعاد إلى الرجل زوجته فخرج متهللا فرحا مسرورا.

ويتابع أحمد: من مواقفه الطريفة أنه كان يصف رجلا سمينا بالرجل الضخم وكان يناديه بهذا الاسم كلما دخل عنده.

مع الأمراء

وكانت تربطه مودة بالأمير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة وكان الشيخ يقول له: أنتم ولاة أمرنا، فيرد عليه الأمير وأنتم العلماء وعليكم النصيحة لنا وتوجيهنا.

وفي مرة اتصل عليه أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز من إسبانيا يستفتيه عن حكم قصر الصلاة، فأجابه الشيخ بجواز ذلك، وأنها من الرخص للمسافر التي ينبغي الأخذ بها.

وكان الشيخ يذهب إلى الحرم المكي من منتصف رمضان، وكان الناس يغشونه من كل مكان فلا يمل منهم بل يستمع إليهم ويفتيهم ويقول دعوني مع الناس ويرفض تغيير مكانه إلى مكان أفضل وأكثر راحة.

ومن الطرائف أيضا أن استخدم سائقا له ليوصله إلى مكتبه حينما كان الشيخ عضوا في الإفتاء، فصار الشيخ هو الذي يوصل السائق إلى عمله ويتولى أموره.

رسالته إلى العودة

ويروي الداعية الدكتور سلمان العودة أحد المواقف التي تظهر مدى تواضع الشيخ وحرصه على تقصي الإجابة الصحيحة رغم علمه الغزير وإرجاعه أحد الأسئلة لمن هو أقل علما عندما أرسل له الشيخ سؤالا استفتاه به أحد طلابه، حيث كتب التلميذ للشيخ: «نود من فضيلة شيخنا عبد الله الجبرين الجواب عن الأسئلة الآتية: ما حكم الشرع في من قال عن مغن يجاهر بفسقه ما نصه: هذا لا يغفر الله له! إلا أن يتوب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بأنه لا يعافى «كل أمتي معافى» .. لأنهم مرتدون بفعلهم هذا ردة عن الإسلام، هذا مخلد ــ والعياذ بالله ــ في نار جهنم إلا أن يتوب .. لماذا؟ لأنه لا يؤمن بقول الله عز وجل «ولا تقربوا الزنا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير