تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنه كان فاحشة وساء سبيلا» بالله عليكم الذي يعرف أن الزنا حرام وفاحشة ويسخط الله هل يفتخر أمام الناس؟ أمام الملايين أو مئات الألوف من الناس؟ لا يفعل هذا أبدا؟»

فبالله عليك يا شيخ عبد الله الجبرين ما حكم الشرع فيمن قال ذلك؟ وهل يعد من الخوارج؟ وهل نحذر منه نصيحة لله ولرسوله وللمسلمين؟ وهل نصرح باسمه؟ علما أنه قد نوصح ولم يرجع.

وما حكم الشرع فيمن فرق بين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، وقال أيضا: «إن الشيخ عبد العزيز بن باز ــ رحمه الله ــ قد وافقني على ذلك، علما بأن الشيخ ــ رحمه الله ــ قد سئل عن ذلك، فقال لم أوافقه على ذلك، بل قال الشيخ: «الفرقة الناجية هم الطائفة المنصورة» والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وقام الشيخ بعد ذلك بتوجيه الرسالة لي بعد كتابة التعليق وبعثها إلي، ونص التعليق هو: «عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد، أرى أن تحال إلى فضيلة الشيخ سلمان بن فهد بن عودة؛ ليتولى الإجابة عنها، فله ــ وفقه الله ــ اختصاص بهذه المواضيع، ويمكن تولي مناقشة هذه المسائل معه، وسوف يقتنع السائل بما لديه من الجواب إن كان قصده الصواب، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم 22/ 12/1422هـ، عبد الله عبد الرحمن الجبرين.

مزايين الإبل

أما أستاذ السياسة الشرعية في المعهد العالي للقضاء الدكتور سعد بن مطر العتيبي فقال: أعرف عن الشيخ أنه عالم متحرك ينتقل من مكان لآخر حتى يلقي الدروس والمحاضرات فيفيد بها الناس، وأذكر أني حسبت له شهريا في أحد المرات 45 درسا في الشهر، حيث كان لايتوقف عن الدورس طوال اليوم إلا وقت الصلاة ووقت الطعام، وكان لايرد سائلا. كما عرفت عنه أنه كان كثيرا ما يزكي الفقراء والمساكين ويساعدهم، كما أنه قريب من كل الناس بلا استثناء، وأذكر أنه حرص على حضور مزايين الإبل لقبيلة قحطان رغم أنه لاينتمي لها وألقى هناك كلمة توجيهية تحث على نبذ العصبية القبلية، وهو فوق هذا وذاك حريص على الاحتساب ومن أهل الغيرة والصلاح.

بيت الطين

وبحسب أحد تلامذة الشيخ الذي رفض ذكر اسمه، فإن الشيخ كان شديد التواضع والزهد، أنه لما انتقل إلى الرياض وانتظم في معهد إمام الدعوة العلمي وكان يدفع له مكافأة شهرية فكان يدفع مافضل عن حاجته لوالده الذي ينفق على ولده وولد ولده، وبعد ثلاث سنين اضطر إلى إحضار زوجته وأولاده واستئجار منزل صغير وتأثيثه والنفقة عليهم فكانت المكافأة تكفي لذلك رغم قلتها، لكن مع الاقتصار على الحاجات الضرورية، وبقي يستأجر منزلا بعد منزل لمدة ثماني سنين فبعدها أعانه الله على شراء بيت من الطين والخشب القوي فهناك استقر به النوى، حيث قام فيه 17 عاما يعيش في وسط من الحال لا إسراف فيه ولاتفتير، ولم يتوسع في الكماليات والمرفهات لقلة ذات اليد ثم في عام 1402 هـ انتقل إلى منزله الحالي الذي أقامه بمساعدة بنك التنمية العقارية وعاش فيه كما يعيش أمثاله في هذه الأزمنة حتى وفاته.

في مركز الشرطة

ويتذكر الداعية محمد حسان (أحد تلامذة الشيخ) مواقف للشيخ مع شرطي، حيث كان في سيارته فأوقفه أحد عناصر الشرطة وطلب منه أوراق السيارة، وكان الشيخ لا يحملها فقرر الشرطي أن يصطحب الشيخ إلى مركز الشرطة فذهب معه الشيخ دون أن يفصح له من هو وما مكانته وعندما وصل إلى مركز الشرطة قفز الضابط المناوب وسلم على الشيخ فتعجب الشرطي ثم سأله عن سبب مجيئه فأخبره فاعتذر منه وقرر الضابط أن يضع العسكري بدلا منه لارتكابه هذا الخطأ مع الشيخ فرفض بن جبرين، وخرج من مركز الشرطة دون أن يتذمر أو يبدي أي انزعاج وهي عادته في التعامل مع الأمور بحكمة وتواضع كبيرين.

يمرض أحد مرافقيه

الأكاديمي وأحد تلامذته الشيخ الدكتور خالد بن عبد الرحمن الشايع قال: تحضرني بعض المواقف مثل إكرامه لطلاب العلم وإعطاءهم ميزة واضحة تبرز في جوانب عديدة، فهو يقابلهم باللطف والإجلال مع أن كثيرا منهم في عمر أبنائه ومع هذا كان رحمه الله يعاملهم معاملة التقدير.

ويضيف الشايع كنا نجلس في الدرس المقام في منزله وتكون مقدمة البيت ممتلئة وربما حضر بعض المشايخ الذين هم أساتذتنا وتلامذة للشيخ فإذا حضروا فإن الشيخ يقدمهم ويجلسهم بجواره ومن هؤلاء الشيخ سعد الحميد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير