ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 10:09 م]ـ
أما في الشعر الحديث فقد وجدت شعراءه يزيدون متحركا وساكنا على تفعيلة المتقارب فعولن في بداية السطر الشعري الأول من كل فقرة شعرية
أخي الحبيب ..
لم يكن في كل ما مثلتَ به من شعر درويش ما يشير إلى هذه الزيادة ..
فكل الأمثلة على وزن المتدارك الذي يقوم على (فاعلن وبديلها فعِلن بتحريك العين)، وهو الوزن الذي رأينا أنه لا علاقة له بالخبب الذي يقوم على (فعْلن بسكون العين، وبديلها فعِلن بتحريكها)
بل إن درويش أنقص حركة (أو حركة وسكونا) من بداية السطر الرابع فقط، فانتقل إيقاعه إلى المتقارب ..
وربما كان ذلك خللاً فيه، أو حركة مقصودة من الشاعر .. للفت الانتباه، وأرجح الأولى!
ويلاحظ في المثالين الأخيرين تقنية التدوير في السطور كلها .. فكأنها سطر واحد ..
قال محمود درويش:
إن مشيْـ/ت على/ شارع /لا يؤدْ/دِي إلى/ هاوية
فاعلن .... فعِلن ..... فاعلن .. فاعلن .. فاعلن ... فاعلن
قل لمن/ يجمعو/ن القما/مة: شكراً!
فاعلن ... فاعلن .. فاعلن .... فعِلاتن
إن رجعْـ/ت إلى الـ/بيت، حيْـ/يَاً، كما/ ترجع الـ/قافيةْ
فاعلن ...... فعِلن ...... فاعلن .... فاعلن ... فاعلن ... فاعلن
بلا / خللٍ/ قل لنفْـ/سك: شكراً!
فعو .. فاعلن .. فاعلن .... فعِلاتن
بلا خَـ/للٍ قل / لنفْسـ/ ك: شكراً!
فعولُ ... فعولن ... فعولُ ..... فعولن
وقال:
لا أَنا/م لأحْـ/لم قا/لت لَه / بل أَنا/م لأنْـ/ساكَ. ما /أطيب الـ/نوم وحدي.
فاعلن/فعِلن .. /فعِلن/فاعلن .. /فاعلن/فعِلن ... /فاعلن ... /فاعلن ... / فاعلاتن
وقال:
في يدي/غيمة/أسرجوا ال/خيل لا/يعرفو/ن لما/ذاولا/كنّهم/ أسرجوا ال/خيل في ال/سهل كا/ن المكا/ن معدْ/دًا لمو/لده/تلّةً/من ريا/حين أجْ/داده/ تتلفْ/فت شر/قًا وغربًا
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 10:24 م]ـ
شيخنا أبا عاصم
إن انتهاء الفقرات الشعرية بتفعيلة فعولن يقود إلى المتقارب كما أشرتم، فضلا عن أن المتدارك الذي هوعندكم فاعلن فعلن هو نفسه المتقارب لولا البدء بفاعلن فضلا خاصة أن المتقارب يجوز فيه الانتهاء بفعو من فعولن.
ملاحظة لم أجد شعراء الحداثة يبدأون بفَعِلن في مثل هذه الظاهرة وإنما بفاعلن.
أبا عاصم
هل جاء في شعرنا القديم شيء من المتدارك فاعلن فَعِلُن؟
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[19 - 10 - 2010, 08:05 ص]ـ
"في قصيدة "أنا يوسف يا أبي"، مثلا، وهي قصيدة مكتوبة في أسطر ممتلئة أيضا، بأسلوب النثر، نقرأ في مطلعها:
" أنا يوسفٌ يا أبي. يا أبي، إخْوتي لا يُحبّونَني، لا يُريدونَني بيْنَهم يا
أبي. يعْتَدونَ عَليَّ ويَرْمونَني بالحَصى والكَلامِ. يُريدونَني أنْ أموتَ لِكَيْ
يَمْدَحوني".
المقطع أعلاه، والقصيدة كلّها، من المتقارب، بشرط قراءتها في "نفَس" واحد، وبالتشكيل الذي يحرص عليه الشاعر أشدّ الحرص، مثلما يحرص عادة على علامات الترقيم التي يبدو نصّه مشبعا بها. إلا أن القراءة المتواصلة غير ممكنة طبعا، والقارئ مضطرّ إلى الوقف بعد الجملة الأولى، مثلا، عند النقطة التي حرص الشاعر على إثباتها، وسرعان ما يتحوّل الوزن في الجملة الثانية إلى المتدارك. وإذا زعم زاعم أن الشاعر لم يقصد هذه "الحيلة" الإيقاعية، أتيناه بمثال ثانٍ يفرض على القارئ الوقف، تبعا للتشكيل والوزن، فيتحوّل الوزن فورا من المتدارك في السطر الأوّل إلى المتقارب في تاليه: "إن رجعتَ إلى البيت، حيّاً، كما ترجع القافيةْ / بلا خَلَلٍ، قُلْ لنفسك: شكرًا! ". على هذا النحو يدأب الشاعر على المراوحة بين المتدارك والمتقارب، أو على الأخذ بما أسميناه بحقّ المتدارب، فيُخيَّل إلى "كثيرين من الشعراء والقراء"، كما صرّح بنفسه، أنّهم حيال نصّ نثري، وما هو بنصّ نثري. إنّه نصّ موزون على نحو دقيق، لكنّ الشاعر "قتل" الوزن فيه بهذه الحيلة الإيقاعية البارعة! "
فقرة مقتبية من مقال للأستاذ سليمان جبران على الرابط:
* http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=216022
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[19 - 10 - 2010, 10:05 م]ـ
هل جاء في شعرنا القديم شيء من المتدارك فاعلن فَعِلُن؟
أخي الحبيب ..
استعمل القدماء هذا الوزن مربع التفاعيل بكثرة، فمن ذلك ما روي عن أبي العتاهية:
عتْبَ ما للخيال ِ**خبّريني ومالي؟
لا أراهُ أتاني ** زائراً مذ ليال ِ
لو رآني صديقي** رقّ لي أو رثى لي
أو رآني عدوي ** لانَ من سوءِ حالي
فاعلن فاعلن فا ** فاعلن فاعلن فا
وقد حار القدماء في هذا الوزن، لأنهم لم يكونوا يعرفون شيئاً عن المتدارك، فقيل لأبي العتاهية: إنك خرجتَ عن العروض، فقال: أنا أكبر من العروض!!
ولذلك قسره معظم القدماء على الدخول تحت مظلة الخفيف: (فاعلاتن فعولن)، واستشهد به آخرون موصولاً مثالاً لوزن (البحر الممتد) المهمل: (فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن)، كما ردّه بعضهم إلى البحر (المضارع) مدعياً أن فاعلن هي (مفاعيلن) الشتراء!!
وعلى هذا الوزن أبيات لعلية بنت المهدي، وقصائد لابن المعتز، وعدد من الموشحات الأندلسية، وكتب عليه بعض المعاصرين ..
كما كتبت بعض الموشحات على الوزن (فاعلن فاعلن ** فاعلن مفتعلن) كقول الأعمى التطيلي:
آهِ ممّا أجدْ ** شفّني ما أجدُ
قامَ بي وقعَدْ ** باطشٌ متّئدُ
كلما قلتُ: قدْ**قال لي: أينَ قدُ
وبإسكان أعجازها تتحد مع الصدور وزناً كما ترى ..
¥