تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الصلات التاريخية. والسؤال الحقيقي هو ما إذا كانت هذه التشابهات تشير إلى نوع من التأثير العربي على الشعر الفارسي، أم أنها مجرد قوالب مستعارة من نظرية العروض العربي وقد طبقت على الشعر الفارسي.

وتقول مالينج، أيضا: إن الملمح الشيق والمميز للرباعي هو التنوع وعدم الانتظام الظاهري لوزنه. فهناك 24 شكلا مختلفا لأشطره المشتقة، حسب التحليل التقليدي للعروض، من شطر الهزج المؤلف من أربعة تفاعيل؛ أي من مزاحفات (مفاعيلن) أو (و س س) حسب ترميزنا. ومن الممكن لكل من هذه الأشطر الأربعة والعشرين أن يرد مع غيره منها في الرباعية نفسها. وأما الانتظام الوحيد الواضح في هذه الأشكال كلها فهو أن أول مقطعين في كل شطر منها يكونان طويلين دوما.

لا أعتقد أن مالينج كانت تقصد بالرباعيات العربية هنا ما ورد منها على بحر الدوبيت، فمن المؤكد عندي أنها لم تطلع على أية رباعية من الدوبيت بحيث نجد لها قواعد توليدية وتحويلية تؤصل لهذا الشكل الوزني الذي نشأ في ظل حضارة عربية إسلامية متعددة الثقافات، فكان منه التطبيق العربي لنموذج الدوبيت، جنبا إلى جنب التطبيق الفارسي لهذا النموذج. ولقد كان هم مالينج في مستهل هذا المبحث منصبا بالدرجة الأولى على محاولة اختبار العلاقة التي قيل إنها تربط هذا الشكل ببحر الهزج العربي، وعليه فقد وضعت الأساس الوزني لشطر للرباعي على النحو التاالي:

و س س و س س و س س و س س

أي من أربع تفاعيل هزجية. وكان عليها لكي تشتق من هذا النسق اثني عشر شكلا مزاحفا، أن تغير في قيود قواعد التحقق التي كانت طبقتها من قبل على الأوزان العربية، وأول تغيير منها كان السماح بتقصير الوتد في التفاعيل الأربعة جميعا. وبعدها وضعت مالينج مجموعة من ستة قواعد اختيارية وإجبارية للوصول إلى أشكاله الإثني عشر المعروفة.

ولم تلبث أن اكتشفت انعدام الحاجة إلى مثل هذه القيود في مجموعة قواعدها، الأمر الذي جعلها تبدو مصطنعة قليلا less natural مقارنة بتلك القواعد التي طبقتها على الأوزان العربية. تقول: " عندما يكثر اللجوء الى استخدام القيود في صياغة قواعد التحقق فإنه يعني أن إطار التحليل غير صحيح، وأن على العروضي أن يفتش عن إطار للتحليل غيره".

وهنا تعرض مالينج لرأي الباحث مائير Meier الذي يقترح طريقة أخرى لوصف المعطيات عبر تبسيطها من خلال إزاحة الحدود بين التفعيلات، أو حتى إزالتها، ومن ثم التخلي عن فرضية اشتقاق الرباعي من الهزج، فتقوم بوضع نموذج مجرد للرباعي غاية في التبسيط، على النحو التالي:

س س ص س س ص س س ص س

حيث س هنا تشير إلى مقطع طويل، وأما ص فتشير إلى مقطعين قصيرين متواليين أو مقطع طويل واحد.

ثم تختتم مالينج هذا الفصل بالقول: إن الهزج الفارسي مختلف بشكل أساسي عن الهزج العربي من ناحية، وعن الرباعي من ناحية أخرى، ذلك أن نسق مقاطعه الطويلة والقصيرة يبدو ثابتا بشكل يكاد يكون مطلقا في القصيدة كلها. ومع أنها تستدرك بقول بعضهم إن نسق الهزج الثابت يتضمن موقعا أو موقعين يتسمان بحرية التغيير في مقاطعه، إلا أنها ترى أن هذه الحرية مقيدة بأكثر مما هي عليه في العربية. ومقارنة بالرباعي الفارسي الذي يسمح باجتماع عدة أشكال مختلفة من أشطره في الرباعية، فإن الأوزان الفارسية الأخرى لا تستطيع أن تسلك هذا المسلك، بل تظل على ثباتها المطلق بشكل عام. والشعر الفارسي القديم، مثله مثل الشعر اليوناني واللاتيني الكلاسيكي، كمي بطبيعته. فأما الأوزان الفارسية فمرتبطة بنظائرها من البحور العربية ارتباطا سطحيا فقط، حيث الوتد في الفارسية لا يعدو أن يكون مجرد بناء مصطنع artificial . وأما الشعراء الفرس فقد درسوا وحاكوا الأوزان العربية التقليدية وقواعدها العروضية ولكن بشكل ظاهري.، غير أنهم فشلوا في إدراك كنه الحافز الإيقاعي الدقيق للتمييز بين السبب والوتد، أو وجدوه غير مناسب للفارسية.

والآن ماذا لو أن مالينج وقعت على امثلة من الدوبيت العربي أو اطلعت على كتاب الدبيتي للدكتور عمر خلوف كما اطلع عليه الأستاذ خشان، فكيف كانت ستصفه من خلال وحداتها المجردة abstract . لنفترض أولا أنها رمزت للسبب بالرمز 2 وللوتد بالرمز 3، وإذن فسوف نواجه النسق التالي: (هذا النسق منقول عبر عملية النسخ واللصق عن الرابط التالي: http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/satar-1 )

2 2 2 2 [2] 2 3 2 2 2 ه

الرمز الأول: للسبب الخفيف حين يكون خببيا، أي ثقيلا وخفيفا حينا آخر، (بشكل اختياري).

والرمز الثاني: للسبب الخفيف حين لا يكون إلا مقطعا طويلا فقط، (بشكل إجباري)

والرمز الثالث: للسبب الخفيف أيضا حين يكون مقطعا قصيرا في أغلب الأحيان. (اختياري)

والرمز الرابع: للسبب الخفيف حين يكون مقطعا طويلا في أغلب الأحيان. (اختياري)

والرمز الخامس: للوتد وهو لا يتغير أبدا. (إجباري)

والرمز السادس: علامة السكون التي تجعل المقطع زائد الطول ومالينج تعده في اللغات الأخرى مقطعا طويلا عاديا يرمز له بالرمز التقليدي macron إلا أنه في العربية يعد extralong

. وهذا التحليل الذي افترضنا أن مالينج ستتبعه في عروضها التوليدي هو من نتائج العروض الرقمي.

فهل بين المنهجين من اختلاف؟؟؟؟؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير