تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المقاومين فيها على الصمود بدأ فخري باشا بترحيل العائلات إلى دمشق واستنبول بالقطار، كما نقل ذخائر المسجد النبوي ومكتبة عارف حكمت، وكان الترحيل اختيارياً أول الأمر ثم صار إجبارياً وشتت العائلات وتحول الكثيرون إلى مهاجرين في الشام أو استنبول ومن لم يسافر انتقل إلى مناطق أخرى في الحجاز كينبع ومكة.

وما لبث القطار أن توقف بعد أن نسف جيش فيصل والضباط الإنكليز بعض الجسور التي يمر عليها ودمروا مسافات من الخطوط الحديدية وجاء الشريف عبد الله بقوات إضافية وعسكر في منطقة العيص فاكتمل الحصار حول المدينة. لم تستطع قوات الهاشميين التي تحاصر المدينة أن تقتحمها، ولم تقم أية معركة كبيرة مع قوات فخري باشا المستعدة للمواجهة ولكن الحصار أثر على الباقين من أهل المدينة. وشحت المواد الغذائية وارتفعت الأسعار بشدة وفشت بعض الأمراض لنقص التغذية ولم يؤثر هذا على موقف فخري باشا وضباطه. واستمروا في المقاومة وشجعوا من بقي من أهل المدينة على الرحيل ومرت بالمدينة ثلاث سنوات شديدة القسوة عانى فيها أهلها من الجوع والمرض والفقر أو الهجرة في الآفاق.

نهاية العهد العثماني

انتهت الحرب العالمية الأولى وسقطت عاصمة العثمانيين، ولم تسقط المدينة فقد كان فخري باشا مستعداً للصمود مدة أطول أو القتال، وعندما وقعت تركيا معاهدة الصلح مع الحلفاء أبرق وزير الدفاع إلى فخري باشا ليسلم المدينة إلى الهاشميين، فرفض فخري باشا الأمر واستمر في عناده ومقاومته، فخاطبت استنبول بعض الضباط في قيادة فخري باشا وأمرتهم بعزله وتسلم القيادة وتسليم المدينة والعودة لتركيا، فنفذوا الأمر وسلمت المدينة للقوات الهاشمية في الخامس من ربيع الأول عام 1337هـ، ونقل الجنود إلى ينبع ومنها أبحروا إلى تركيا وبدأ المهاجرون من أهل المدينة يعودون إليها وبذلك انتهت المرحلة الأخيرة من العهد العثماني في المدينة المنورة.


للتوسع:

التاريخ الشامل ج/2 - 481 - 488 ـ ج3/ 4 - 83

ـ[المستعار]ــــــــ[22 - 07 - 2002, 11:21 م]ـ
العهد الهاشمي

المدينة في العهد الهاشمي

((1337 ـ 1344 هـ))

تسلم الهاشميون المدينة المنورة من الجيش العثماني في الخامس من ربيع الأول عام 1337هـ وتولى الشريف علي بن الحسين إمارتها، فأعاد تنظيم إدارتها، وعين بعض أقاربه في المناصب العليا. وبدأ المهاجرون من أهل المدينة يعودون إليها، وأصلح خط السكة الحديدية ووصلت المساعدات والمؤن وأعيدت ذخائر المسجد النبوي ومكتبة عارف حكمت، ولكن المدينة لم تعد إلى حجمها قبل الحرب العالمية الأولى وظل الكثيرون في البلاد التي هاجروا إليها ولاسيما بلاد الشام.

وخلال سنة بدأت الحياة الاقتصادية تنتعش وأنشئت بعض المدارس ونشطت الحركة العلمية في المسجد النبوي، واستمر الوضع بالتحسن تدريجياً وببطء لعدم وجود إمكانات وافية لدى الإدارة الهاشمية.

وشهدت المدينة بعد سنة من تسلم الهاشميين حادثة كبيرة راح ضحيتها عدد من الشهداء وهي تفجر الذخائر التي خزنها الجيش العثماني في القلعة ولم تعتن بها القيادة الهاشمية، وظلت الانفجارات تتوالى ثلاثة أيام، ولم يسفر التحقيق فيها عن شيء. بعد ذلك ازداد ضعف الإدارة الهاشمية، ووافقه ركود اقتصادي سببه الأول تورط الهاشميين في الحرب مع السعوديين. ثم ضعفت الإدارة الهاشمية واضطرب الأمن في المدينة.

وفي عام 1343هـ اشتدت الحرب بين الهاشميين والسعوديين ودخلت القوات السعودية الطائف وزحفت إلى مكة، وخُلع الشريف حسين ووقع الاختيار على الشريف علي ليخلفه، فترك إمارة المدينة وانتقل إلى جدة ليدير المواجهة مع القوات السعودية الزاحفة، وتولى إدارة الأمور في المدينة نائبه الشريف أحمد والشريف شحات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير