تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومالبثت الحرب أن امتدت إلى المدينة فأرسل السعوديون قوة كبيرة بقيادة صالح بن عذل ليخلصها من الهاشميين. وتولى عبد المجيد باشا قائد الحامية العسكرية في المدينة تحصينها وتنظيم المقاومة وعاشت المدينة فترة حصار ثانية امتدت سبعة شهور وخرج الكثيرون من أهلها بعد أن شحت المؤن وبدت نذر المواجهة. وحدثت معركة بين قوة سعودية بقيادة فيصل الدويش والقوات الهاشمية وأدرك المقاومون عدم جدوى مقاومتهم فأجمع كبار المسؤولين والوجهاء منهم وقرروا مخاطبة القائد الأعلى للسعوديين الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (الذي صار ملك البلاد بعد ذلك) والتفاوض معه للصلح وخرج وفد من المدينة فالتقى به على مشارف جدة واتفق معه على تسليم المدينة وتأمين أهلها. وحضر الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود فتسلم المدينة في التاسع عشر من جمادى الأولى 1344هـ وانتهى بذلك العهد الهاشمي وبدأ عهد الدولة السعودية الحالية.


للتوسع:

التاريخ الشامل ج3/ 114 - 159

ـ[المستعار]ــــــــ[22 - 07 - 2002, 11:22 م]ـ
العهد السعودي الحالي

المرحلة الانتقالية

دخلت المدينة في ظل الدولة السعودية في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1344هـ عندما سلمها القادة الهاشميون بناء على اتفاق خاص مع الملك عبد العزيز، وقد تسلمها الأمير محمد بن عبد العزيز، وأقام فيها بضعة أيام، رتب خلالها الأمور الإدارية ثم تركها، ولحق بوالده، وعين إبراهيم السبهان وكيلاً للأمير محمد فيها يقوم بشؤونها. وقد شهدت المدينة المنورة تطورات متلاحقة، وعلى مراحل عدة مع التطور الذي شهدته المملكة العربية السعودية بعامة. ولقيت عناية كبيرة من رجال الحكم على توالي العقود.

وفي بداية العهد السعودي أزيلت مظاهر البدع الشركية التي نمت أواخر العهد العثماني وخلال العهد الهاشمي وحظرت العادات المخالفة للسنة.

وكان أهم ما كسبته المدينة خاصة ومدن المملكة الأخرى عامة، هو الأمن والأمان، فطالما اشتكت الطرق المؤدية لها من غارات بعض الأعراب واللصوص وقطاع الطرق، ولم تسلم المدينة نفسها من بعض الغارات، وقد تغير الحال نهائياً في العقود الأولى للعهد السعودي بفضل الخطة الحكيمة التي عالج بها الملك عبد العزيز مسألة الأمن، إذ ألزم القبائل القريبة من الطرق أن تتعاون في حمايتها، والبحث عن المفسدين وتسليمهم إذا كانوا منها والمسؤولية فردية وجماعية في آن واحد، ونجحت الخطة وتحول كثير من الذين امتهنوا قطع الطريق من قبل إلى حماة الأمن أو متعاونين مع الحماة. وقد ساعد على إنجاز هذه الخطة توطين القبائل المتنقلة وإرسال الوعاظ والدعاة إليها، وفتح أبواب التعليم والوظائف لأبنائها، فظهر تحول نوعي في المفهومات والسلوك، وتقدير للمسؤولية والخوف من العقاب الصارم وانتهى عهد الأتاوات وقطع الطريق واللصوصية.

التطور والازدهار

وتبع المرحلة الانتقالية تطور في جوانب الحياة الأخرى، حيث طويت صفحة المتغيرات السياسية واضطراباتها وتقدمت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. أما الصفحة السياسية فقد جعل الكيان الجديد والكبير للدولة السعودية المدينة المنورة مركزاً حضارياً ودينياً بعيداً عن هموم القرار السياسي، وتركز القرار السياسي في أيدي المسؤولين عنه في العاصمة، ومركز الحكم، وانصرفت اهتمامات أهل المدينة إلى بناء حياتهم وتطويرها في التعليم، والزراعة، والتجارة، والصناعة، والعقارات، وخدمات الزائرين، والعلاقات الاجتماعية، والعبادة .. إلخ. وحدث التطور المدني على مراحل مواكباً التطور في المراكز الحضارية الأخرى في المملكة أو لاحقاً به. بدأ بطيئاً في العقود الأولى ومناسباً لمرحلة التأسيس التي مرت بها المملكة بعامة، ثم تسارع شيئاً فشيئاً واشتد في العقدين الأخيرين وصار قفزة كبيرة. فبعد أن تهيأت عوامل الطمأنينة والاستقرار بدأ النمو في الجانب الاقتصادي وتركز أول الأمر في التجارة والخدمات ثم الزراعة ثم الصناعة فتضاعفت المحلات التجارية وتنوعت بضائعها وتحول بعض التجار إلى مستوردين أو وكلاء عامين في المنطقة لكثير من المنتجات المستوردة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير