تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هو القدرة على تذوق الأساليب المختلفة و الحكم عليها.

من هو الناقد؟.

الذوق عند عبد القاهر الجرجاني:-

يقف عبد القاهر طويلًا عند الذوق المثقف الحساس الذي لا يمكن أن يكتسب ولا يستطيع المعلم أن يغرسه في النفوس و إلى جانب هذا الذوق الحساس يجب أن يكون للناقد ذكاء لمَّاح يدرك ما بين العبارات من الفروق الدقيقة التي تمتاز بها العبارات و تختلف المعاني.

إن إلحاح عبد القاهر على أهمية الذوق راجع إلى الفرق بين الإقناع بالنظم و الإقناع بالجمال الفني لأن بلاغة التعبير و إدراك الجمال في الأسلوب و الإحساس بالقيم الفنية في النص تحتاج كلها إلى الذوق المرهف و الطبيعة الموهوبة.

أما من حُرِم من الإحساس و فقدان الذوق المرهف فلا يستطيع أن يفرق بين الأساليب الفنية ولا أن يلمس الفروق التي تختفي بين الكلمات لأن الذوق هو الفيصل في تحديد جماليات التعبير.

و على هذا الأساس يجعل عبد القاهر الذوق و الطبع الأداة التي تدرك جماليات الأسلوب و فهم أسرارها و إدراك مواطن الحس فيها و لكن هذا الذوق المرهف المثقف قليل بين الناس.

و قد كشف عبد القاهر الجرجاني من خلال مئات الأمثلة في كتابيه " أسرار البلاغة " و " دلائل الإعجاز " عن ذوق مرهف و ذكاء حاد يدرك أسرار الجمال و يميز الفروق الدقيقة بين صور التعبير.

الناقد عند الآمدي:-

هو ما استجمعت له شروط النقد و ممارسة كلام العرب و انقطع إلى أساليبه فصارت له طبيعة يدرك بها الغث من الثمين ...

... فنقد الشعر علم و يكتسب عن طريق الذوق المثقف و الذكاء و الدربة و المكابدة و المدارسة.

الناقد عند القاضي الجرجاني:-

التقى تفكير القاضي الجرجاني في هذا الشأن بتفكير من سبقه من النقاد العرب في تأكيد على مؤهلات الناقد المثقف الذي ينبغي أن يكون مؤهلًا بالثقافة التي تعمق رؤيته للأشياء وصحة الطبع التي تعينه على تميز الجيد من الرديء و إدراك أسرار الجمال في التعبير و الدربة و الممارسة التي تكسبه التجربة في التعامل مع النصوص.

- و الطبع عند الجرجاني يوافق ما وصل إليه العلم الحديث لأن المقصود بالطبع ما سيمى بالاستعداد هو مجموعة الخصال النفسية التي تهيئ كل إنسان إلى مزاولة عمل ما في الحياة بإحسان و اتقان أو هو القوة التي تيسر لمن وجدت فيه سبيل النجاح أما الذكاء فهو التصرف في الصعوبة و البحث عن حل يبددها.

أما الدربة فهى المران و المحاولة حتى تستقيم الملكة على نهجها السوي و تمطى الموهبة صعدًا في طريق التقدم و مما لا شك فيه كثرة التمرس بالشيء و مداومة الإقبال عليه و الاطلاع به تجعل الإنسان خبيرًا فيه و ملمًّا بأفضل الطرق لإنجازه على أحسن وجه و بأقل جهد و في أقصر مدة ممكنة كما أن الرواية (الثقافة عندنا) لازمة للأديب و الناقد من وجهة النظر الفنية البحتة.

فأصول الأدب و ثقافة النقد هى: الطبع - الذكاء - الرواية - الدربة.

و قد نص عليها القاضي الجرجاني و لقد كان مجددًا أكثر منه مقلدًا و قد تعرض القاضي الجرجاني لقضية حياد النقاد.

الناقد:

في نظره يجب أن يقف الناقد موقف الحياد من وجهات النظرت المختلفة في قضايا الأدب و النقد و أن يفصل في الخصومات الأدبية دون تحيز ...

و القاصي الجرجاني مسبوق في الدعوة إلى الحياد ببعض النقاد كالجاحظ و ابن قتيبة و المبرد و ابن طباطبا و قدامة بن جعفر و الآمدي ...

و أهم ما يتصف به الناقد أن يكون ذا دراية واسعة بعلم الجمال و فلسفته و علم النفس بفروعه و ميادينه المختلفة و أن يلم بجوانب الحياة السياسية و الاجتماعية و الفكرية لجمع النص و أن يتعرف على العقائد و المؤسسات الدينية السائدة فيه و الذوق العام الذي يسوده و مكونات هذا الذوق و مؤثراته .. و بدون هذا لايمكن أن يفهم العمل الأدبي ولا يتبين حقيقة الأفكارو المعاني و الانفعالات و العواطف و الأخيلة و الصور و الأساليب و العبارات و الكلمات.

..

خلاصة صفات الناقد مما سبق:-

الذوق المثقف

الدربة

الذكاء

الرواية (الثقافة)

التخصص في أصول العلم ذاته

المكابدة و المدارسة

الطبع

الموضوعية

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير