تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كما يصف ابن منقذ قوة المسلمين مرة أخرى حيث استطاع رجل من المسلمين اسمه جمعة أن يغلب فارسين من الإفرنج , وأن يأخذ الأسير منهم , فلما عاد أولئك الفارسان إلى ملكهما عنفهما وعاتبهما ووصفهما بالنساء , فكيف يستطيع رجل واحد من أن يغلبكم وأنتم أكثر منه! فطردهما من المدينة. فهنا يصور ابن منقذ ضعف الإفرنج وقوة المسلمين.

يصف ابن منقذ ذكاء الإفرنج وجهلة بعض المسلمين , حيث عسكر الإفرنج في حماة , وكان بيوتهم من الخيام , فقرر رجل من المسلمين أن يشعل النار في خيامهم , فأشعل النار في الزرع ظنا منه أن يشتعل الزرع بعضه ببعض ويصل إلى خيامهم من دون أن يروه, فتنبه الإفرنج إلى النار وأطفؤها وقتلوا ذلك الفارس.

كما يصف ابن منقذ أن المسلمين استطاعوا أن يهزموا الإفرنج , ثم يذكر أن الإفرنج أيضا استطاعوا أن ينتصروا على المسلمين , وهنا تظهر رؤية ابن منقذ الحيادية مع الآخر , حيث ذكر بطولاته وأمجاده , ولم يغفل الجانب القوي من الآخر.

نجد ابن منقذ يصور شجاعة المرأة , وهنا يشيد بإحدى نساء الإفرنج , حيث رأى شخصا فيه جرح قد وسم في وجهه فسأله عن ذلك الجرح , فأجابه بأن امرأة من الإفرنج قد شجت رأسه! ثم يذكر أيضا شجاعة المرأة من المسلمين حيث استطاعت إحدى نساء المسلمين من أن تأسر ثلاثة من الإفرنج , وأن تأخذ منهم ما تريد ثم أمرت قومها أن يقتلوهم.

يذكر ابن منقذ أن المسلمين رموا جمعا من الإفرنج في البحر , فلما أصبحوا من يومهم اقترح أحدهم أن يخرجهم وأن يقطع رؤوسهم ثم يذهب بها إلى ملكهم , ففعلوا ذلك , ووجدوا أن الدم يسيل منهم وكأنهم قد قتلوا من ساعة وهذا بسبب الماء كما يقول ابن منقذ , وهنا دلالة واضحة على كراهية الإفرنج وعداوتهم , لأن تقطيع الرؤوس بعد إغراقهم دليل على عمق وقوة الكراهية.

يصور ابن منقذ أن الخدعة في الحرب والتخييل استعملها المسلمين ونجحوا في ذلك , لأنهم بحاجة إليها أكثر من الإفرنج , لأن الإفرنج أكثر عدد من المسلمين.

يصور ابن منقذ أن الإفرنج يقطعون الطرق , ويختفون بالليل في الطرقات وإذا اعترض أحد المسلمين الطريق سلبوا ما معه وقتلوه , فذكر قصة أحد المسلمين الذي استطاع أن يهرب منهم لكنه أصيب بإصابات شديدة في رأسه.

كما يصفهم بأنهم قوم لا يمكن أن تأمنهم , وذلك حين حديثه عن خروجه مع أبيه للصيد حيث كانا يحذران منهم لأنهم لا أمان لهم.

2 - صورة الإفرنج في العادات والطبائع

يذكر ابن منقذ أن أهله حينما أرادوا أن يتوجهوا إلى سوريا ليعيشوا معه , هاجموهم الإفرنج وأخذوا أموالهم وأمتعتهم , كما أخذوا كتبا لأسامة وهي أربع مجلدات , وهنا يصف ابن منقذ أنهم من عاداتهم قطع الطريق , والسرقة , مع أن هذه الحادثة لم تكن في حرب.

يذكر ابن منقذ كذب الإفرنج في تعاملهم وبيعهم , حيث مر بالسوق في حيفا فشاهد نمرا قد رباه إفرنجي وأصبح يشبه الكلب , فقال له الإفرنجي: تريد أن تشتري هذا الفهد؟ , فرد عليه ابن منقذ: هذا نمر وليس بفهد.

كما يصف ابن منقذ أن من عاداتهم السحر , حيث يذكر قصة الإفرنجية (بريكة) وهي والدة أحد الفرسان الإفرنجيين , فقد شاهدها أحد المسلمين في المقبرة ليلا كاشفة شعرها , فتعجب منها , وحين سألها أجابته بأنها تسحر!

كما يصف ابن منقذ مرة أخرى أن من عاداتهم قطع الطريق والسرقة حتى أن أحدهم كانت امرأته تأمره بعدم فعل ذلك

كما يذكر ابن منقذ أنهم قوم ملعون لا يألفون إلا من جنسهم.

يشبه ابن منقذ الإفرنج بالبهائم التي لا عقل لها , فهم لا عقول لهم , كما يشبهون البهائم في القوة والتحمل , فهو يقول ليس فيهم طبعا رائعا إلا الشجاعة والقتال , ثم يحيل ذلك إلى قوة التحمل الموجودة في البهائم.

كما يعيب طبهم وذكر مثالا على رداءته , حيث أرسلوا طبيبا ليعالج فارسا قد أصيب في قدميه , فقال له الطبيب: تريد أن تمشي على رجل واحدة أو تموت برجلين؟ فأجابه أن أعيش على رجل واحدة.

فأخذ الطبيب فأسا وضرب رجله ضربتين , فمات من ساعته!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير