تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم يصور طبهم بالإيجاب , حيث يذكر أن طبيبا من أطبائهم عالج أحد فرسانهم الذي قد جرح في قدمه و الدم يسيل , فوضع عليه خل فبرئ الجرح وتوقف النزيف , ثم يقول ابن منقذ أنه فعل ذلك في بعض الفرسان , وهنا يتضح استفادة ابن منقذ منه مع ما فيهم من عادات سيئة , كما يتضح حسن رؤية ابن منقذ في تصويره للآخر دون سلب الإيجابيات.

يصف ابن منقذ أخلاقهم ويقول: أنه من كان قريب عهد بالبلاد الإفرنجية أجفى أخلاقا من الذين عاشروا المسلمين , ثم يقول أن من أخلاقهم السيئة أنهم لا يحترمون الآخر , فلقد كنت أصلي فجاءني أحدهم ودار بجسمي وقال: صل من الشرق!

كما يذكر ابن منقذ أن من طبائعهم ليس لديهم غيرة جنسية , حيث يدخل أحدهم على زوجته ويتحدث معها , وزوجها يراهم فإن تأخروا في الحديث تركهم ومضى!

ومن عدم غيرتهم على محارمهم يذكر أن رجلا دخل في بيت أحدهم فنام في سريرة , والمرأة بجواره , وحين شاهده صاحب البيت , قال له: لم فعلت ذلك؟ قال: وجدت الباب مفتوحا ودخلت , ووجدت الفراش مفروشا فنمت , أما المرأة فهو فراشها فليس لي الحق في إبعادها عنه ,فقال له صاحب البيت: مرة أخرى لا تفعل ذلك , وإلا خاصمتك , فتركه ومضى.

ثم يعلق ابن منقذ ويقول: كيف يعاتبه بهذه المعاتبة البسيطة مع أنه ارتكب جرم لا يغتفر.

كما يذكر أيضا أن إفرنجيا طلب من ابن منقذ أن يحلق عانته , وعانة زوجته , ففعل ذلك لهما , والرجل ينظر إلى زوجته وابن منقذ يحلق لها.

كما يصف ابن منقذ طبهم ويقول بأن رجلا قد أصيب فذهب لطبيب عندهم فلما انتهى من علاجه , مات الرجل , فقالوا له مات الرجل , قال نعم , كان يتعذب فسددت أنفه فمات واستراح!

ومن غريب طبائعهم يذكر ابن منقذ محاكمتهم , ويقول كان رجلا محتالا فحكموا عليه بأن يغرقوه في الماء , فما لبث في الماء حتى خرج فحاولوا فلم يستطيعوا عليه , فلما خرج كحلوه وأخرجوه , وعدوه بطلا لهربه من الحكم!

ومن عجيب عاداتهم أيضا أن فيهم من لا يأكل الخنزير , وهذا نادر فيهم , ويرجع ابن منقذ السبب في عدم أكلهم أنهم عاشروا المسلمين , ويقول أنه خرج مع صاحب له من الإفرنج فدعاه إلى الطعام , فلما أحضر الطعام توقف ابن منقذ عن الأكل , فقال له: أنا لا آكل الخنزير , فأكل ابن منقذ وانصرف.

وقد أعجب ابن منقذ من وفاء هذا الرجل حيث وجدت إفرنجية ابن منقذ في السوق فصاحت على الناس , واجتمعوا حول ابن منقذ. وقالت هذا الذي قتل أخي في الحرب , فجاء ذلك الرجل الذي لا يأكل الخنزير , وقال لهم هذا رجل تاجر لا هم له في القتال , فانصرفوا من حوله.

فهنا يوضح ابن منقذ أن الإفرنج تأثروا من المسلمين في بعض عادتهم , وهي عدم أكل الخنزير ,وتركوا عاداتهم السيئة , كما لم يهمل الجانب الإيجابي في ذلك الرجل من الوفاء.

كما نجد ابن منقذ في ثنايا كتابه , كلمات تكرر كثيرا حينما يذكر الإفرنج , فيصفهم بالشياطين و يدعو عليهم باللعنة , ويصفهم بقطاع الطرق , والسارقين.

3 - صورة الإفرنج في الفروسية

يذكر ابن منقذ أن ابن الظافر أرسل ابن عباس رهوارا- وهو الفرس الإفرنجي- مليحا إفرنجيا , وهنا نجد ابن منقذ يثني على الفرس الإفرنجي ويعده أفضل ما ينال.

كما نجده يثني على الفرس الإفرنجي أيضا , حيث يقول أن غلاما عنده نزل في الإفرنج وأخذ منهم حصانا وركبه , حتى لحقته بغلة إلى أن وصل لابن منقذ , ثم يقول وحين وصل كان هذا الحصان أجود الخيل وأحسنها وأسبقها , ثم يقول أن الملك أتابك قد طلب منه هذا الحصان , فخرج به فسبق , ثم رده في الإصطبل , وهنا أيضا يثني على الفرس الإفرنجي

كما يصف ابن منقذ أن الإفرنج لا فضيلة عندهم إلا الشجاعة , ولا ينزلون أحدا منزلة عالية إلا الفرسان منهم , فهم أصحاب القضاء والحكم , ويذكر قصة تؤيد أن الفرسان هم الذين يحكمون لهم , حيث تنازعوا على غنم فأمر الملك أن يحكم فيهم سبعة فرسان , فحكموا بالغرامة , فوجب الحكم ولم يعترض عليه الحاكم

ويصور ابن منقذ إعجاب الإفرنج بشجاعة المسلمين , حيث طلب إفرنجي الأمان من فارس من فرسان المسلمين , لأن ذلك الفارس قد سبقه وتفوق عليه في المبارزة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير