تحجر على كل ما هو آت من تلك المدن وكل من كان يأتي بمسألة أو كتاب فيه علمٌ من علوم العرب .. كان يُجرّم فسيجن أو يقتل بدعوى أن علوم العرب علمها لهم الشيطان وهي علومٌ شيطانية لا يجب النهل منها .. إن كانت هناك أي طفرة تاريخية أو أدبية أو حتى فيزيائية كميائيةأو حتى دينيه ألخ ألخ .. فهي للمسلمين العرب الذين علموا تلاميذ الغرب الذين صاروا أدباء وعلماء فيما بعد هُم وأحفادهم فهي للمسلمين العرب .. فإن كان ما تقول أنه تقليدٌ للغرب .. فأنا أراه فناً من فنوننا ردت إلينا فألبسناها ثيابها العربي في حلته الجديدة .. والدليل حصول بعض شعراء العرب على أفضل جوائز في الشعر كفاروق جويدة الذي حصد مؤخراً أرفع جائزة في الأدب عالمياً تمنحها أسبانيا وهي جائزةٌ مناهضة لنوبل التي لا تُمنح إلا بأمر سيادي في كل كثير من الأحيان كما تعرف .. أخي العزيز آسفٌ إن أطلت عليك .. لا تضيق واسعاً واعلم أنه ليس بالضرورة أن تكون أنت على خطإ أو نحن على مثله بل قد يكون جميعنا على صواب وجمعينا على خطإ الأهم من هذا أني استفدت كثيراً من هذا الموضوع الثري. ويُنسب إليك الفضل إذ أن لكل فعل ردة فعل وأنت صاحب البذرة الأولى التى أفادتنا جميعاً بنقاش يفتح الآفاق ويُغذي القريحة.
أخيراً يبقى الشعر العمودي له مكانته مهما توالت الأزمان .. وأيضاً شعرنا نحن أهل الحداثة من تفعيلة وما شابه سيظل له مكانته لأنه لغتنا الحقيقة وثقافتنا الحقيقة .. وكما قالت العرب لكل مقام مقال .. فلندع أهل الجاهلية فزمانهم قد ولى أفضل ما نفعله لهم هو الإبقاء على تراثهم والنهل منه فإنه هو الأساس .. لكن لنلتفت أيضاً إلى واقعنا وما نحتاج من قضايا ونوظف أقلامنا وأرواحنا لخدمتها .. حتى لا ننفصل عن الواقع فنعيش بواد شعر الأولين ونتجاهل ونضيّع حاضرنا الذي يحتاج لكل حرف ولكل دقيقة من وقتنا لخدمة قضايانا .. وإني لأدعوك وبقة الأعضاء لقراءة قصيدة نعم أنا إرهابي لأحمد مطر .. فهي خير دليل على أنه من الصعب العيش في عصرنا بتراث قديم فقط وبشكل قديم (فأين نحنُ تراثنا الذي سيورّث لمن سيخلفنا أين نحنُ مِن كذا وكذا وكذا أين نحن وماذا صنعنا أين بصمتنا) .. بل أين نحن من كل هذا علينا إثبات الذات وفك القيود والجمود والتبعية للقدماء لأن هؤلاء وأشعارهم ليست نصا مقدساً كذلك حياتنا ليست تابعة لأحد خلقنا الله كي نعمل ونجد ونبتكر. إلا وقفنا كما نحن في كل شيء نناقش فقط ما مضى ونبكي على الأطلال. وإليك هذا مني من شيخ الشعراء المتنبي ..
نبكي على الدنيا وما من معشر ... جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا ..
فلا تبكي أطلالاً يا أستاذي بل ارثي حالتنا لنخرج من كبوتنا سالمين أو شامخين.
ـ[همبريالي]ــــــــ[17 - 07 - 2010, 12:08 م]ـ
حسنا سأعترف بأنني فشلت فشلا ذريعا في صياغة السؤال، وسأعيد صياغته على النحو التالي:
كتابة الشعر بهذه الطريقة، الالتزام بالتفعيلة وعدم الالتزام بعددها في كل سطر، هل كتب به العرب؟
نعم كتب به العرب، وأذكر منهم: أحمد مطر، نزار قباني، فاروق جويدة ... والقائمة تطول:)
هل كتب الشعراء العرب بهذا الشكل قديما؟
الأكيد الأكيد أنهم لم يكتبوا به وأنه وليد العصر الحديث، غير أنهم عرفوا محاولة للتحرر من قيود القصيدة العمودية تمثلت في الموشحات.وأنت أعلم وأدرى مني بهذا، والله أعلى وأعلم،
إن كان الجواب نعم فقد كفيت الرد، وإن كان لا فمن أين جاء هذا الشكل؟
هل جاء من موزانبيق، جبال الهملايا، الغرب، الشرق الأقصى؟ لا يهمني مادام أن تسميتي سببت حساسية للبعض، أريد أن اعرف المصدر وحسب.
أولا: هذا القياس فاسد أخي عماد؛ فأنت بهذا القياس تحصر الأنواع الأدبية (بصفة عامة، والشعر بصفة خاصة) فيما كتبه الأقدمون أي أنك تنفي أي تطور للفنون الأدبية عند العرب، بعبارة أخرى ما لم يكتبه العرب قديما ليس بعربي
أرجو أن تصوب لي الفكرة التالية وأعطني رأيك الخاص:
فهمت من سؤالك وجميع مشاركاتك، بغض النظر عن مصدر هذا النوع الشعري ما يلي
الشعر عند العرب هو الشعر العمودي وهو غير قابل للتبدل ولا للتطور وكل ما أُنتج أو ما سينتج من أنواع أدبية (التي مصدرها الشعر) هو ليس بعربي ولا يرقى لأن يكون شعرا.
أما عن مصدر هذا اللون الأدبي فقد قال فيه الأساتذة قبلي وربما سيفيدوننا أكثر،
وأقول لك أستاذي الفاضل سواء أكان هذا الفن الشعري عربيا أم غربيا فإنه استطاع أن يحمل لواء الكلمة والعاطفة والموسيقى الشعرية والتعبير عن الذات ووووووو .........
أعتذر إن أطلت عليكم
ولكني أقول كخلاصة
شعر التفعيلة (بغض النظر عن مصدره) هو شعر ولا ريب
إن كان مصدره غربيا، فقد عُرب واستطاع أن يعبر عن الذات العربية ومكنوناتها وعن همومها وواقعها
واستقى أطره الفنية واللغوية في بحر اللغة العربية فكان فنا شعريا مستقلا بذاته
ولكن
يبقى الشعر العمودي متربعا على عرش القوة والجمال وتبقى له مكانته الخاصة
¥