بوركت اخي الكريم أبو سهيل على هذا التطواف الجميل وبورك الأخوة الذين أثروا الموضوع ... وأظن أنه هناك أيضاً لفظ المفرد يراد به الجمع والله أعلم كما في المثال الأخير والمعذرة ان كنت استبقت "الأحداث".
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 03:11 ص]ـ
أكرمك الله أستاذنا أحمد الغنام
مشاركتكم دائما أحتفي بها
دمت موفقا
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[26 - 10 - 2007, 07:24 م]ـ
لا شك أن القرآن معجز ومن أوضح وجوه إعجازه الإعجاز البلاغي
وهذه وقفة بلاغية - بعد أن ذكرنا أن إطلاق لفظ المفرد مع إرادة الجمع هو أحد الأساليب اللغوية التى استعملها القرآن -
وهذه الوقفة مع أول مثال ورد في كلام صاحب أضواء البيان
قوله تعالى {إِنَّ المتقين فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ}
وإليكم هذا التوجيه الرائع للرازي
" المسألة الثانية: وحد النهر مع جمع الجنات وجمع الأنهار في كثير من المواضع كما في قوله تعالى: {تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} [البقرة: 25] إلى غيره من المواضع فما الحكمة فيه؟
نقول: أما على الجواب الأول فنقول: لما بين أن معنى في نهر في خلال فلم يكن للسامع حاجة إلى سماع الأنهار، لعلمه بأن النهر الواحد لا يكون له خلال. وأما في قوله تعالى: {تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} فلو لم يجمع الأنهار لجاز أن يفهم أن في الجنات كلها نهراً واحداً كما في الدنيا فقد يكون نهر واحد ممتد جار في جنات كثيرة
وأما على الثاني فنقول: الإنسان يكون في جنات لأنا بينا أن الجمع في جنات إشارة إلى سعتها وكثرة أشجارها وتنوعها والتوحيد عندما قال: {مَّثَلُ الجنة} [محمد: 15] وقال: {إِنَّ الله اشترى مِنَ المؤمنين أَنفُسَهُمْ وأموالهم بِأَنَّ لَهُمُ الجنة} [التوبة: 111] لاتصال أشجارها ولعدم وقوع القيعان الخربة بينها، وإذا علمت هذا فالإنسان في الدنيا إذا كان في بيت في دار وتلك الدار في محلة، وتلك المحلة في مدينة، يقال إنه في بلدة كذا، وأما القرب فإذا كان الإنسان في الدنيا بين نهرين بحيث يكون قربه منهما على السواء يقال إنه جالس عند نهرين، فإذا قرب من أحدهما يقال من عند أحد نهرين دون الآخر، لكن في دار الدنيا لا يمكن أن يكون عند ثلاثة أنهار وإنما يمكن أن يكون عند نهرين، والثالث منه أبعد من النهرين، فهو في الحقيقة ليس يكون في زمان واحد عند أنهار والله تعالى يذكر أمر الآخرة على ما نفهمه في الدنيا، فقال: عند نهر لما بينا أن قوله: {وَنَهَرٍ} وإن كان يقتضي في نهر لكن ذلك للمجاورة كما في تقلدت سيفاً ورمحاً، وأما قوله: {تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار} فحقيقته مفهومة عندنا لأن الجنة الواحدة قد يجري فيها أنهار كثيرة أكثر من ثلاثة وأربعة، فهذا ما فيه مع أن أواخر الآيات يحسن فيها التوحيد دون الجمع
ويحتمل أن يقال و {نهر} التنكير للتعظيم."
أتمنى أن تشاركوني في ذكر التوجيهات البلاغية لهذه الظاهرة في بقية الأمثلة التي أوردها الشنقيطي في أضواء البيان
دمت موفقين
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 03:08 ص]ـ
التوجيه البلاغي للمثال الثاني
قوله تعالى (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
وإليكم هذا النص من تفسير أبي السعود
" (واجعلنا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً) أي اجعلنا بحيثُ يقتدون بنا في إقامة مراسم الدِّين بإفاضة العلم والتَّوفيقِ للعمل.
وتوحيدُه للدِّلالة على الجنس وعدم الالتباس كقوله تعالى: {ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} أو لأنَّ المرادَ واجعلْ كلَّ واحدٍ مَّنا إماماً أو لأنَّهم كنفس واحدةٍ لاتِّحاد طريقتهم واتِّفاق كلمتِهم كذا قالُوا. وأنت خبيرٌ بأن مدارَ الكلِّ صدورُ هذا الدُّعاء إما عن الكلِّ بطريق المعيَّةِ وأنَّه محالٌ لاستحالة اجتماعِهم في عصرٍ واحدٍ فما ظنُّك باجتماعهم في مجلسٍ واحدٍ واتِّفاقِهم على كلمةٍ واحدةَ وإما عن كلَّ واحدٍ بطريق تشريك غيره في استدعاءِ الإمامةِ وأنَّه ليس بثابتٍ جَزْماً بل الظَّاهرُ صدورُه عنهم بطريقِ الانفرادِ وأنَّ عبارةَ كلِّ واحدٍ منهم عند الدُّعاء واجعلني للمتَّقين إماماً خلا أنه حُكيت عباراتُ الكلِّ بصيغة المتكلِّم مع الغيرِ للقصدِ إلى الإنجاز على طريقة قوله تعالى: {يأَيُّهَا الرسل كُلُواْ مِنَ الطيبات واعملوا صالحا} وأُبقي إماماً على حاله، وقيل: الإمام جمع
¥