تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بت بتر تر: أمام هذه التركيبة من المصادر نكون نحن في مشكل السؤال ما هو الجذر وما هو الحرف المضاف، في بتر يوجد الجذر بت ألذي يشبه بقيمته جذر تر بالمعنى العام فصل، فما هو الجذر الأصل؟ هذا يتكرر مرات مع بعض المصادر. في الإعتقاد أن معنى بتر يقرب أكثر من تر منه إلى بت أي تر يكون الجذر المحتمل والباء هي المضاف، وفي المصدر شطر يدعم قيمة تر في بتر، أو أن جذر تر قد تخصص بالدمج للتأكيد مع الجذور ألتي تشبهه كما في المصدر شطر المركب من شتت أو شتَ (فرق) مع تر والتضخيم، أو هو راء التأرير للإستمرارية مع الجذر بت و شتت وليس مع تر من الراء التي تخص الأرض نفسها من عائلة غور و جور الأرض. والأرجحية تذهب إلى أن حرف التاء ألتي بقت ثابتة في الوسط هي أساس الجذر وأن الباء والراء من المُضافات، وهذه التاء كانت سين في جذر أس = حد كلاهما يشبها الأساسات في (خطوط = حدود) والإبدالات أتت فيما بعد في قـ/ص و بـ/ت وشـ/تَ=حـ/دَ وثم أضيف لها ر التأريرألتي تعطي شطر قصر وبتر ولكن يبقى السؤال مفتوح. وفيها المركب الجذري فت فتر وفطر وقت قطر. هذا المثال يعطينا فكرة أن جميع لغات الإنسان قد تأسست في بدايتها من حروف العلة أولا ثم الصوتية الحسية التي بصيرورتها ناتجة عن حروف العلة أقدم من اللفظية وقابلة للتطور عكس اللفظية و أتت أخيرا الحروف اللفظية، هذا التطور صاحبه تكيفات في فسلجة الجهاز النطقي من الشفاه الى الحنجرة بتوازي مع تطور تلافيف الدماغ وحجم وشكل الجمجمة.

تمرين في طريقة التأصيل: نأخذ المثال للمصدر عمق ونفصل أولا ع لأنها صوت مضاف حديثا (لا يوجد جذر مرادف لـ عام يعطي قيمة عمق)، ثم نأخذ مقَ تعني أرض بعيدة الأطراف وتمققَ يعني طال وأبتعد في الفصحى، ونرفع ميم الوصل عن القاف، والقاف لوحدها لا يمكن أن تشكل جذرا عدا مع حرف علة كـ (آ) فيصبح لدينا الجذر الأساس المفترض (قا) = قاع بعد التضخيم مع المضمون عمق، ثم نضعه في إحدى التنوينات في ر مثلا فيصبح لدينا قعر أو في التشديد د في قاعـ/د من قَعَدَ = على القاع ينشد الجسد. ولأجل تثبيته في حال التأكيد نبحث عن أمثاله ومرادفاته في لغات ولهجات المنطقة القديمة كالأكدية والسومرية والمصرية الخ. فمثلا في السومرية كا أو كي تعني أرض، و ( gar) في السومرية مثلها لفظاً ومعناً في العربية قر وأستقر في مكان، أصلها من ( ga) بيت أو مقر أو فعل أقر. وهذا يدل أن اللغة السومرية عرفت التأرير كالعربية في إحدى مراحلها القديمة. وفي المصرية (قئو) = الإرتفاع، وهو مشهود في جميع اللهجات العربية القديمة الأخرى. نستطيع اليوم أن نشرك أصل اللغات الهنداوربية إلى منطقتنا حسب البحوث الحديثة لعالم الآثار البريطاني الكبير كولن رنفرو ( Colin Renfrew) ألذي توصل من خلال بحثه إلى حقيقة الموطن الأصلي للأقوام الهنداوربية حيث حددها بحثه في جنوب غرب تركيا في الحدود المشتركة مع الهلال الخصيب وموطن العرب، ويرجعه إلى تاريخ ما بين 9 و 10 الاف عام قبل الحاضر وهو التاريخ ألذي شرع فيه هذا الشعب ولأسباب البحث عن اراضي زراعية جديدة بالهجرة إلى ألشرق نحو أوكرانيا وإلى الغرب نحو البلقان واليونان. وفي المصطلح قاع نجده في الإغريقية القديمة ( gea) أي الأرض أو القاع ألتي تتصدر في كلمة جُغرافية. أن جذور اللغات الهنداوربية كفي الإغريقية واللآتينية والسنسكريتية عرفت كذلك التأرير والتمييم والتنوين والتأليل بنهايتها، وبعض حروفها الجارة تتطابق مع العربي والمصري والسومري في المعنى واللفظ، كذلك التطابق في الضمائر البدائية وأسماء الإشارة وأدوات التعريف وأسماء الظواهر والأشياء الطبيعية البدائية وكثير من الجذور القديمة الخ. كل ذلك سيكون في بحث آجل. في التأصيل والتأثيل بين هذه اللغات المتباعدة في السلم الزمني يجب أن يكون قائم في أقرب تقدير على الجذر الثنائي الأحرف وإلا سنقع في أحكام مُتعجلة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير