تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أن خاصية الدمج في المصدر الثلاثي المُعتمدة عند العرب الأوائل تختلف عن باقي اللغات القائمة في مصادرها على القص واللصق القياسي بحروف الجر كما في اللغات الاوربية مثلا ألتي أصبحت هجائية فيما بعد. لقد تميزت اللغة العربية بدمج الأصوات الطبيعية ألتي تتحسسها الغريزة ولأنها مكثت طويلا في بيئتها وبعد تطوير ذاتها بنفسها تراكمت وتسلسلت وتناسقت الاصوات مبتدئة من الحرف الأولي = متراكم تراكم ركم رك اكَ كا آ. والميزة الثانية أن الجذر يتأرجح بين الأصوات ولم تتغير قيمته، في قص قصر قصل قصم نقص أو ضم ضمر ضمن نضم. لا نستطيع كليا هنا أن نطلق المصطلح (دمج) بين الحروف بالمعنى ألذي يفسره باحثي علوم اللغات الاوربية. ولكن في العربية من الممكن إبدال المصطلح دمج أو لصق بـ (تناغم) الحروف والأصوات. في الجذر رد من الراء الجارية يصدها دال الشد والصد فيردها على أعقابها. هذا التناغم الصوتي البديع في المعنى والمفهوم في حال (الدمج) يذهب بالمصدر لأبعد حدوده في الصور والمعاني الطبيعية. ونجد في الجذر الواحد ألتي تتألف عنه مجموعة مصادر تُبقي مضمونها الأصلي ولكن كل مجموعة فيها أصوات متدرجة في سلمها، إذا تغير احدهم درجة طفيفة يستجيب المعنى له بنفس الكم والدرجة الصوتية (سوى و زوى و وازى: لقد إزداد الصوت سين بدرجة حرارية واحدة إلى زاء ليتغير فيه معنى التساوي على خط واحد ممدود إلى إرتفاع الخط من جانب واحد فوق السطح ليكون زاوية، وإذا ابتدأت الواو الجذر إرتفع الخط من الجانبين ثم أصبح في توازي خطين الواحد فوق الآخر ومتماثلين في الإمتداد) والأمثلة لا تعد ولا تحصى، وفي المجموعتين من الجذر سا = ساه و تاه - زاه و زاغ نلاحظ جيدا التمايز الدقيق في الأصوات ألتي تنوع المعنى في درجات شُعيرية متناهية الصغر يتناسب معها معنى الجذر، أنه زرياب يوزن ويعزف مع الخوارزمي يحسب.

أن المصدر الثلاثي الأحرف هو عبارة عن جملة كاملة مركبة من ثلاث كلمات في حروف وكل حرف له وظيفة معينة يجسد العملية بالتوالي في ثلاث أبعاد. المثال المصدر بَسمَ = فاه + حس + صم في إكتمال الأبتسامة. لا توجد لغة تحترم بالمثقال إستعمال الأصوات الطبيعية وتنسيقها في داخل المصدر كالعربية. فالتعبير الإنساني في الصوت الغريزي الطبيعي لهذه العملية تلخصَ في بَسمة وربما لا يمكن أن يكون غيره. أن معاني المصادر العربية تكمن في أصواتها الطبيعية ألتي جسمت المصدر في ثلاث أبعاد هندسيه متناسقة مع بعضها في الصوت (الحس) الصورة (الشكل) والحركة، وفوق كل الأعتبارات القومية أن هذه اللغة بمصدرها الثلاثي هي لغة إنسانية ونتاج طبيعي لا تعتمد على اللصق والدمج القياسي كما هو معروف في سائر اللغات.

في الماضي ليس بالبعيد وفي حاضرنا يحاول المصدر الثلاثي أن يكيف ويطور ذاته في محيطه بزيادة حرفية جديدة ويتجه نحو دمج قياسي وليس تناغمي والأمر لن يكون سهلا كالعود ألذي أُضيف إليه الوتر السادس، لأنه يحتاج إلى نقلة حضارية وثقافية مهمة تواكبه في الكم والنوع. عندنا المثال قـ/شعر من الإفتراض شعر أو شعور مع حرف القاف الآتية ربما من الجذر قف لتعطي المعنى في وقف الشعر وتقشعر الجلد أو اللإحتمال بأضافة القاف إلى المصدر- جذر شَعَرَ للتضخيم. هكذا ترتيبة من المصادر الرباعية سوف لن تفرض نفسها في المستقبل ولكن ربما المصدر نفسه سوف يتطور من أحد اوزان المصدر فَعَلَ أو من وزن جديد آخر ليصبح بالتصريف القياسي منهجا لتصدير المصادر الرباعية والخماسية في المستقبل البعيد حتى يتكيف مع المصطلحات العلمية والقياسية المعاصرة.

ـ[نائل عبد العزيز]ــــــــ[28 - 10 - 2010, 05:06 م]ـ

فرضية تواريخ اللغة العربية وقدمها.

نحن نعرف أن وقت ظهور الفينيقيين في بلاد الشام يعود إلى قبل 3500 عام تقريبا أي أن وجودهم في الشام قد سبق هذا التاريخ بكثير. ولكن عندما يستمع أحدهم لقصيدة باللهجة الفينيقية سيظنها لشاعر عربي كتبها بالدارجة اللبنانية أو التونسية أو كلاهما مع بعض الفروق ألتي لا تذكر. فاءذا كان الإنسلاخ بين الفينيقيين والعرب قد تم قبل حوالي 4000 عام ولم تحدث تلك الفروق المهمة بينهما كالتي حدثت مع الأكدية، فمتى إذن تم انسلاخ الأكديين عن حاضنتهم الأم الجزيرة العربية ولا نقصد تاريخ ظهورهم في وادي الرافدين؟ أليس هم اقدم في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير