ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2007, 12:41 م]ـ
ينبئنا التاريخ وحياتنا المعاصرة أن بعض الأدباء يتجاوزون حدود الأدب في خصوماتهم مع أقرانهم.
ولكن ذلك ليس إلا وجهاً من وجوه الصورة، ففي وجهها الآخر نجد أدباً عالي المستوى في الحوار والخصومة، وعفة في القول والتعبير.
والذي يقرأ كتاب " جمع الجواهر" للحصري يجد مساجلة جرت بين عبد الله بن المعتز العباسي ومحمد بن القاسم المعروف بابن الأنباري وكانت حول" رواية الشعر الماجن" ومن العصر الحديث نقطف هذه المساجلة بين بين الزهاوي والرصافي
يقول الرصافي: إني لا أفهم كثيراً من رباعيات الزهاوي التي يدعي أنها فلسفة.
يقول الزهاوي: إني أول من نظم الشعر القصصي في العراق، أو في الوطن العربي، وتعلم الرصافي الطريقة مني.
يقول الرصافي: لا نجد صفة من صفات الفلاسفة عند الزهاوي ولا نعرف ما هي فلسفته التي أرهقنا بذكرها؟
يقول الزهاوي: معروف صديقي وهو فرحتي لأني علمته الشعر وفقهته في الاجتماعيات." ومما يستحسن ذكره بهذه المناسبة أن الرصافي علق على رباعية الزهاوي التي جاء فيها":
أكثر الترب عظام = من ضلوع وصدور
سحقتها أرجل الدهر= وأقدام العصور
علق عليه قائلاً: غفر الله لأبي العلاء فقد سطا على معاني الزهاوي عندما نظم قصيدته:
خفف الوطء ما أظن أديم= الأرض إلاَّ من هذه الأجساد
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[19 - 06 - 2007, 12:59 م]ـ
سلمت يمينك أيها الفاضل
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2007, 01:17 م]ـ
أحسنت أخي الحبيب، يبدو أن حكايات الأصمعي ستكون بيني وبينك، نرجو من الإخوة الأكارم مشاركتنا حتى يكون التفاعل أكثر وتعم الفائدة.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 06 - 2007, 02:09 م]ـ
عن الأصمعي انه قال:
لو علمت ان الناس سيزهدون عن طرائفي التي فيها الترويح عنهم لما تكلفت عناء جمعها لكم، فأين أنتم ياأهل الفصيح لكي لانسعد صاحبنا أسعدكم الله .....
ـ[فارس]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 11:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الأسد]ــــــــ[21 - 06 - 2007, 07:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي أعضاء الفصيح الأعزاء أود أن نتواصل سويا في هذه الصفحة حول النوادر والطرائف والملح التي يزخر بها تراثنا العربي , وتتميز بالحلاوة وروح الدعابة , فهي تضفي على النفس الراحة والسرور والأدب اللطيف والهادف دون سخرية أو استهزاء.
والنوادر مختلفة ومتنوعة فهناك نصيب للخلفاء والأمراء والوزراء , وهناك نصيب للنحاة والأدباء , وهناك نوادرللنساء , وأخرى للأعراب والحمقى والمغفلين ونحو ذلك.
وسأبدأ معكم بعرض مافي جعبتي الآن من نوادر متنوعة , ونحن في انتظار مشاركاتكم معنا , وتقبلوا تحياتي!!
ـ[الأسد]ــــــــ[21 - 06 - 2007, 07:16 م]ـ
من نوادر النحاة:
قال رجل لسعيد بن عبد الملك الكاتب: تأمر بشيئاً؟
قال: نعم , بتقوى الله , وبإسقاط ألف شيء!
وسأل بعض الأعراب آخرا عن اسمه , فقال: بحر , قال: ابن من؟
قال: ابن فياض. قال: ما كنيتك؟ فقال: أبو الندى , فقال: لاينبغي لأحد لقاؤك إلا في زورق!
ومن نوادر الأعراب:
سُرق من أعرابي حمار , فقيل له: أسرق حمارك؟ قال: نعم , وأحمد الله فقيل له: على ماذا تحمده؟ قال: كيف لم أكن عليه!
وكان أحد الحمقى يسوق عشرة حمير , فركب واحدا منها وعدها , فإذا هي تسعة حمير , فنزل وعدها فإذا هي عشرة , فقال: أمشي وأربح حمارا خير من أن أركب وأخسر حمارا , فمشى حتى كاد أن يتلف إلى أن بلغ قريته.
ومن نوادر النساء:
قيل: إن إمرأة عجوزا مرضت فأتاها ابنها بطبيب , فرآها الطبيب متزينة بأثواب مصبوغة , فعرف ما بها , فقال الطبيب: ما أحوجها إلى زوج! فقال الابن: وما حاجة العجائز للأزواج! فقالت الأم العجوز: ويحك , الطبيب أعلم منك على كل حال.
نظر رجل إلى امرأته وهي صاعدة في السلم فقال لها: أنتِ طالق إن صعدت , وطالق إن نزلت , وطالق إن وقفت. فرمت نفسها إلى الأرض فقال لها: فداك ِ أبي وأمي , إن مات الإمام مالك احتاج إليك أهل المدينة في أحكامهم.
تزوج جحا امرأة حولاء ترى الشيء شيئين , فلما أراد الغداء أتى برغيفين , فرأتهما أربعة , ثم أتى بالإناء فوضعه أمامها , فقالت له: ما تصنع بإنائين وأربعة أرغفة؟ يكفي إناء واحد ورغيفان , ففرح جحا وقال: يالها من نعمة! وجلس يأكل معها , فرمته بالإناء بما فيه من الطعام وقالت له: هل أنا فاجرة حتى تأتي برجل آخر معك لينظر إلي؟ فقال جحا: ياحبيبتي , أبصري كل شيء اثنين إلا زوجك!
ـ[أبو ذؤيب الهذلي]ــــــــ[21 - 06 - 2007, 10:47 م]ـ
وهذه طرفة ..
قال الأصمعي: حضر أعرابي عند الحجاج .. فقدم إليه فالوذج فلما أكل الأعرابي منه لقمة ,قال الحجاج من أكل هذا ضربت عنقه.
فامتنع الناس, فجعل الأعرابي ينظر إلى الحجاج مرة وإلى الطعام مرة, ثم قال:أوصيك ايها الأمير بالصبية خيراً! وابتدأ يأكل.
فضحك الحجاج حتى استلقى على ظهره, وامر له بجائزة.
(ابن عاصم: حدائق الأزهار صـ247)
¥