تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الشعر الرباعي (ويسمى ترانا أيضا) هو أقدم صور الشعر التي ابتدعها الفرس (براون، ج1، ص 472 - 3). وقد اشتق هذا النوع مما لا يقل عن أربعة وعشرين نوعا من بحر الهزج، ولعل هذا النوع هو المعروف أكثر لدي الغربيين. وفقدت القصيدة قدرا كبيرا من أهميتها في فترة مبكرة من عصور الأدب الفارسي، وأصبحت قصيدة اصطناعية، أو متكلفة أكثر وأكثر عند شعراء مثل خاقاني

(ت 582 هـ/ 1185م). تشبه هذه القصيدة مثالها الأصلي العربي من حيث الشكل والموضوع، باستثناء فكرة أن القصيدة أصبحت على أيدي الفرس – بصورة أكثر – مديحا لنصير الشاعر والمدافع عنه. ونال شعر الغزل شهرة أكثر على أيدي شعراء الفرس، واكتسب شكلا جميلا يشبه السوناتا، وهو من النموذج المقفى نفسه ولكنه أقصر، إذ يتألف من خمسة إلى خمسة عشر بيتا. ونجد في الأبيات الاستهلالية فقط من تلك القصائد اتفاق شطري البيت في القافية.

وهناك نوعان من قصيدة القرار: ترجيع باند وتركيب باند هما اكتشاف فارسي يتألف الأول منهما من خمسة إلى عشرة أبيات تختلف من حيث القافية عن طريق قرار (الواسطة) في البحر نفسه. ولو اختلف القرار في كل مرحلة يقع فيها تسمى القصيدة عندئذ تركيب باند. ومن الأنواع المختلفة للقصيدة المتعددة التي فيها قوافٍ داخلية، والمدرجة تحت المصطلح العام الذي يحمل اسم (المسمّط)، فإن (المستزاد) يستحق هنا ذكرا خاصا. فهو عبارة عن قصيدة يكون فيها كل شطر ثان متبوعا ببيت موزون قصير، له علاقة ما بمعنى الشطر الأول دون تبديله. وترد الأبيات على قافية واحدة عبر القصيدة كلها. وللفرس فضل وضع ثلاثة بحور جديدة هي: الجديد، والقريب، والمشاكل، وكلها بحور نادرة الاستخدام.

إن تبني الأتراك لنظام الأوزان الفارسية- العربية وصلهم عن طريق إعجابهم الأصيل بالآداب الفارسية، وعن طريق الشبه الذي تظهره الطريقة التركية القديمة في نظم الشعر (بَرْمَق حِسابي) لأوزان العروض. فمثلا، شكل

الـ"قَتَغوا بليك" الذي أُلِّف في سنة 462 هـ / 1096 م قد تم وفق وزن لم يكن مختلفا عن (المتقارب). وكذلك فإن وزن "توبوق" عند التركمان كان شبيها بالرباعي. وقد نعم النظام الأصلي القديم، وأنظمة العروض بوجود متواز حتى حل الثاني محل الأول في القرن الخامس عشر الميلادي. ويكمن الفرق الرئيس بن الشكلين في أن (البرمق حسابي) لا تبنى الأبيات على (مبدأ) الكمية، ولكن تبنى على عدد المقاطع، وعلى الطرقة في المقطع.

استمر النظام القديم فقط في الشعر الشعبي في الأناضول، ومن أبرز أمثلته: التركو، والشرقي، والمَعْني. وفي القرن السابع عشر بدأت نهضة في نظام العروض القديم على أيدي شعراء مثل قَرَجَغيان، وخلال القرن الفائت (يعني القرن التاسع عشر) قاد تنامي الشعور القومي إلى انتصار النظام التركي. فأصبح النظام العروضي الآن غريبا؛ وهو نظام يحاول استعادته عدد قليل من المحافظين، أو الشعراء التقليديين الجدد. ولعل أكثر الاكتشافات التي ابتدعها الأتراك في مجال العروض أهميةً هو اكتشاف اصطناعي إلى حد ما على الرغم من كونه مهماً.

وبالطبع، فإنه لا يوجد في الألفاظ التركية الأصلية مقاطع طويلة، بيد أن الحروف الفارسية – العربية الممدودة تستخدم بوصفها علامات أو حركات حروف. وتعد هذه الحركات، حسب الضرورة الشعرية، مقاطع طويلة حيث يكون الوزن في حاجة لذلك.

إن الأوزان المستخدمة في اللغتين التركية والفارسية أقل بكثير من تلك المستخدمة في العربية. فوجود بعض البحور الأكثر انتشارا مثل بحور: الطويل، والبسيط، والوافر، والكامل، والمديد، نادر وقليل في تينك اللغتين. وللحصول على معلومات مفصلة عن أكثر البحور استخداما يمكن للقارئ أن ينظر في المراجع التالية:

- هـ. بلوخمان H. Blochmann ، النظام العروضي عند الفرس وفقا لسيفي Saifi وجامي Jami ، وكتاب آخرين، كلكتا، 1872م.

- روكيرت بيترش Ruckert- Pertch ، النحو والشعر والبلاغة عند الفرس، غوتا Gotha 1874 م.

المراجع:

- براون Browne ، جزء 11، ص 22.

- جب، الشعر العثماني، 1، الفصلان 3، 4.

- أي. إي. آروز (بقلم فؤاد غبرولو).

(ج. ميرديث ـ أونز).

الببليوغرافيا (ثبت المراجع)

(المراجع المذكورة هنا هي تلك التي لم يرد ذكرها في أثناء الموضوع)

المصادر العربية:

- ابن خلكان، ترجمة دي سلان ( de Slane)، ج2، ص 578.

- المسعودي، طبعة باريس، ج7، ص 88؛ ج8، ص 92.

- تاج العروس، ج1، ص 134.

- الحريري، طبعة ساسي، ص 451.

- الجاحظ، البيان، القاهرة، 1932 - 1 ص 129.

مؤلفات في علم العروض:

- محمد بن أبي شنب، تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب، الجزائر، 1906 م، الطبعة الثالثة، باريس 1954 م.

- محمد بن براهم، العروض العربي، باريس، 1907 م.

- ج. و. فريتاج G. W. Freytag ، بون، 1830 م، وقد ضُمّ كتابه هذا إلى كتب النحو العربي التي ألفها كل من: ساسي Sasy ، وبالمر Palmer ، ورايت Wright ، وفيرنير Vernier ، وآخرين.

علماء أوربيون:

- هـ. إيوالد H. Ewald ، العروض العربي، ج2، برونشويغ، 1825 م.

- هـ. إيوالد H. Ewald ، النحو والنقد في اللغة العربية، ج2، ص ص 323 – 343، لايبزيغ، 1833 م.

- سان جويار St. Guyard ، نظرية جديدة في العروض العربي، ضمن المجلة الآسيوية، السلسلة السابعة، ج7، ص 413 وما بعدها؛ ج8،

ص 101 وما بعدها؛ ص 285 وما بعدها؛ ج10، ص 97 وما بعدها.

- م. هارتمان M. Hartmann ، أوزان الشعر وإيقاعاته، Glessen ، 1986 م. وله كتاب آخر صدر في جنيف Geneva ، 1894 م.

- ق. هولشير G. Haelcher ، العروض العربي، صدر في مجلة المستشرقين الألمان ZDMG ، 74 ، 1920 م، ص 93 وما بعدها.

- ر. برونزفيج R. Brunschwig ، النظم العربي التقليدي، الجزائر، 1937 م (ضمن المجلة الإفريقية، العدد 3/ 372).

- براون Browne ، ج2، 22 ف ف.

- جيب Gibb ، الشعر العثماني، ج1، الفصلان الثالث والرابع.

- العروض لـ: م فؤاد كوبرولو.

(ق. ميريديث – أوينز).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير