ـ[أبو سارة]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 07:25 م]ـ
ياطالب المناقشة العلمية الجادة
أنت في جادة والمناقشة العلمية في جادة!
و نبرة هذا الغضب الأهوج
وهذا الأسلوب الأرعن
ثم تحلف وتحمد الله أنك لم تحنث!
وتقول: أعترف أني تسرعت في تحديك بالإتيان بناقد واحد يفضل الأخطل أو أبا تمام على المتنبي فقد غاب عن ذهني تماما أعداء المتنبي الكثيرين خاصة من معاصريه والحمد لله أنك لم تستشهد بأحد منهم!!
تحدي؟
على ماذا؟
هل تظن الأمر يستوجب ذلك؟
الأمر المهم في نظري، لاتكن يمينك رخيصة إلى هذه الدرجة،فاليمين يترتب عليها أمر شرعي،فلا تزج بها في أمر أنت في غنى عنه ولك عنه مخرج، ومهما حاولت أن تلبس أسلوبك المبتذل في النقاش والطرح ثوب دعوى المناقشة العلمية الجادة، إلا أنه عار لايستره ساتر،والدليل هو أنك فتحت أكثر من باب ولم تحدد ما تريد الحديث عنه، تتحدث عن المتنبي وكأنه نبي مرسل أو ملك مقرب،وماهو إلا كما أسلفت لك،ثم أراك انتقلت إلى شخصي لتتهمني بتهم أنا من أشد المحذرين عنها،ولن أقول سامحك الله، بل سأقول عاملك الله بما تستحق0
قلتُ في بداية مداخلتي:أما شعره، فهو شعر الشاعر المحكم المتمكن وبه قيل للمتنبي: شاغل الناس 0
وكان كلامي عن شخصه وخسة نفسه التي يرتقها بشعره،لاشعره0
ولحظت عليك أنك لم تفرق بين الأمرين، وكم كنت أتمنى أن يكون اعتراضك خال من التعصب أو الانتصار لرأيك ومقابلة الرأي الآخر بهذه الغلظة والفظاظة وخشونة القول التي تدهن به كلماتك التي لاتسمن ولا تقود إلى فائدة ولا توصل إلى نتيجة،وكنت أتمنى أن يكون هدفك نشر المعلومة وتبيين الحق وتنبيه الغافل وتصحيح الخطأ، لأن هذا هو المطلوب وقد نستفيد منه جميعا، لكني لا ألمس بمداخلاتك غير الكلام المبتذل،واعلم يا أخي أن هذا الأسلوب بالمخاطبة يزهد بالحق الذي تمتلكه ويوهن الحجة التي تحتج بها 0
أضف إلى هذا أنك تتحدث عن المتنبي وكأنه معصوم وغيره مذموم في شيء من شعره أو شخصه أو تاريخه، وكأن العرب ليس بهم غيره من الشعراء،ولكن دون ذلك خرط القتاد 0
المسألة مسألة ذائقة،وأذواق الناس تختلف من شخص إلى آخر، ولا نعنف مخالف لمجرد المخالفة، وكل له رأي 0
هل تعلم لماذا قلت لك أنك بعيد عن جادة النقاش العلمي؟
الجواب: لأنك متعصب للمتنبي بل مفرط بهذا التعصب، وحقيقة التعصب هو أن الشخص يرى أنه قبض على الحقيقة النهائية التي تمنحه الحق بأن يلزم غيره بإتباعه فيما يقول أو يعتقد، وهذا (تركيب عقلي آحادي)،وهو مسلك فاسد بعيد عن جادة النقاش العلمي من كل وجه، انظر إلى تلمسك عذر لابن عقيل حفظه الله حيث قلتَ: ولعل قوله نبرة انفعال ساقته إليها الكتابة المقالية!
أقول: هذا نبأ يحتاج إلى نبي،فمن أين تنبأت بهذا النبأ؟
بل أين العقل من هذا؟
وبما أنك من المعجبين بالمتنبي، فأنت تعلم أن كثير من الناس و العلماء والأدباء لاينظرون إلى المتنبي بالنظرة التي تنظره إليه بها، فهل تسفه هؤلاء العلماء لأن المتنبي لايعجبهم؟
هناك من صنف بهذا الأمر تصانيف، لكنه لايلزمنا بأن نأخذ قوله، وبنفس الوقت لايحق لنا تسفيه رأيه، فهاهو الذهبي قال عن المتنبي: وليس في العالم أحد أشعر منه أبداً وأمَّا مثله فقليل، في حين نجده ترجم للحاتمي بقوله:إمام اللغة والأدب أبو علي محمد بن الحسين بن المظفر البغدادي الكاتب.
أخذ عن أبي عمر الزاهد وجماعة.
وله الرسالة الحاتمية فيها ما جرى بينه وبين المتنبي من إظهار سرقاته وعيوب شعره وحمقه وتيهه فذكر أنه ذهب إليه وتحامق عليه ثم قال: ما خبرك فقلت: بخير لولا ما جنيته على نفسي من قصدك ووسمت به قدري من ميسم الذل بزيارتك يا هذا أبن لي مم تيهك وخيلاؤك؟ وما أوجب ذلك؟ أها هنا نسب علقت بأذياله أو سلطان تسلطت بعزة أو علم يشار إليك به؟ فلو قدرت نفسك بقدرها لما عدوت أن تكون شاعراً مكتسباً فامتقع لونه ولان في الاعتذار وكرر الأيمان أنه لم يثبتني ولا اعتمد التقصير بي وذكر فصلاً طويلاً في المعنى وناظره في الشعر.
رحم الله الذهبي ما أنصفه،ويحضرني أنه وصف الجاحظ بأنه: شيخ المعتزلة أو خطيب المعتزلة، وربما وصفه بقوله: سبحان من أضله على علم!
قال ابن خلدون في مقدمته:
¥