تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم أخص بالتحية والتقدير أستاذنا الفاضل الأديب الأريب ذو القرنين، وأهمس في أذنه: (يعجبني فهمك ووعيك). كما أشكر الإخوة الكرام: معاوية والطائي والسراج وبديع الزمان وأسيرة الكلمة والمستبدة .. أشكر الجميع .. أشكرهم على إثرائهم هذا الموضوع، وأحمد لهم شَغلهم لأنفسهم بالعلم والأدب في وقت انشغل فيه غيرهم بسفاسف الأمور ومنحطها.

كما أتوجه بالشكر والتقدير لمشرفنا الأستاذ الفاضل أبي سارة، واهمس في أذنه وأذن الأخ العزيز ذو القرنين بـ (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية) كما يقولون.

ثم ليسمح لي أخي أبو سارة بهذا الحوار:

بما أنك يا أستاذي قد اعترفت لأبي الطيب - والحمد لله - بالشاعرية، فسأقصر الكلام على شخص المتنبي وأخلاقه .... ا لخ.

حقيقة أنا أتعجب من هذا التحامل الشديد، والبغض العنيف الذي تكنه لشخص هذا الشاعر (الذي ملأ الدنيا وشغل الناس) وأظنه شغلك معهم، و لعلي أجيب نفسي فأقول: لا عجب فقد قالوا اختلاف الناس في إنسان دليل على عظمته.

أمر آخر يجب أن تعرفه وهو أن أي شخص له أعداء وحساد كثيرون؛ شأن أبي الطيب، يجب ألا يؤخذ القدح فيه على أنه قضية مسلّمة، بل يجب أن يوضع في ميزان النقد العلمي حتى يتبين الحق من الباطل والصدق من الكذب.

الأستاذ أبو سارة يكثر من وصف المتنبي بالخسة واللؤم ووو .. الخ، فيا أستاذنا - سواء كنت ناقلا لهذه الأوصاف أو منشئها - أقول لك ما ضابطها عندك؟ وعلى أي أساس تطلقها؟ ثم .. هل المتنبي يستحقها حقا؟ لقد عرف عن المتنبي أنه كان متنزها عن رذائل الأخلاق التي شاعت في عصره كشرب الخمر، والزنا واللواط وغيرها، حتى إن أعدائه على كثرتهم لم يجرؤ أحد منهم على وصفه بذلك، وانظر إن شئت كتاب الصبح المنبي للبديعي. هذه واحدة، هل تكفيك؟ فخذ الأخرى:

في الوقت الذي كان فيه كثير من شعراء العصر الذي عاش فيه المتنبي يضيعون أوقاتهم في مجالس اللهو والطرب وو، كان المتنبي إذا خرج من مجلس سيف الدولة - وكان مجلس علم كما هو معروف - يرجع إلى بيته فيوقَد له السراج فيجلس للقراءة حتى يطلع الفجر. فهل تغضبك هذه؟

أما اتهامك المتنبي بالتسول فلم يرمه بها أحد قبلك - فيما اعلم - ويلزمك إذ رميت المتنبي بها أن ترمي بها تسعة أعشار الشعراء العرب فكلهم حينئذ - عندك - متسولون شحاذون.

وقد قلت لك سابقا: إن الذي يطلبه الملوك والوزراء والكبراء، ويغرونه بشتى المغريات لينزل عندهم ويمدحهم؛ فيترفع عن ذلك، لا يمكن أن يكون متسولا طامعا جامعا للمال فحسب.

وبعد. سأكتفي بما كتبت اليوم على أمل أن أعاود الكتابة في وقت آخر أرجو ألا يطول، وأكرر طلبي من الأخ أبي سارة ومن الإخوة الكرام أن يقرؤا كتاب المتنبي للعلامة محمود شاكر فإن فيه ما يشفي ويكفي لمن تجرد للحق وترك التعصب للرأي، والحكمة ضالة المؤمن. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[ابن يعيش]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 04:39 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

بادئ ذي بدء أشكر خزانة الأدب على طرح هذا الموضوع الشيق الذي كان بطله الشاعر الفذ أبا الطيب المتنبي، ها هو الخلاف حول المتنبي يتجدد، نعم يتجدد؛ لأن الحديث عن المتنبي و شعره قديم بدأ منذ حياته و لا زال، و في رأيي لن ينقطع لماذ؟!!

لأن الرجل أتى بكل عجيب، مما يجعل النفس تطمح إلى سبر أغوار شعره.

يقولون: إذا رأيت الناس اختلفوا حول رجل فاعلم أنه عظيم.

لذا وصفوه بأنه مالئ الدنيا و شاغل الناس

إني أقرأ في مخيلتي أنه لم يأت زمان على الناس بعد المتنبي إلا و فيه طائفة منهم تتحدث عنه و عن شعره ما بين مؤيد و مخالف، في شرق الأرض أو في غربها، نعم إن الرجل قد أشغل الناس (أهمس في أذن أبي سارة الذي يجيد تفسير نصوص من خالفه: إنك سوف تقول: ما بالك أيها النبراس تتحدث عن المتنبي كأنه من جيل الصحابة. و لكن لا بأس).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير