تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا بني قُصَيٍّ، أنتم كَغُصْنَي شجرة ٍ أيهما كُسِرَ أوحشَ صاحبَه. والسيفُ لا يُصان ُ إلا بغِمْدِهِ. ورامي العشيرة ِ يصيبُه سَهْمُه. ومَنْ أمْحَكَهُ (4) اللجَاجُ أخرجَه إلى البَغْي ِ.

أيها الناسُ، الحِلْمُ شَرَفٌ، والصَّبْرُ ظَفَرٌ، والمعروفُ كنز ٌ، والجُوْدُ سُؤددٌ، والجهلُ سَفَهٌ، والأيامُ دُوَلٌ، والدهرُ غِيَرٌ (5)، والمرءُ منسوبٌ إلى فِعْلِه، ومأخوذ ٌ بعملِه؛ فاصطنعوا المعروفَ تَكسِبوا الحَمْدَ، ودَعُوا الفُضُولَ تُجانِبْكُمُ السفهاءُ، وأكرموا الجليسَ يَعْمُرْ ناديكم، وحاموا الخَلِيْط َ يُرْغَبْ في جوارِكم، وأنصِفوا مِن أنفسِكم يُوْثَقْ بكم، وعليكم بمكارم ِ الأخلاق ِ فإنها رِفْعَة ٌ، وإياكم والأخلاق َ الدَّنِيَّة َ فإنها تَضَعُ الشَّرَفَ، وتَهْدِمُ المَجْدَ، وإنّ نَهْنَهَة َ (6) الجاهل ِ أهون ُ مِن جَريرتِه، ورأسَ العشيرة ِ يحملُ أثقالَها، ومَقَامَ الحليم ِ عظة ٌ لمَن ْ انتفعَ به ".

فقالتْ قريش ٌ: رضيْنا بكَ أبا نَضْلَة َ.

" وهي كنية هاشم بن عبدمناف ".

* بلوغ الأرب 1/ 322


1 - خزاعة: حَيٌّ مِنَ الأزْدِ. سُمُّوا بذلك لأنهم تخزَّعُوا عن قومِهم (أي تخلفوا عنهم وانقطعوا). وذلك أنه لما تفرَّقتِ الأزدُ مِنَ اليمنِ في البلادِ نزلَ بنو مازنٍ على ماءٍ بينَ زُبَيدٍ وزَمْعٍ، وأقبلَ بنو عمرِو بنِ عامرٍ، فانخزَعُوا عن قومِهم فنزلوا مكة َ.
2 - النضر: الجدُّ الثانيَ عشرَ للنبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلمَ - وقُصَيٌّ الجدُّ الرابعُ.
3 - الحلف: في العَهْدِ بين َ القوم ِ والصداقةِ، والصديقُ يَحْلِفُ لصاحبِه أنْ لا يغدرُ به، وقولُه: " لكل في كل " أي: لكل في صاحبِه صديقٌ يجبُ عليه نصرتُه.
4 - أمحكه: أغضبَه.
5 - غِيَر: أي ذو غِيَر ٍ، وغير الدهر ِ: أحداثه المُغِيرة ُ، جمع
غِيرة (بكسر الغين)، أو مفرد وجمعه أغيار.
6 - نهنهة: نهنهَ عنِ الأمر ِ أي: كَفَّهُ وزجرَه.

ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:36 ص]ـ
كم أنت رائع وجميل
لكن اليوم سأحضر معي مفاجأة ستسعدك بأذن الله

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 01:12 م]ـ
ما هي؟! شوقتنا يا رجل.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 02:16 م]ـ
أين المفاجأة،،،
بانتظارها يا رجل،،،
أسرع هداك الله

ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 02:19 م]ـ
ما دار من الحديث بين المنذر بن النعمان الأكبر وبين عامر بن جوين الطائي
وفد عامر بن جوين الطائي على المنذر بن النعمان الأكبر جد النعمان بن المنذر وذلك بعد انقضاء ملك كندة ورجوع الملك إلى لخم وكان عامر قد أجار امرؤ القيس ابن حجر أيام كان مقيما بالجبلين وقال كلمته التي يقول فيها
(هنالك لا أعطي مليكا ظلامة ... ولا سوقة حتى يئوب ابن مندله)
وكان المنذر ضغنا عليه فلما دخل عليه قال له يا عام لساء مثوى أثويته ربك وثويك حين حاولت إصباء طلته ومخالفته إلى عشيره أما والله لو كنت كريما لأئويته مكرما موقرا ولجانبته مسلما فقال له أبيت اللعن لقد علمت
أبناء أدد إني لأعزها جارا وأكرمها جوارا وأمنعها دارا ولقد أقام وافرا وزال شاكرا فقال له المنذر يا عام وإنك لتخال هضيبات أجأ ذات الوبار وأفنيات سلمي ذات الأغفار مانعاتك من المجر الجرار ذي العدد الكثار والحصن والمهار والرماح الحرار وكل ماضي الغرار بيد كل مسعر كريم النجار قال عامر أبيت اللعن إن بين تلك الهضيبات والرعان والشعاب والمصدان لفتيانا أبطالا وكهولا أزوالا يضربون القوانس ويستنزلون الفوارس بالرماح المداعس لم يتبعوا الرعاء ولم ترشحهم الإماء فقال الملك يا عام لو قد تجاوبت الخيل في تلك الشعاب صهيلا كانت الأصوات قعقعة وصليلا وفغر الموت وأعجز الفوت فتقارشت الرماح وحمى السلاح لتساقى قومك كأسا لا صحو بعدها فقال مهلا أبيت اللعن إن شرابنا وبيل
وحدنا أليل ومعجمنا صليب ولقاءنا مهيب فقال له يا عام إنه لقليل بقاء الصخرة الصراء على وقع الملاطيس فقال أبيت اللعن إن صفاتنا عبر المراديس فقال لأوقظن قومك من سنة الغفلة ثم لأعقبنهم بعدها رقدة لايهب راقدها ولا يستيقظ هاجدها فقال له عامر إن البغي أباد عمرا وصرع حجرا وكانا أعز منك سلطانا وأعظم شانا وإن لقيتنا لم تلق أنكاسا
ولا أغساسا فهبش وضائعك وصنائعك وهلم إذا بدا لك فنحن الألى قسطوا على الأملاك قبلك ثم أتى راحلته فركبها وأنشأ يقول
(تعلم أبيت اللعن أن قناتنا ... تزيد على غمز الثقاف تصعبا)
(أتوعدنا بالحرب أمك هابل ... رويدك برقا لا أبا لك خلبا)
(إذا خطرت دوني جديلة بالقنا ... وحامت رجال الغوث دوني تحدبا)
(أبيت التي تهوى وأعطيتك التي ... تسوق إليك الموت أخرج أكهبا)
(فإن شئت أن تزدارنا فأت تعترف ... رجالا يذيلون الحديد المعقربا)
(وإنك لو أبصرتهم في مجالهم ... رأيت لهم جمعا كثيفا وكوكبا)
(وذكرك العيش الرخى جلادهم ... وملهى بأكناف السدير ومشربا)
(فأغض على غيظ ولا ترم التي ... تحكم فيك الزاعبى المحربا)
ثانياً:
قيس بن رفاعة والحارث بن أبي شمر الغساني
كان قيس بن رفاعة يفد سنة إلى النعمان اللخمي بالعراق وسنة إلى الحارث ابن ابي شمر الغساني بالشأم فقال له يوما وهو عنده يابن رفاعة بلغني أنك تفضل النعمان على قال وكيف أفضله عليك أبيت اللعن فوالله لقفاك أحسن من وجهه ولأمك أشرف من أبيه ولأبوك أشرف من جميع قومه ولشمالك أجود من يمينه ولحرمانك أنفع من نداه ولقليلك أكثر من كثيره ولثمادك أغزر من غديره ولكرسيك أرفع من سريره ولجدولك أغمر من بحوره وليومك أفضل من شهوره ولشهرك أمد من حوله ولحولك خير من حقبه ولزندك أورى من زنده ولجندك أعز من جنده وإنك لمن غسان أرباب الملوك وإنه لمن لخم الكثير النوك فكيف أفضله عليك
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير