وعلى صعيد ليس ببعيد .. تجتمع عصابة من مروجي المخدرات في منطقة الجهراء بتبوك .. وما هي إلا فترة وجيزة وتكتشف الأجهزة الأمنية خبر هذه الشرذمة .. وتوضع على الفور خطة محكمة لمداهمة هذه العصابة في وكرها .. وكان النقيب عبدالرحمن أحد أبطال هذه المهمة الشريفة.
تنتقل الفرقة إلى مواقعها المحددة .. وفي الطريق يحل موعد صلاة العشاء .. يجتمع أعضاء الفرقة ويتقدمهم عبدالرحمن ليصلي بهم إماماً .. يكبر فيكبرون وراءه .. وفي الركعة الأخيرة يرفع عبدالرحمن رأسه من الركوع: سمع الله لمن حمده .. ثم ينتصب قائماً، وبينما المصلون ينتظرون سجوده، إذ رفع يديه إلى السماء قانتاً لله قنوت النوازل: اللهم ثبتنا .. اللهم انصرنا .. اللهم أعنّا .. يرفع أعضاء الفرقة أيديهم وراءه في ذهول ويؤمنون على دعائه: آمين .. آمين .. وإذا بالمجاهد المؤمن يسأل الله الشهادة !!!
ما الذي حدث؟ .. كيف خرجت هذه الكلمات؟ .. أهو إحساس إيماني؟ أم هو إلهام رباني؟
لنتابع معاً أحداث القصة.
بعد الصلاة .. يوصي النقيب عبدالرحمن زملاءه بالإخلاص، ويشحذ هممهم أمام هذه المهمة الصعبة.
تصل القوة إلى الموقع المحدد .. ويصّر عبدالرحمن على أن يكون في المواقع المتقدمة.
وعند الساعة الثامنة مساءً بدأت العملية .. وهجمت الفرقة على العصابة.
ومع بدء المداهمة تبادر العصابة الفرقة بطلقات نارية غاشمة .. وعلى الرغم من رهبة الموقف إلا أن هذه الطلقات لم تكن لتوهن عزيمة الفرقة المؤمنة.
وأمام ثبات رجال الأمن تولي العصابة المجرمة أدبارها في منطقة برية مكشوفة .. تواصل الفرقة المؤمنة مطاردتها للعصابة، وتضيق عليها الخناق .. وعبد الرحمن ثابت في المقدمة .. يناوش الأعداء بسلاحه .. وهو يرى الموت أمامه.
وفي لحظة قاتلة تنطلق رصاصة غادرة صوب الفرقة .. وعبر الهواء الساخن تشق الرصاصة طريقها .. تبحث عن مستقر لها .. فلا تجد أمامها سوى رأس عبد الرحمن .. تخترق الرصاصة رأسه فيخر صريعاً .. ويصاب ثلاثة من ضباط الصف برصاصات أخرى.
ينقل المصابون إلى المستشفى .. وتستمر المطاردة إلى الساعة الثالثة فجراً .. حيث ألقي القبض على جميع أفراد العصابة البالغ عددهم أحد عشر رجلاً .. وتضبط معهم كمية كبيرة من المخدرات والأسلحة.
يعود أعضاء الفرقة فيفاجأون بالنبأ المحزن .. أحسن الله عزاءكم في البطل القدوة النقيب عبدالرحمن .. فإذا الدموع كلها على الخدود .. وإذا الفرقة كلها تبكي وهي تودّع بطل الميدان، وقدوة الإيمان.
وينتشر الخبر فيهرع أهل الفقيد إلى تبوك لاستلام الجثمان، ثم يعودون إلى القصيم.
تابع / المصدر مكتبة صيد الفؤاد. من مذكرات ضابط أمن
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 09:44 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
تابع ضابط يبيع روحه
وفي مطار القصيم .. تحط الطائرة رحالها .. وينزل منها ركابها .. وإذ بزوجة الفقيد تنزل من سلم الطائرة .. تسوق أمامها أطفالها الثلاثة .. وتحمل في بطنها جنينها الرابع .. وعند سلم الطائرة، تلتفت الزوجة المكلومة وإذا بالتابوت يحمل من الطائرة إلى المطار .. تلقي هي وأولادها آخر النظرات على الجثمان الطاهر، فتنهمل دموعها وهي تبكي، وتبكي من حولها.
لقد مات البطل .. ولكن .. عزاؤهم وعزاؤنا جميعاً .. هذه الخاتمة الحسنة لمجاهد نرجو الله أن يتقبله في عداد الشهداء.
نعم .. لقد مات البطل .. مات .. ليحيا حياة أخرى .. هي خير وأبقى من هذه الحياة .. .
والله لا نقول لذويه ومحبيه: صبراً فحسب .. بل نقول: هنيئاً لكم هذه الخاتمة المشرقة.
لقد كتب الله عز وجل على كل حي مصرعه، فهو مدركه لا محالة .. لكن تظل مصارع الشهداء وذكرياتهم شواهد صدق، وبراهين حق على إكرام الله ومحبته لهم.
نسأل الله أن يتقبل فقيدنا في ركب الشهداء المخلصين، وأن يرفع درجته في المهديين، إنه سميع قريب.
المصدر /مذكرات ضابط أمن / مكتبة صيد الفوائد
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[19 - 04 - 2010, 09:56 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
القصة بعنوان:
توبة شاب بعد رؤيته ليوم القيامه في منامه
¥