تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بتناول الآية له ,وتنبيه به على نظيره ,فإن التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق ,والعقل السليم يتفطّن للنوع كما يتفطّن إذا اُشير له إلى رغيف فقيل له هذا هو الخبز)

إذن مثال شيخ الإسلام ظاهر ولا يحتاج إلى مزيد إيضاح فقد أوضح شيخ الإسلام ,أنتم لو رجعتم إلى كتب التفسير المطوّلة وجدتم أن هذه الآية فيها أقوال كثيرة) ثُمّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذُنِ الله (ذكر شيخ الإسلام كما قرأ الأخ الكريم ثم قال: تنبيه ,ثم إن كل منهم يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات , ذكر معناها الإجمالي شيخ الإسلام ,يقول لك إن الظالم لنفسه: يتناول المضيّع للواجبات والمنتهك للحرمات ,أمّا المقتصد فهو يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات ,السابق يدخل فيه من سبق وتقرّب بالحسنات مع الواجبات ,فالمقتصدون هم أصحاب اليمين (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ {10} أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ {11}) (14) هذا تفسير الآية بمعناها الإجمالي العام.رجعنا إلى تفسير السلف هل يذكرون هذا الكلام؟

لا, يذكرون ماذا؟ أمثلة لهذه المعاني ,كقول قائل:السابق الذي يصلي في أول الوقت ,أو بعبارة أدق لعلّنا نقول الذي يصلي على الوقت ,لماذا قلنا الذي يصلي على الوقت أفضل من أن نقول الذي يصلي في أول الوقت؟

حتى يدخل يشمل الذي يصليها في أول وقتها فيما يسن تقديمه ,ويشمل الذي يصليها ويؤخرها فيما يسن تأخيره كصلاة العشاء أليس من السنة تأخيرها عند ثلث الليل ,أو عند الحر الشديد السنة كذلك الإبراد.

لكن هذا المفسّر من السلف من الصحابة عندما قال:السابق الذي يصلي في أول الوقت هل يقصد فقط أن مراد الآية أن الذي يصلي في أول الوقت هو السابق فقط ,لكن الذي يدفع الزكاة والذي يصوم رمضان احتسابا ًأو غيره غير داخل في السابق؟ ماذا أراد هو؟ أراد مثالا ًللسابق ,المقتصد الذي يصلي في أثناءه يعني يؤخر الصلاة ,الظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار ,ربما المفسّر في ذلك الوقت كان في وقت العصر فأشار إلى ما يشعرون به الأن فقال الذي يؤخر هذا هو طريقة السلف في التفسيرلا يجعلون من التفسير علما ًصعبا ً, أراد أن يبيّن لك أمثلة.

أو يقول لك السابق والمقتصد والظالم كلهم في آخر سورة البقرة ,فإنه ذكر المحسن بالصدقة والظالم بأكل الربا والعادل بالبيع , والناس في هذه الأموال إمّا محسن وإمّا عادل وإمّا ظالم ,فالسابق المحسن بأداء المستحبات مع الواجبات ,والظالم آكل الربا أو مانع الزكاة ,والمقتصد الذي يؤدي الزكاة المفروضة ولا يأكل الربا لكنه لا يتصدق هذا مقصده.

إذن المراد أن السلف رحمهم الله عندما يفسّرون يذكرون مثالا ً ,ولا يقصدون حصر المعنى بما ذكروه ,ولذلك تعددت أقوالهم وتنوّعت ,فيظنّها بعض الناس اختلافا ًوالواقع أنه ليس باختلاف والواقع أنه ليس باختلاف.

الآن بدأ شيخ الإسلام يستطرد ـ رحمة الله تعالى ـ لكنه هذه المرة استطرادا ًفيما نحن فيه قال: (وقد يجيئ كثير من هذا الباب قولهم:هذه الآية نزلت في كذا) يقصد شيخ الإسلام كما سأقرر بعد قليل أن كثير من أسباب النزول تتعدد وتتنوع , ويظنّها بعض الناس يمكن لو تذكرون كتاب الواحدي لأسباب النزول تجد في الآية الواحدة كم سبب أكثر؟ أكثر من سبب وأغلبها ليست سببا ً بالمعنى الحقيقي وإنما هي داخلة في حكم الآية كما سنبيّنه.

(وقد يجيئ كثيرا ً من هذا الباب قولهم:هذه الآية نزلت في كذا .. لا سيما إن كان المذكور شخصا ً كأسباب النزول المذكورة في التفسير كقولهم:إن آية الظهار نزلت في امرأة أوس ابن الصامت ,وإن آية اللعان)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير