استشهد شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في حديث علي وأنتم تعرفون أن هذا الحديث في سنده الحارث ابن الأعور وقد ضعّفه جمع من أهل العلم وهو قوله: حبل الله المتين والذكر الحكيم , لكن المراد أن مراد شيخ الإسلام يريد أن يقول لك أنه أحيانا ًكتب التفسير تذكر قول وتستشهد له ,فتجد أن هذا القول قوي جدا ًفترد غيره , يعني لو جاء واحد يقول لا يا أخي الإسلام أصح الأقوال , والدليل هو حبل الله المتين والذكر الحكيم ,قال: لا يا أخي هذا الحديث ضعيف أصح منه القرءان ,أصح منه الإسلام لأن هذا الحديث صححه جمع من أهل العلم نقول كلها صحيحة ,وبقية الأقوال كلها في إهدنا الصراط المستقيم صحيحة
(فهؤلاء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة ,لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها.
الصنف الثاني أن يذكركل منهم من الاسم العامّي بعض أنواعه على سبيل التمثيل ,وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه ,مثل سائل أعجمي سُئل عن مسمّى لفظ الخبز فاُريَ رغيفا ًوقيل له هذا ,فالإشارة إلى نوع هذا لا إلى هذا الرغيف وحده)
وهذا من أهم اختلاف التنوع يا إخواني التفسير بمثال ,وهذا مشهور عند السلف رحمهم الله ,كانوا يفسّرون بمثال يُشيرون بمثال واحد يدخل تحت هذه الجملة ويكتفون به ,ولذلك بعضهم يذكر أمثلة كثيرة جدا ً.
يعني يا إخواني لو رجعنا إلى تفسير قول الله عز وجل (ثم لتُسئَلُنَّ يومئذٍ عن النعيم) (12) في سورة ألهاكم التكاثر تجد بعضهم قال النعيم هو الماء البارد ,وقال بعضهم الظل البارد ,وقال بعضهم الخبز, وقال بعضهم الخبز مع العسل ,وقال وقال ,وبدأوا يُعدّدون من أنواع النعيم, فيظن من يقرأ:والله ما أدري هل هو الخبز؟ أو الماء البارد، لا الماء البارد هو الماء الذي لا يستغني عنه الإنسان،هذه كلها داخلة في مسمّى النعيم السلف أرادوا فقط يضربون لك مثالا ًللنعيم الذي يُسئل عنه الإنسان والذي هو داخل في معنى هذه الآية.
ولذلك مجاهد رحمه الله ورد عنه قول في هذه الآية تفسّر لك هذه الأقوال الكثيرة قال:يُسئلون عن كل لذّة من لذّات الدنيا .. هذا يجمع لك كل الأقوال.
ولذلك يا إخواني دائما ًينبغي لطالب العلم والقارئ في كتب التفسير أن ينتبه للتفسير بالمثال خاصّة لمن يقرأ في التفاسير التي تُعنى بتفسير السلف ,كابن جرير الطبري وابن كثير عليهم رحمة الله.
والذي يقرأ في تفسير ابن جرير خاصة .. سيجد أن ابن جرير ينص على هذه المسألة كثيرا ً, يقول:وكل هذه الأقوال محتملة ,وكل هذه الأقوال داخلة في معنى هذه الآية ,وكذلك ابن كثير رحمة الله تبارك وتعالى عليه.
إذن التفسير بمثال .. واحد قال ياإخواني (أيش الخبز هذا؟ واحد أعجمي ما يعرف أيش الخبز .. قال:خبز أيش معنى خبز؟ أريته رغيف ,الأن هو عرف معنى الخبز ,أعجمي عرف إن هذا خبز ,لكن هل لو اُوري خبز من نوع آخر .. هل هو ما يعرف إنّ هذا هو معنى الخبز؟ هو جعل في مثاله إن هذا هو فقط الخبز إشارة إلى الرغيف و سيُريك شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ أمثلة من كتاب الله تبارك وتعالى للسلف فسّروها بالمثال ,وسيثبت لك أن كل هذه المعاني داخلة في الآية ,ومرادة بها.
(مثال ذلك .. ما نُقل في قوله) ثُمَّ أورَثنَا الكِتَابَ اللذين اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا فَمِنهُم ظَالِمٌ لِنفسِه ومِنهُم مُقتَصِد وَمِنهُم سَابِقٌ بِالخَيرَاتِ ((13) فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيّع للواجبات والمنتهكة للمحرمات ,والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات ,والسابق يدخل فيه من سبق فتقرّب بالحسنات مع الواجبات ,فالمقتصدون هم أصحاب اليمين "والسابقون السابقون أولئك المقرّبون" ,ثم إن كلا ً منهم يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات كقول القائل:السابق الذي يصلي في أول الوقت ,والمقتصد الذي يصلي في أثناءه ,والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار، أو يقول:السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة ,فإنه ذكر المحسن بالصدقة والظالم بأكل الربا والعادل بالبيع ,والناس في الأموال إمّا محسن وإمّا عادل وإمّا ظالم ,فالسابق المحسن بأداء المستحبات مع الواجبات ,والظالم آكل الربا أو مانع الزكاة ,والمقتصد الذي يؤدي الزكاة المفروضة ولا يأكل الربا ,وأمثال هذه الأقاويل. فكل قول فيه ذكر نوع داخل في الآية ,وإنما ذُكر لتعريف المستمع
¥