ثم حصلت القصة لعُويمر العجلاني ,نفس القصة ,فحصلت فنزلت هذه الآية السلف رحمهم الله من الصحابة وقال أن سبب النزول عُويمر لأنه يعرف عيمر ,ومنهم من قال أنه هلال ابن أمية.
ومن العلماءـ رحمهم الله ـ يرى أن القصة واحدة وأنها لعويمر العجلاني ,وأن ذكر هلال ابن أمية خطأ في الرواية ,ويروى هذا عن السهيل ابن أبي الصهرة وابن المهلب والطبري والقاضي عياض والواحدي دليلهم أن في قصة هلال ـ هذا استطرادـ في قصة هلال وقصة عويمر أوصاف الولد واحدة الذي يقول الإنسان لا أبصر بها فإن أتت به كذا وكذا وكذا فهو لفلان ــــــالذي يتهم في الزنا , أوصاف الولد يا إخواني في قصة عيمر وفي قصة هلال واحدة , ولذلك بعض العلماء يرى أن ذكر هلال ابن أمية في هذا الباب خطأ من الراوي ,لكن هل الخطأ في تفاصيل القصة يؤثر على صحة الحديث؟ لا،لا يؤثر ,وسيثبت لكم شيخ الإسلام في الفصل الثالث إن شاء الله الذي مستنده النقل سيذكر قصة جابر وهذه كلها وردت في الصحيح لكن لا يؤثر على صحة الحديث.
ومن العلماء وهذا هو سياق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرى انها من باب تعدد السبب ,وأنها حصلت القصة لعُيمر وحصلت لهلال وكانت ,فنزلت الآية سببا ًلعُيمر ولهلال ,أو أنها حصلت لعيمر العجلاني أو لهلال ثم حصلت قصة لأحدهما بعد ذلك فَذُكّر بهذه الآية.
قال:وأن آية الكلالة نزلت في جابر رواه البخاري ومسلم: {دخل عليَّ صلى الله عليه وسلم وأنا مريض لا أقف فأتوضئ فصبَّ عليا من وضوءه فقلت:يا رسول الله إني مريض من كلالة ,فنزلت آية الميراث (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ) (19) في آخر سورة النساء ,أو نزلت في بني قريظة أو النظير (إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) (20) يقول شيخ الإسلام: الشاهد من هذه الأمثلة كلها يقول لك [فالِّذين قالوا ماذا؟ قالوا:نزلت في فلان ,أو نزلت في فلان أو نزلت في بني قريظة أو نزلت في اليهود ,قال: فالّذين قالوا لم يقصدوا أن حكم الآية مختصٌّ بأولئك الأعيان دون غيرهم ..
يعني هل يمكن يا إخوان أن نقول) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ} (21) نزلت في بني قريظة لايدخل فيها الأن يعني لا نستطيع أن نعمل بهذه الآية في وقتنا لأنها نزلت في اليهود؟؟! يقول شيخ الإسلام:هذا لا يقوله مسلم ,ثم استدرك ويقول: ولا عاقل على الإطلاق, لأن القرءان هل هو نزل للأفراد؟ وإلّا نزل للأمة إلى قيام الساعة؟
عندما يذكر السلف رحمهم الله أنها نزلت في فلان .. ماذا يقصدون؟ المثال يقصدون المثال ,أنها نزلت بسبب مثال لهذه الآية ,يعني استطراد شيخ الإسلام هنا يُبيّن لك):وقد يجيئ كثيرا ًمن هذا الباب) التفسير بالمثال أسباب النزول ,فأسباب النزول غير محصورة في أصحابها , وإنما هم أمثلة يدخلون في حكم هذه الآية.
ولذلك العلماء وضعوا قاعدة وقالوا:العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لكن قد يكون هناك قرائن لبعض الأدلة تفيد التخصيص ,لكن الأصل أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، في أمثلة ما يأتي فيها القرائن والأحوال وتفيد معنى تخصيص اللفظ العام حديث الخالة بمنزلة الأم , الخالة بمنزلة الأم, هل بمنزلة الأم في كل شيء؟ لا، سياق الحديث يفيد على أنها بمنزلتها في الحضانة فقط, ترث من الميراث؟ ليست الخالة ترث كميراث الأم ,إذن ـــــــــــ إحتج من القرائن في بعض الأدلة , لكن الأصل أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب (والناس وإن تنازعوا في اللفظ العامي الوارد على سبب هل يختص بسببه أم لا؟ فلم يقل أحد من العلماء المسلمين إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعيّن ,وإنما غاية ما يقال إنها تختص بنوع ذلك الشخص فتعمُّ ما يشبهه ,ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ ,والآية التي لها سبب معيّن إن كانت أمرا ًأو نهيا ًفهي متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته ,وإن كانت خبرا ًبمدح أو ذم فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته)
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (والناس وإن تنازعوا في اللفظ العامي الوارد على سبب هل يختص بسببه أم لا؟ فلم يقل أحد من العلماء المسلمين إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعيّن) هذه المسألة التي أشرت إليها قبل قليل فيها قولان لأهل العلم عند التحرير:
¥