تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اعْتَقَدُوا مَذَاهِبَ الْمُعْتَزِلَةِ) الكشاف هذا هل أحد ما يعرفه منكم؟! مشهور الكشاف للزمخشري، العجيب أن الزمخشري يقولون قد دس اعتزالاته دسًّا.

وأتى بعض علماء الأشاعرة يقول: إني استخرجت اعتزاليات الكشاف أو الزمخشري في المناقيش، الكشاف!

تفسير الكشاف من جهة البلاغة لا يُعلى عليه، لكن مشكلته الذي ليس على دراية بأساليب الزمخشري يفوت عليه كثير مما دسه في عقيدته.

أضرب لكم مثال: عند قول الله عزّ وجلّ في سورة آل عمران (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ آل عمران185) هذه الآية ماذا قال الزمخشري عند هذه الآية؟

قال: (وأي شيء ـ معنى كلامه ـ أعظم فوزًا من دخول الجنة والنجاة من النار) ما رأيكم في كلامه؟ جميل جدًا! هذا الكلام لا يعلى عليه،جدًا ممتاز! ولربما تجد بعض الخطباء يصدح به في المنابر يقول: قال الزمخشري ..

الزمخشري أراد بذلك أن أعظم النعيم هو الدخول للجنة، نحن عندنا أهل السنة أن أعظم النعيم ما هو؟؟ رؤية الله في الجنة (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ يونس26) والمعتزلة ينكرون الرؤية في الدنيا والآخرة وبالتالي انظروا كيف أنه حتى ينفي الرؤية على مذهبهم أتى بهذا اللفظ الموهم الذي يمشي على كثير من الناس. (وأي فوز أعظم من الدخول للجنة والنجاة من النار) كلام جيد لكنه الذي يعرف معتقد المعتزلة يقول: لا إنه يقصد بذلك نفي الرؤية!

ولذلك عند قول الله عزّ وجلّ في سورة الأعراف (لَن تَرَانِي) الأعراف143ما قال بالرؤية, قال لن تأبيدية, ما معنى تأبيدية؟ أبدًا! الله قال لن تراني في الدنيا وإلا لا؟ لأن أحاديث الرؤية مثبتة عندنا، لن تراني في الدنيا كما هو السياق في قصة موسى قال: (لن التأبيدية) يعني لن تراني أبدًا في الدنيا ولا في الآخرة , أراد إنكار الرؤية فهو يدس اعتزالياته دسًّا ولذلك نبّه عليه شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ

ثم قال شيخ الإسلام:

(فهؤلاء وأمثالهم اعتقدوا مذاهب المعتزلة، وأصول المعتزلة خمسة) المعتزلة لهم أصول خمسة سموها بأسماء على طريقتهم أسماء جميلة .. أتدرون ما هي أسماء أصول المعتزلة (وَأُصُولُ الْمُعْتَزِلَةِ خَمْسَةٌ يُسَمُّونَهَا هُمْ: التَّوْحِيدُ وَالْعَدْلُ وَالْمَنْزِلَةُ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ وَإِنْفَاذُ الْوَعِيدِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ)

التوحيد (الله أكبر)! العدل، المنزلة بين المنزلتين، إنفاذ الوعيد ’ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أسماء جميلة جدًا.

لكن قال شيخ الإسلام:

(وتوحيدهم) يفسر ما معنى توحيد):وتَوْحِيدُهُمْ هُوَ تَوْحِيدُ الجهمية الَّذِي مَضْمُونُهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ وَغَيْرُ ذَلِكَ) هذا هو التوحيد عندهم .. التوحيد عندهم ليس إثبات ما أثبته الله لنفسه، بل التوحيد عندهم هو نفي الصفات كالجهمية.

المعتزلة تعرفون أنهم يثبتون الأسماء وينكرون الصفات يقولون سميع بلا سمع بصير بلا بصر والأشاعرة أثبتوا الأسماء وسبع صفات وهذه الصفات أثبتوها بالعقل لا بالنقل يعني هذه الصفات السبع ما أثبتوها بالنقل وأنتم تعرفون طريق الصفات هو طريق واحد لا يثبت شيء بالعقل وإنما طريقه هو النقل. ولذلك قال شيخ الإسلام توحيدهم هو توحيد الجهمية، الجهمية هم الذين ينكرون الأسماء والصفات.

المعتزلة يقولون:لا، نثبت الأسماء لكن نقول سميع بلا سمع نسلب الصفة من الاسم وعن ذلك (قَالُوا: إنَّ اللَّهَ لَا يُرَى، وَإِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، وَإِنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ الْعَالَمِ، وَإِنَّهُ لَا يَقُومُ بِهِ عِلْمٌ وَلَا قُدْرَةٌ، وَلَا حَيَاةٌ، وَلَا سَمْعٌ، وَلَا بَصَرٌ، وَلَا كَلَامٌ وَلَا مَشِيئَةٌ وَلَا صِفَةٌ مِنْ الصِّفَاتِ) هذا هو توحيد المعتزلة.

وعدلهم. أصلهم الثاني (َأنَّ اللَّهَ لَمْ يَشَأْ جَمِيعَ الْكَائِنَاتِ وَلَا خَلَقَهَا كُلَّهَا وَلَا هُوَ قَادِرٌ عَلَيْهَا كُلِّهَا; بَلْ عِنْدَهُمْ أَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ لَمْ يَخْلُقْهَا اللَّهُ، لَا خَيْرَهَا وَلَا شَرَّهَا: ..... ) يقولون أن الله لم يشأ جميع الكائنات ولا خلقها كلها, ولا هو قادر عليها كلها .. يقولون إن أفعال العباد غير مخلوقة كيف يخلق فعل العبد ويعذِّب عليه؟! هم أرادوا تنزيه الله لكنهم ماذا؟؟ أخطأوا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير