"خذوا عني مناسككم " (21) بيان المراد باللفظ هذا من أنواع تفسير القرآن بالسنة , {{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} (22) قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" ألا إن القوة الرمي) (23)
باقي مسألة من صور تفسير القرآن بالسنة وهي: نسخ القرآن بالسنة، القرآن ينسخ القرآن لأنه متواتر بمتواتر هل السنة تنسخ القرآن؟
اختلف العلماء فيها على ثلاثة أقوال أذكرها لكم مختصرة: -
القول الأول:ــ جواز نسخ القرآن بالسنة.
القول الثاني:ــ عدم جواز نسخ القرآن بالسنة.
القول الثالث:ــ التفريق بين السنة المتواترة وبين السنة الآحادية.
فجوّزوها في المتواترة لأن القرآن متواتر والسنة متواترة فقالوا ينسخ هذا بهذا، أما غير المتواتر فلا تستطيع السنة أن تنسخ القرآن وهذه المسألة مبسوطة في كتب أصول الفقه ليس هذا محل تقريرها، لكن الذي أحب أن أقرر لكم أن هذه المسألة على طول ما بحثت في كتب أصول الفقه لا وجود لها في الواقع وليس لها مثال صحيح، ليس لهذه المسألة مثال صحيح!
ولذلك تتبع العلماء ـ رحمة الله عليهم ـ كلما قيل في نسخ القرآن بالسنة وأجابوا عنه ووجدوا أن الناسخ إما أنه لا يصح النسخ أو أن الناسخ القرآن.
مثل قول الله عزّ وجلّ {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً ....... } (24) قيل أنها منسوخة بحديث " لا وصية لوارث " (25)
ولا يُسلّم ذلك فإن الصواب أن هذه الآية نسخت بآية المواريث في سورة النساء, بدليل الحديث نفسه (إن الله أعطى كل ذي حق حقه) (26) يعني ماذا؟ آيات المواريث، فلا وصية لوارث فالناسخ حقيقة من هو؟ القرآن.
أوردت هذه المسألة لأبين لكم أن العلماء تتبعوا ذلك ومن العلماء ذكر عشرين مثال وأجاب عنها.
إذن هذه المسألة لا يوجد لها مثال صحيح. وإلا مذكورة الأمثلة في كتب أصول الفقه.
يقول شيخ الإسلام: (وحينئذ إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعت في ذلك إلى أقوال الصحابة) يبيّن لنا أن شيخ الإسلام مستوعب لما يقوله في بداية المقدمة، أليس كذلك؟ عندما قال: (يجب أن يُعلمأن النبي .... ).يقول شيخ الإسلام: (وحينئذ إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك إلى أقوال الصحابة) قلنا من الذي قال هذا القول؟ الذي قال: (يجب أن يُعلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم الألفاظ) هو كتبها هو الذي كتبها وهو يعرف ماذا كتب.
إذن كما قلت لكم وقررت لكم في الجلسة الأولى أن شيخ الإسلام لا يقصد بالبيان البيان القولي، وإنما يقصد بالبيان البيان بمعناه العام.
لماذا نرجع إلى أقوال الصحابة؟ أولاً الصحابي من هو؟ الصحابي هو من لقي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مؤمنًا ومات على الإسلام، هذا هو الصحابي.، لابد من تحقق اللقية ولو ساعة من ليل أو نهار.
لماذا نرجع إلى أقوال الصحابة؟ لماذا نهتم بهم؟ يقول شيخ الإسلام: (فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها) يعني هم الذين شاهدوا التنزيل، هم كانوا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما نزل القرآن، كان ينزل في الليل وفي النهار وعلى أسباب وكانوا يعرفون لماذا نزل وكيف نزل وأين نزل، بالتالي فلهم مزيّة لا يمكن أن يشترك معهم غيرهم.الأمر الثاني (ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح)
يقول: (لاسيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين) فأبو بكر وعمر وعثمان وعلي من كبار المفسرين، وإن لم ينقل عنهم من التفسير كثير لأنهم اشتغلوا بسياسة الناس وبالخلافة.
وعبد الله ابن مسعود .. قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري بسنده عن ابن مسعود: (والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم في من نزلت وأين نزلت ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته) انظر الحرص على العلم يقول أنا اعرف متى نزلت أنا كنت مصاحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقوله إلا وأنا أعلم في من نزلت يقصد في ما له سبب نزول لأن القرآن ينقسم إلى قسمين:-
ــ قسم له سبب نزل القرآن لهذا السبب.
ــ قسم نزل ابتداء بدون سبب.
أيهما أكثر؟
الابتدائي إذنً الذي نزل لأسباب قليل.
¥