وقد استدل الإمام الشافعي وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة يقول شيخ الإسلام: ليس هذا موضع ذلك. (إذن الطريق الثاني من طرق التفسير هو تفسير القرآن بالسُنّةيعني معنى هذا أن القرآن لم يفسر القرآن كاملا هناك مواضع فسر فيها القرآن، والناظر في تفسير ابن كثير يجد أنه كثيرًا ما يقول [وهو كما قال الله تعالى، وهو كما قال الله تعالى]، هذا بحر عند ابن كثير في تفسير القرآن لكن مع ذلك وجود كثير من الآيات لا يوجد لها تفسير في القرآن إذاً أين تجدها؟ في السنة.
ولذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله: (السنة تفسر القرآن وتدل عليه وتعبر عنه) قال شيخ الإسلام في الفتاوى):السنة تفسر القرآن وتدل عليه وتعبر عنه (أتذكرون في المجلس الأول لما قال شيخ الإسلام: إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيّن لأصحابه معاني القرآن كما بيّن الألفاظ، وقلنا أن شيخ الإسلام لا يقصد أنه بين القرآن بيانًا قوليًا آية آية إذنً ما الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم يا أخواني؟ نقول بيّن ما يلي: المعاني الضرورية التي لا تحتمل التأخير، بيان ما لا سبيل لمعرفته إلا عن طريقه صلى الله عليه وسلم، ما أشكل على الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أما ما سوى ذلك فترك للناس عقولاو السُنّة مع القرآن على ثلاثة أوجه:
*إما أن توافق القرآن وهذا من توارد الأدلة.
*أو تبينه وسيأتي أمثلة في ذلك وهو تفسير القرآن بالسنة.
*أو تزيد عليه أو تزيد على القرآن مثل تحريم نكاح العمة والخالة إلى غير ذلك , أما ما الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن فقد تكلمنا عنه في المجلس الأول.
هل هناك فرق بين التفسير النبوي والتفسير بالسنة؟ يعني ما هو الفرق بينهما؟
التفسير النبوي: هو التفسير المنسوب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل تفسيره الظلم بالشرك.
أما التفسير بالسُنّة: فهو استعمال المفسر للسنة في تفسير القرآن فلا يلزم النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما قاله أم لا؟ فالتفسير بالسنة أوسع من التفسير النبوي التفسير بالسنة هو أن يأتي المفسر أو عالم فيستخدم هذا الحديث لتفسير هذه الآية كما سيأتي ..
مثل إزالة اللبس، النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (من حُوسب عُذّب) (15) عائشة ـ رضي الله عنها J قالت: (الله عزّ وجلّ يقول فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا) فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إنما ذلك العرض)
هذا هل هو تفسير بالسنة أم تفسير نبوي؟ كلاهما،هو تفسير نبوي وهو من أقسام التفسير بالسنة.
حديث تخصيص العام (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ) (16) الذي أوردناه قبل قليل، هذا تفسير نبوي وإلا تفسير بالسنة؟ كلاهما، تفسير بالسنة وهو تفسير نبوي. تقييد المطلق قال الله عزّ وجلّ في سورة النساء (ِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} (17) وصية هنا مطلقة، يعني أن التركة لا توزع إلا بعد أول شيء قضاء الدين ثم تنفيذ الوصية ثم قسمة التركة، أي ميت يُبدأ بهذه الأشياء، أول شيء واحد يقول لا يا أخي الله قدم الوصية قبل الدين الله قال توصون بها أول شيء ننفذ الوصية ثم نسدد الدين ثم نقسم التركة نقول لا، إنما قدمت الوصية هنا - وهذه فائدة - لأنها يقول ليس لها مطالب حظ الفقراء، أما الدين الذي بيطرق الباب ويلجأ إلى المحاكم حتى يأخذ دينه وإلا لا؟ ولذلك قدمت وإلا الأصل أول ما يقضى من تركة الميت سداد دينه. وهذه مسؤولية الورثة، كثير من الورثة يا أخوان يفرطون في هذا الباب، ثم تنفيذ وصيته. هذه الوصية مطلقة في هذه الآية، واحد أوصى بكل ماله، يصح؟ نقول لا،الوصية هنا مقيدة بماذا؟ بالثلث، كما في حديث سعد بن أبي وقاص أليس كذلك؟ قال: (الثلث والثلث كثير) (18) هذا التقييد يا أخوان تفسير نبوي وإلا تفسير بالسنة؟ تفسير بالسنة، النبي صلى الله عليه وسلم ما أتى إلى هذه الآية وقيدها، لكن الذي قيدها هم أهل الذين كانوا استعملوا السنة بتقييد هذه الوصية المطلقة بالمقيدة بالحديث النبوي.
تفصيل المجمل مثل قول الله عزّ وجلّ {{أَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} (19)
النبي صلى الله عليه وسلم قال:" صلوا كما رأيتموني أصلي" (20)
¥