تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[09 - 07 - 2004, 06:33 م]ـ

الأستاذ المفضال رهين المحبسين:

أشكرك على كلماتك التي باتت كثوب فضفاض أُلبِسَه رجلٌ نحيل.

يا إلهي، هل دهمني العمُرُ الرذيل؟ تا المرة الثانية التي أنسى فيها البيت. أرجو ألا تكونوا غضبتم مني.

كلُّ خَطْبٍ، إن لَمْ تكو ... نوا غَضِبْتُمْ، يَسِيْرُ

لكم، طُرًّا، تحياتي.

ـ[الطائي]ــــــــ[09 - 07 - 2004, 06:48 م]ـ

وهذه قبّعة أخرى ترفع احتراماً لأستاذنا خالد، هذا الأسد الذي انقضّ على البيت ففضّ أقفاله التي أعيتنا.

أستاذنا الجليل خالد، ليتك تتكرم بتقطيع البيت وتبيان تفاعيله، وما اعتراه من علل.

لك الشكر مقدماً ...

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[09 - 07 - 2004, 10:15 م]ـ

العفو أيها الأستاذ الطائي، فما أنا إلا تلميذ خليلي صغير.

أولًا: يبدو لي - والله أعلم - أن البيت فيه تصحيف، ومصدره، أي التصحيف، المفتاح للسكاكي، ولا سيما طبعة الكتب العلمية، بعناية زرزور، والسكاكي يذكر التفعيلات، فكان الأولى بالمعتني ألا يفوته هذا الخطأ.

والرواية في كتب اللغة والعروض:

منازلٌ لِفَرْتَنى قفار ...

والعقل هو حذف الخامس المتحرك، سُمّي عقلاً من العقْل، ومعناه المنع، ومنه: عقلت البعير، لأنه إذا عُقِل مُنِع من الذهاب، أو لأنه لما حذفت لامه منع منها، ومن حركتها، فأشبهَ البعيرَ الذي عُقِلت يدُه، فمُنِع الحركةَ.

ولما كان (مفاعَلَتُن) تُحذف منه اللام فيمتنع إذ ذاك حذف نونه حذرًا من اجتماع اربعة أحرف متحركة، إذ كان الجزء الواقع بعده مفتوحًا بوتد مجموع. وفي الخزرجية:

وعصبٌ وقبضٌ ثم عقلٌ بخامسٍ ... وكفٌّ سقوطُ السابعِ الساكنِ انقضىوتفعيلة الوافر (مفاعلتن) فتصير بالعقل (مفاعتن) => (مفاعلن)

وفي اللسان أن العقل: إسقاط الياء من مفاعيلن، ويظهر ان ابن منظور تابع ابنَ سيده في تعريفه: لأنه قال في المحكم 1/ 119 (عقل): " والعقل في العروض: إسقاط الياء من مفاعيلن، بعد إسكانها في (مفاعلتن)

فيصير (مفاعلن)، والمعروف ما سبق، ولا يدخل العقل إلا (مفاعلتن).

وبضرب البيت رمز الخزرجي للوافر المعقول، إذ قال:

سطورُ حَفيرٍ إن بها نزل الشتا ... تفاحَشَ لولا خير من ركب المَطاوكل من وقفت عليه ذاكرًا البيت إنما هو عنده (لفرتنى) كالعروض لابن جني 83، والعقد الفريد 5/ 481، واللسان 11/ 460 (عقل) والعيون الغامزة للبدر166 وفيه (لفرتنا)، وليس ثم (لعزتنا) إلا عند السكاكي.

وفي التهذيب قول ابن الأعرابي إن العرب تطلق (فرتنى) على الأمة. وقيل هو اسم امرأة، أو قصر بمرو الرُوذ، ذكره ياقوت.

وقيل هي إحدى قينتي ابن خَطَل، المهدر الدم، وذكر السهيلي أنها أسلمت، ونقله ابن سعد.

ثانيًا: يكون التقطيع هكذا:

منازلٌ لفرتنى قفار ... كأنما رسومها سطور

// o/o// o//o// o//o

والشطر الثاني مثله.

أرجو ألا أكون حدتُ عن الصواب، فإن كان فصوبوني.

تلميذكم خالد.

ـ[حازم]ــــــــ[10 - 07 - 2004, 12:10 ص]ـ

تحية إجلال لأسد العروض / الأستاذ خالد

قد – والله – أُثلجت صدورنا باقتناصك الماهر للفريسة الشاردة

وأمتعتنا بالشرح الوافي للزحاف الطارئ على الوافر

بارك الله في علمكم

وأما البيت فهو من مجزوء الخفيف، ضربه مخبون مقصور

وأما البيت التالي:

باردِ الطعمِ شَتيتٍ نَبْتُهُ & كالأقاحي ناعمِ النبْتِ ثَري

دمتُم بكلِّ الودّ

ـ[رهين المحبسين]ــــــــ[10 - 07 - 2004, 12:34 ص]ـ

و لا زال إعجابي بكم في تزايد ٍ أستاذي الكريم / خالد الشبل

ورد في نص تاج العروس عن العقل أنه:" إسقاطُ اللامِ من مُفاعَلَتُنْ، هكذا في سائر النسخ، وفي نسخةٍ إسقاط الياء، قال شَيْخُنا: وهو غلطٌ ظاهر، فإسقاط الياءِ وكل خامسٍ ساكنٍ من الجُزءِ إنما يقال له القَبْض، والعَقْلُ إنما هو حذف الخامس المتحرك، انتهى"، ثم ذكر نص المحكم و استشهد بالبيت مع ذكر (لفرتنى) ـ كما تفضلتم أخي بملاحظتكم الثمينة ـ و بمثل رواية (لفرتنى) جاء القسطاس 8 لجار الله الزمخشري.

كلُّ خَطْبٍ، إن لَمْ تكو ... نوا غَضِبْتُمْ، يَسِيْرُ

البيت مدوّرٌ من مجزوء الخفيف، عروضه (مستفعلن) صحيحة، و ضربه (مُتَفْعِلْ = فعولن) مخبون ٌ مقصورٌ.

وسؤالي:

تأمّلُ العيبِ عيبُ ... وليس في الحقّ رَيْب ُ

وكلّ خيرٍ و شرٍ ... خلفَ العواقبِ غَيْب ُ

أحر التحايا و التقدير

ـ[رهين المحبسين]ــــــــ[10 - 07 - 2004, 12:38 ص]ـ

أخي العزيز / حازم

يبدو أنك سبقتني في الإجابة أخي الكريم:)

بيتك أخي من الرمل، عروضه محذوفة، وضربه محذوف مخبون.

وسؤالي سأعيده ها هنا:

تأمّلُ العيبِ عيبُ ... وليس في الحقّ رَيْب ُ

وكلّ خيرٍ و شرٍ ... خلفَ العواقبِ غَيْب ُ

لكم أحر التحايا

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[10 - 07 - 2004, 02:31 ص]ـ

عبارات الشكر لكم لن توفيَكم حقكم.

أخي الأستاذ رهين المحبسين:

العروض علم (موسيقي) أي: إيقاعي، ولطالما أنشدنا الأبيات بـ (الرتم) حتى في المسجد، حتى إننا كنا نخشى أن يهجم علينا من يشي بنا إلى بعض المِصَحات:)

وأذكر أن ولد أبي حاتم - على ما أظن - دخل على أبيه ومعه طلابه في حلقته وهم يشتقون اشتقاق أبي علي، من نحو: ما تقول من (ضَرَبَ) على وزن (فَعْلَل) أي: ضربب، فولى هاربًا وهو يقول: جُنَّ أبي، الحقيقة أنا نسيت الرواية جيدًا. وكثيرًا ما يعلق بذائقة العروضي الإيقاعية نغمات معينة، ربما رددها بين أهله، وقد يقولون -ولو في النفس - ما قاله ابن أبي حاتم. ألم يعلق المجتث في أذنك العروضية؟: D

عُدّها مداعبة تلميذ غره لينُ أستاذه:)

سأحرك الأبيات ذات اليمين، مناصرةً للتلاميذ المشاكسين:

فرْضٌ على الناسِ أن يتوبوا ... لكنَّ ترْكَ الذنوبِ أوْجَبْ

والدهرُ في صرفهِ عجيبٌ ... وغفلة الناس فيه أعْجَبْ

والصبرُ في النائباتِ صَعْبٌ ... لكنَّ فوتَ الثوابِ أصْعَبْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير