تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من فنون الشعر، التشطير!]

ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 08:25 م]ـ

من فنون الشعر

التشطير

التَشْطِيْرُ لغة ً:

الشَطْرفي اللغة العربية:أي النصف، وشَطَرْته: جعلته شطرين أي نصفين، ومنه مشطور الرجز، وعند فلان ٍ وِلْدة ٌ شِطْرة ٌ: أي نصفٌ ذكورٌ ونصفٌ أناث ٌ،وشعرٌ شطران: أي سوادٌ وبياض ٌ، وللناقة شطران: قادمان وآخران، وكل خلفين شَطْرٌ، وشطرتُ ناقتي تشطيراً: إذا صررْتُ خلفين من أخلافها وتركتُ خلفين.

وشطّرَ الشيء تشطيراً: نصّفهُ وكل ما نُصّفَ فقد شُطّرَ (1)، ومن ذلك قول ابن معصوم:

كم مارد ٍ حَرِدٍ شَطّرتَهُ بيد ٍ ... تشطيرَ منتقم ٍ بالله ملتزم ِ

التَشْطِيْرُ إصطلاحاً:

(قديماً) إختلف القدماء في تفسير معنى التشطير فكل منهم يطلقه اسماً على فن ّ ٍ من الفنون الشعرية أو البديعية أو التصنيعية بإختلاف هذه الفنون، فمنهم من جعل التشطير هو ان يجعل كلا ً من شطري البيت سجعة ً مخالفة لأختها كقول ابي تمام:

تدبير معتصم ٍ بالله منتقم ٍ ... لله مرتغب ٍ في الله مرتقب ِ (2)

ومنهم من جعله هو أن يقابل مصراع البيت الاول، المصراع الثاني كقول جرير:

وباسط ِ خير ٍ فيكم ُ بيمينه ِ ... وقابض ُ شر ٍ عنكم ُ بشماليا (3)

أو كقول اوس بن حجر:

فتحدركم عبس ٌ الينا وعامرٌ ... وترفعنا بكرٌ اليكم وتغلب ُ (4)

وهذا النوع سماه قدامة بن جعفر بـ (الترصيع) كما يقول ابن رشيق، في حين سماه هو بـ (التقسيم) (5).

وسماه ابن حجة الحموي يـ (السجع المشطر) (6). و يسمى حديثاً بالتفويف (7).

(حديثاً) لكي نفهم معنى التشطير حديثاً، نذكر المثال التالي: قال أحد الشعراء:

رأيت خيال الظلّ أكبر َ عبرة ٍ ... لمن هو في علم الحقيقة راقي

شخوص ٌ وأشباحٌ تمرّ وتنقضي ... وتفنى جميعاً والمحرّك باقي

فكما تعلم ان كل بيت ٍ شعري ٍ يتكون من شطرين، والشَطَرُ:هو أحد طرفي البيت الشعري ويعرف الشطر كذلك بالمصراع، وشطرُ البيت الاول يسمى (صدراً)، وشطرهُ الثاني يسمى (عجزاً)، وقد أعاد عبد الغني النابلسي صياغة هذه الابيات فقال:

(رأيت خيال الظلّ أكبر َ عبرة) ... يلوح بها معنى الكلام لأحداقي

وفي كل موجود ٍ على الحقّ آية ٌ ... (لمن هو في علم الحقيقة راقي)

(شخوص ٌ وأشباحٌ تمرّ وتنقضي) ... وليس لها ممّا قضى من واق ِ

لها حركاتٌ ثمّ يبدو سكونها ... (وتفنى جميعاً والمحرّك باقي)

لاحظ معي أن الاشطر بين القوسين هي أشطر البيتين الاصليين وما خارج القوسين هو مما أضافة عبد الغني النابلسي عليهما، حيث (استحسن البيتين فاراد أن يتوسع في معناهما فأضاف الى كل شطر من الاصل شطراً من عنده، عجزاً لصدر ٍ وصدراً لعجز ٍ، بحيث أصبح البيتان أربعة ابيات. أن هذه العملية تعرف بالتشطير أي اضافة اشطر ٍ جديدة بين اشطر ٍ قديمة ٍ) (8).

فالتشطير: هو أن يعمد الشاعر الى ابيات ٍ لغيره فيضمّ الى كل شطر ٍ منها شطراً يزيده عليه عجزاً لصدر ٍ وصدراً لعجز ٍ (9).

وبصورة عامة ٍ، التشطير: هو أن تضيف الى صدر كل بيت عجزاً من عندك والى عجز كل منه صدراً فيصبح البيت بيتين نتيجة هذه العملية (10).

ومثالاً على ذلك نذكر تشطيرنا لبيتي الرباب زوجة الامام الحسين (عليهما السلام):

(واحسيناً فلا نسيتُ حسيناً) ... وهْوَ عار ٍ بدون أيّ غطاء ِ

واحسيناً على التراب خضيباًَ ... (أقصدته ُ أسنّة ُ الأعداء ِ)

(غادروهُ بكربلاء صريعاً) ... تَرِبَ الجسْم مُوزعَ الأشلاء ِ

فارفعوا بالدعاءِ أيديَكُم يا ... (لا سقى الله ُ جانبيْ كربلاء ِ)

وتشطيرنا لبيتي ابو الطيب المتنبي:

(يا عاذل َ العاشقينَ دع ْ فئة ً) ... أضلّها باللحاظ ِ أسودُها

دعها تَعاطى الضلالَ إذ ْ زعمت ... (أضلّها الله كيفَ ترشدُها)

(مثل المجوسيّ في ضلالته ِ) ... ضلالة ً ما سواهُ ينشدُها

ماذا ترى في اعتقاد معتقد ٍ ... (تحرقه النارُ وهو يعبدُها؟)

وممّن ذكروا هذا المعنى وأن لم يفصلوه ويعرفوه، عبد الرزاق البيطار في كتابه (حلية البشر) (11) حيث

قال: وله (اي للمصري الحنفي اسماعيل افندي بن خليل المعروف بالطهوري) مشطراً بيتي الشيخ محمد الكراني الشاعر وهما مع التشطير:

(خبراني عن قهقهات القناني) ... وابتهاج الربى بصوب الغمام ِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير