تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مستعلن فألفظها مستاعلن حتى تصيروكأنها مستفعلن،وغير ذلك اذكر ان جدتي لأبي وقد انتقلت إلى جوار ربها وهي في الخامسة والتسعين وذلك قبل خمسة وثلاثين عاما، كانت تتكلم بالسجع في جملها بفواصل منتظمة الإيقاع لا تحس فيها بأي خلل، وكانت ايضا تقول احيانا قولا من وزن الخبب وآخر من المتدارك، ونحن وإياها بيننا وبين مضر ولسانه ما بيننا من طول الزمن.ما اروم استنتاجه هو ان المرقش وامثاله لولا انهم كانوا يرون في أوزانهم ما يرون من السلامة لأعادوا نظمها وليسوا عاجزين عن ذلك. وما يدرينا ان متفاعلن ومستفعلن كانتا في وقت من الأوقات سيّان؟.صدقني يا استاذي انني تغنيت بابيات المرقش الأكبر هذا مرات ومرات، وكنت اتعمد حذف الواو من " وديار " فكأنك، عندما افعل ذلك، تقرع سمعي بـ (دَبَسِيّة)، وهي عصا غليظة رأسها يأخذ شكل الكرة لو هوى أحد بها على حجر صوان لفتته إرْبا إربا، ولكني عندما ادع الواو وشانها أستريح من (النشاز) المزعج، واستمر على إيقاعها الشجي، وأرددها مرات كثيرة، فما تفسير هذا؟ آهِ لو كنت مثلك متخصصا لما تركت هذا الأمر يمر مرّ الكرام، ولأوسعته بحثا وتأملا. ثم إن هذا الخليل المبارك الذي قيل عنه انه عاش دهره عفيف النفس زاهدا، وهلك فقيرا معدما ـ رحمة الله عليه ـ ألم يبلغكم أنه سُئل عن مثل هذا الأمر؟ بالنسبة لي والله لا ادري إلا ما قراته مرة ان الخليل سئل عن العروض من اين اتى بها فأجاب انه كان بمكة وقد راى شيخا يعلم صبيا وزنا شعريا يصفق بيديه ويقول: نعم لا نعم لالا نعم لا نعم لالا، قال، وهو الخبير بلسان العرب نحوا وصرفا، فقلت هذه والله ماهي إلا فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن. ما افهمه من هذا، وسبق ان ذكرتَه لي، أن الخليل أصّل وقعّد، أي انه لم يأت من دار ابيه بشيء، ولم نعرف عنه انه قال ان المرقش أو عَبيدَ أخطأ احدهما، أما من جاء بعد الخليل وقد ارتضوا علمه واقتنعوا بنباهته وذكائه فليس لهم إلا ان يتخذوا من قواعده ميزانا حَكَما فصلا ًوهم بهذا لا ريب مصيبون، ولكن ليس على من قبل الخليل خاصة اولئك الذين عاشوا قبل الخليل بمئات السنين او اكثر من ذلك.يحضرني الآن قول من قال إنما سمي المهلهل لأنه هلهل الشعر، والمعنى ان الشعر قبله لم يكن مثلما آل إليه بعده! أما قول القائلين بأن الرجز اصل البحور، فقولهم يظهر بوضوح أن الأوزان ما ظهرت متكاملة دفعة واحدة وإنما مر عليها من التطور والارتقاء في زمن الله اعلم بمدته حتى وصلت إلى فذ مثل الخليل، وقالوا إن الخليل لم يعرف وزن الخبب وان سعيد بن مسعدة استدركه عليه، وقال البعض عكس ما قال اولئك بان المحوا، أو صرحوا بان الخليل عرفه واهمله إما لاستخفاف بهذا الوزن وإما انه لم يكن من اوزان العرب، وهذه الأقوال تدل، ربما، على اوزان لم تصلنا بل ربما لم يحط بها الخليل أو اهملها فهب ان بعضها وصلنا الآن فماذا نحن فاعلون بأمرها؟ أنقول ان بها من الخلل ما بها وكفى، ام يحتمل الأمر منا التريث قبل إصدار القول الفصل او القول الذي يحتمل هذا وذاك؟ ولنفرض الآن امرا آخر لغرض الجدال، وهو انه لو رجع الزمن إلى الوراء،

وأتى احدنا لابن أبي سلمى بشعرنا الحر أو المرسل او المنثور، وقلنا له إننا أحفادك يا زهيرُ فأفتنا في شعرنا فما عساه يقول؟ أغلب الظن عندي ان ذلك الرجل الحكيم يقول: والله إني لأرى بين أشعاركم واشعارنا صلة بينة، وإن انتم استسغتموه فلا بأس عليكم. هذا هو المنطق الذي أراه يا استاذي، وليس بالضرورة ان نحكم على كل شعر قبل الخليل بدقة قواعد الخليل. لقد اطلت عليك سامحني الله واجزل لك الثواب على صبرك وأناتك، وكل ماقلته، لا ريب عندي أنه معلوم لديك واكثر منه بكثير، وما هدفت إلا إلى النهل من بحر علمك ودقة نظرتك وصوابها، وفراسة المؤمن من فيض الله عليه، ودمت بخير من الله وعافية.

اخوك الذي يجلك: أبو أحمد: ياسين الشيخ سليمان من فلسطين.

ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[04 - 11 - 2006, 12:21 ص]ـ

وزنا من الخبب وآخر من الرجز، فمعذرة.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 07:58 ص]ـ

أخي الأكرم أبو أحمد

أهلاً بك من جديد ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير