في عِدّةِ الأجزاءِ والحُروفِ = ولَيسَ في الثقيلِ والخَفيفِ
يَنفَكّ مِنها مِثلَ ما يَنفَكُّ = مِن تِلكَ حَقا لَيسَ فيهِ شَكُّ
ترفُلُ مِن ديباجِِها في حُلَلِ = مِن هَزَجٍ أو رَجَزٍ أو رَمَلِ
وهذِهِ صورُتُها مُبَيّنة = بِحَليِها ووَشيِها مُزَيّنة
والدائرة الثالثة مؤلفة من ثلاثة أجزاء سباعية، وهي: مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن.
الهزج: مبني على مفاعيلن، بعد الحذف، أربع مرات.
الرجز: مبني على مستفعلن، ست مرات.
الرمل: مبني على فاعلاتن، ست مرات.
الرابعة: دائرة المشتبه
ورابِعُ الدَوائرِ المَسرودة = أجزاؤها ثلاثةٌ مَعدودة
عَجيبةٌ قد حارَ فيها الوَصفُ = عِشرونَ حَرفاً عَدُّها وحَرفُ
مِثلَ التي تقدّمت مِن قَبلِها = وشَكلُها مُخالِفٌ لِشَكلِها
بَديعةٌ أُحكِمَ في تَدبيرِها = بالوَتَدِ المَفروقِ في شُطورِها
يَنَفَكّ مِنها سِتّةٌ مَقولة = مِن بَينِها ثلاثةٌ مَجهولة
وكُلّ هذي الستّةِ المَشطورة = مَعروفةٌ لأهلِها مَخبورة
أوّلُها السَريعُ ثمّ المُنسَرِح = ثمّ الخفيفُ بَعدَهُ ثُمّ وَضَح
وبَعدَهُ مُضارِعٌ ومُقتَضَب = شَطرانِ مَجزوءانِ في قَولِ العَرَب
وبَعدَها المُجتَثّ أحلى شَطرِ = يوجَدُ مَجزوءاً لأهلِ الشِعرِ
والدائرة الرابعة مؤلفة من ثلاثة أجزاء سباعية, وهي:
مستفعلن مستفعلن مفعولات
السريع، مبني على: مستفعلن مستفعلن مفعولات
المنسرح، مبني على: مستفعلن مفعولات مستفعلن
الخفيف، مبني على: فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
المضارع، مبني على: مفاعيلن فاعلاتن [مفاعيلن]، ست مرات، فحذفوا منه جزئين فصار مربعا.
المقتضب، مبني على: مفعولات مستفعلن مستفعلن، ست مرات، فربعوه كما تقدم.
المجتث، مبني على: مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن، ست مرات، فربعوه أيضا.
[الخامسة: دائرة المتفق]
وبَعدَها خامِسةُ الدَوائرِ = لِلمُتَقارِبِ الذي في الآخِرِ
يَنفَكّ مِنها شَطرُه وشَطرُ = لَم يأتِ في الأشعارِ مِنه الذِكرُ
مِن أقصَرِ الأجزاءِ والشُطورِ = حُروفُهُ عِشرونَ في التقديرِ
مُؤلّفُ الشَطرِ على فَواصِلِ = مُخَمّساتٍ أربَعٍ مَواثِلِ
والدائرة الخامسة مؤلفة من أربعة أجزاء خماسية، وهي:
فعولن فعولن فعولن فعولن
المتقارب، مبني على: فعولن ثماني مرات.
واعلم أن كل دائرة من هذه الدوائر ينفك من رأس كل سبب منها وكل وتد فيها شطر، وقد بينا جميع ذلك في الدوائر وأسماء الشطور التي تنفك عنها.
[حول بناء الشعر العربي على الوزن المخترع، الخارج عن بحور شعر العرب]
هذا الذي جَرّبَهُ المُجَرِّبُ = مِن كُلّ ما قالت عليهِ العَرَبُ
فكُلّ شَيءٍ لَم يُقَل عليهِ = فإنّنا لم نَلتفِت إليه
ولا نقولُ مثلما قد قالوا = لأنّه مِن قولِنا مُحالُ
وأنه لو جاز في الأبيات = خلافَها لجاز في اللغات
وقد أجاز ذلك الخليلُ = ولا أقول فيه ما يقول
لأنه ناقَض في مَعناهُ = والسَيفُ قَد يَنبو وفيهِ ماهُ
وقد يزِلّ العالِمُ النِحريرُ = والحَبرُ قد يَخونُهُ التحبيرُ
وليسَ للخليلِ مِن نَظيرِ = في كُلّ ما يأتي مِن الأمورِ
لكنّهُ فيهِ نَسيجُ وَحدِهِ = ما مِثلُه مِن قِبلِهِ وبَعدِهِ
هذا والشكر واجب للأخ فريد البيدق، العروضي المتمرس، على مبادرته هذه في عرض وشرح ما تيسر له من أرجوزة الشنقيطي، آملا أن يكمل لنا ما توقف عنده، وأن يستمر في شرحه على هذه الشرفة بتزويدنا بإضافاته التي لم يتطرق إليها الناظم كبيان اختلاف العروضيين في ترتيب أسماء الدوائر وغير ذلك من شروح توسع مدارك محبي هذا العلم، ولا بأس إن لم يتمكن من تزويدنا بصور هذه الدوائر التي ذكرها في شرحه.