تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- أرى من تجربتى - و مدتها ثلاثة أيام حتى الآن - كتلميذ فى بداية تعرفه بالرقمى, أن المنهج ناجح بصورة مبهرة من حيث الفعالية التى يحققها تقسيم الدروس بتلك الكيفية, و تحديد الجرعات التى يتناولها الطالب بالمذاكرة فى كل درس, فيبدو الأمر كأبسط ما يمكن أن يكون, كما أن وفرة الأمثلة المحلولة يعد عنصراً هاما فى تثبيت المعلومة و تيسير التطبيق العملى على التلميذ بعد ذلك, فأذكر على سبيل المثال:

أن أهم دروس الدورة و هو (التقطيع حسب السمع) يحتوى بعد الأمثلة المتناولة فى الشرح الوافى, على عشرة أبيات كاملة تم تقطيعها كأمثلة محلولة يسترشد بها الطالب, و أعترف أننى - و لله الحمد, ثم للمهرة الحاذقين الذين وضعوا المنهج - بنهاية البيت العاشر, قد شعرت أن التقطيع السماعى هو أحد أظرف الأشياء على الإطلاق, و أنه لحاله يصلح أن يكون هواية ترفيهية تُقضى فيها الساعات الطوال دون ملل. و لكن من ناحية أخرى, فبعد درس هامٍ بتلك الصورة فقد يشعر التلميذ أن رأسه قد امتلأ, و أنه بحاجة لفترة انفصالية قبل أن يتعلم درساً جديداً, فإذا بعبقرية تقسيم الدروس تلوح من جديد, فقد تلى ذلك الدرسَ درسان و إن كانا يشكلان فى ظاهريهما درسان منفصلان, إلا أنهما يمثلان المزيد من التطبيقات على درس (التقطيع) و هذا يثبِّت المعلومة كالنقش على الحجر.

خامساً: هل الرقمى فعالٌ حقا؟

- حتى ثلاثة أيام لم أكن أعرف أى شئ فيما يختص بعلم العروض, و قد أخبرنى الأستاذ خشان بأننى سألاحظ الفرق فى خلال أسبوع.

- و منذ الدرس الأول (المتحرك و الساكن) قد أحسست أن شيئا ما بدأ يتكون فى نفسى, ثم بعد درس (ظهور الرقم 1) أحسستُ أن عينى قد اكتسبت قدرة جديدة على إبصار ما لم تكن قادرة على إبصاره قبل ذلك, و كأننى أرتدى المنظار الخاص بالأشعة تحت الحمراء أو ما شابه , و لم أكن أعرف (التقطيع) حتى قبل الأمس, و لكن بنهاية الدورة و بعد الانتهاء من التمارين الأخيرة , أحسستُ فعلا أن عيناً ثالثة قد نمت فىّ, فصرت أنظر إلى الشعر نظرة مختلفة كليا الآن, ربما لا أحسن التعبير عنها, إلا كما قلتُ قبل ذلك, كما لو أن عينى الثالثة هذه تمتلك قدرة خاصة على إبصار أشياء لم أكن قادرا على إبصارها قبل ذلك, فبقليل من التأنى الآن أنظر إلى بيت الشعر فلا أرى حروفا, بل صفا من الأرقام التى تشير إلى كل مقطع, حتى أننى لم أستطع النوم ليلة البارحة, فقد ظلت تلك المصفوفات الرقمية تدور و تدور بذهنى.

- أعترف أننى قد استغرقت و قتا طويلا لحل التمرين الأخير بالأمس, الخاص بدرس (هيا ننظم) فقد شعرتُ بنوع من الارتباك و فقدان الاتزان, حيث تعودتُ طوال المدة الماضية لمحاولاتى أن أكتب الشعر على الوزن بصورة فطرية بدائية, ربما لم تكن فعالة فى كثير من الأحيان, ثم ها أنا الآن أستعمل طريقة جديدة, كما أننى كنتُ أظن أن الوزن بين شطرى البيت الواحد لا ينبغى أن يكون بتلك الدقة البالغة من حيث التماثل فى الأرقام, و لكن كما تعلمت من أستاذى الفاضل, فأنا بعد على الخطوة الأولى من السلم, و على أن أرتقى عدة درجات قبل أن أسأل .. و الله المستعان.

- أما عن إجابة السؤال (هل الرقمى فعال حقا؟) فربما تحمل تجربتى - و مدتها ثلاثة أيام حتى الآن - بعض المعلومات لمن لم يسمع بالرقمى بعد, و لكن مهما قلتُ فلن تدركَ مدى روعة التجربة حتى تحاول بنفسك.

بدر عبد المقصود

تلميذ بالدورة الأولى للعروض الرقمى


والله يرعاكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير