تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الحامدي]ــــــــ[25 - 08 - 2010, 07:48 م]ـ

أخي وأستاذي الكريم سليمانُ.

أنا لا أجهل هذه المسألة، ولا يخفى علي مثلها. "من باب: ((وأمَّا بنعمةِ ربِّك فحدثْ)) " (ابتسامة).

والذي أردت هو مناقشة موضوع كتابة هاء الوصل الساكنة المسبوقة بفتح، إذا كانت في الأصل تاء مربوطة ..

وأعلم أن الأولى بحسب قواعد الرسم والإملاء أن تكتب التاء تاءً، حتى لو كانت في القافية هاءَ وصل. وهذا هو رأي أستاذنا وشيخنا الدكتور عمر، وعلله بتسهيل معرفة أصل الهاء. وهي في رأيي علة تفيد المبتدئين، ولا يحتاج إليها من لهم حظ من النظر في قواعد اللغة وأدواتها.

وأردت عرض رأيي، وهو: لم لا نكتب التاء المربوطة هاء إذا كانت هاء وصل ساكنة في القافية؟

أما في الأبيات التي أوردتم:

فتاء (الأمهات) في البيت الأول توضح بجلاء أن الروي تاء ساكنة.

ولولا البيت الأول لاحتمل الرويُّ في البيتين الباقيين أن يكون هاء ساكنة أو تاء ساكنة،

ويزول الاحتمال بالكتابة، فإن كُتبت بالهاء فالروي هاء ساكنة، وإن رسمت تاء فهو تاء ساكنة.

وأظن العرف جرى على ذلك، ونظرة في المطبوعات المحققة من المجاميع والدواوين الشعرية تؤكد ذلك.

تأمل معي البيتين التاليين:

قَسَت الحياة على الطّرِيـ .......... ـدِ، فقم بنا نَنعَى الحياه

وقسا الحبيبُ على الغريـ ........ ـبِ، فلا الدموع ولا الصَّلاه

والهاء الساكنة هنا هي الروي، ولوكان الروي تاء لكتبناها تاء.

قد يقال: إن الهاء هنا روي لا وصل، فهي تختلف عن هاء الوصل الساكنة التي قبلها فتح، كما في (شرابَه، صلابه، ذبابه).

وأقول: ما المانع من الاطراد؟

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[25 - 08 - 2010, 09:44 م]ـ

يرى أستادنا أبو سارة أن التاء المربوطة يجب أن تكتب هاء إذا كانت هاء وصل ساكنة في القافية. وهو رأي له وجاهته لا سيما وهو يستند إلى العرف الذي جرى على ذلك في المطبوعات المحققة من المجاميع والدوايين الشعرية. وقد تحققت من صحة قوله عندما تناولت أقرب ديوان إلى يدي وهو ديوان البهاء زهير من شرح وتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ومحمد طاهر الجبلاوي. يقول البهاء:

مائدة منوعهْ * وقهوة مشعشعهْ

وسادة تراضعوا * كأس الوداد مترعهْ

ولا يزيدون على * ثلاثة أو أربعهْ

فاليوم يوم لم يزل * يوم سكون ودعهْ

فيا أخي كن عندنا * بعد صلاة الجُمُعهْ

ولكن بدا لي أن كتابتها على هذا النحو يجعلها أقرب إلى الكتابة العروضية، وتساءلت: هل سيساء إنشاد الأبيات على الوجه الصحيح لو أبقى المحققان على التاء المربوطة كما تكتب في الأصل؟ وكذلك أسأل شيخي أبا سارة: في أي موضع يمكن أن يتسبب الالتباس بين الهاء والتاء في إنشاد أبيات من هذا النوع لو لم نلتزم بهذه الكتابة العروضية؟

ـ[الحامدي]ــــــــ[25 - 08 - 2010, 10:51 م]ـ

أخي واستاذي الفاضل، سأحمل أسلوبك على أحسن المخارج، إن شاء الله.

وبرغم شعوري بالاستياء من هذا الأسلوب، فسأجيب متهمًا فهمي بالقصور.

أنا حين تكلمتُ عن الالتباس بين الهاء الساكنة والتاء الساكنة لم أعممْ هذه المسألة أو أجعلها قاعدة، وإنما ذكرتها في معرض تعليقي على أبيات وردتْ في مشاركتك قبل الأخيرة، ومثلتُ عليها ببيتين.

ولتعلم أني إنما أردتُ عرض رأي سائد ومذهب متبع في كتابة هذه الهاء، بقصد المناقشة والاستفادة. ولم أفند الرأي الآخر أو أنتقص منه.

أما قولك:

يرى # أبو سارة أن التاء المربوطة يجب أن تكتب هاء إذا كانت هاء وصل ساكنة في القافية

فأين من كلامي ما يُفهم منه أني حكمتُ بوجوب هذا الرأي أو ألزمت به؟

وتساءلت: هل سيساء إنشاد الأبيات على الوجه الصحيح لو أبقى المحققان على التاء المربوطة كما تكتب في الأصل؟

بالتأكيد، لن يؤثر في إنشادها وقراءتها على الوجه الصحيح؛ لأنها ليست من المواضع التي تلتبس فيها الهاء بالتاء.

ولتعلم أن هذ الرأي القائل بإبقاء رسم التاء المربوطة في القوافي الموصولة بهاء ساكنة لم أرده بل أحترمه.

في أي موضع يمكن أن يتسبب الالتباس بين الهاء والتاء في إنشاد أبيات من هذا النوع لو لم نلتزم بهذه الكتابة العروضية؟

لا يحدث الالتباس إلا في مواضع معينة، كالتي مثلتُ عليها من قبل.

ولكن أود أن أوضح أمرا مهما، وهو أن رأيي لا تعلق له بمسألة الالتباس.

ولم أذكر الالتباس إلا في معرض التعليق على مثالين، أحدهما من أبياتك التي أوردتَها في ردك، والآخر عبارة عن بيتين استشهدتُ بهما.

ولا يعني هذا أني أعده منطلَقا أو قاعدة لهذا الرأي.

تنبيه:

ذكرتَ أنك عثرتَ على ما يؤيد هذا الرأي في أحد الكتب، وإنك واجد مثل ذلك في عشرات الكتب الأدبية والمجاميع والدواوين الشعرية المحققة، وكثير منها حققها رجالات يوثق بعلمهم وأمانتهم.

وأقول ذلك دون فرض لهذا الرأي أو انتقاص لرأي آخر، حتى لا يُفهم كلامي خطأ.

لك تحياتي وشكري أستاذي الفاضل ..

ـ[الباز]ــــــــ[18 - 11 - 2010, 01:06 ص]ـ

وجدت الكلام المرفق في الصورة أسفل الرد بالصدفة في كتاب "معجم المذكر والمؤنث"

فسارعت لمراجعة أقوال سيبويه وغيره في كتب النحو فوجدتها تؤكد على ذلك (وإن كانت تتحدث عن الكلام الشفهي غير المكتوب) .. والحقُّ أولى بالاتباع.

لكني أضيف على كلام صاحب الكتاب المذكور أنها تُرسم هاءً بلا نقطتين إذا كانت ساكنةً

في الوزن -أي رويّا أو وَصْلا ساكنين حسب مصطلح العروضيين-؛ إذ لا يجوز أن تُرسَم 'التاءُ المربوطة' هاءً في مثل هذا البيت: أَستَغفِرُ اللَهَ مِن ذَنبي وَأَسأَلُهُ===عَيشاً هَنيئاً بِأَخلاقٍ مُطَهَّرَةِ.

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير