تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كمْ يذهبُ هذا العمرُ في خسرانِ

ما أغفلَني عَنْهُ وَمَا أَنْساني

إنْ لمْ يكُنِ اليَوْمَ فَلاحي فَمتى؟

هلْ بعدَكَ يا عُمْرِيَ عُمْرٌ ثانِ؟

4) فاضلة (////ه):

وهو شكلٌ قليل، فيه ثقل، وقد وجدنا عليه بعض الشواهد المتفرقة. يقول نظام الدين الأصفهاني:

لا وارِدَ غَيْرَ فَمِها في نَظَري

ويقول بهاء الدين العاملي:

قد ماتَ بَهاؤُكَ مِنَ الشَّوْقِ إليكْ

ولشهاب الدين المصري:

ما قُدِّرَ كانَ وَبِمَا دِنْتَ تُدانْ

ولعبد الغني النابلسي:

السَّلْوَةُ مِنْكَ وَأنا الْعشْقُ نصيبي

/ه /ه ///ه ////ه /ه ///ه /ه

وواضح أن التشكيلات الأربعة السابقة؛ تؤلّفُ معاً التفعيلةَ الرجزية (مستفعلن /ه/ه//ه)، وزحافاتها الثلاثة المعتمدة؛ (متفْعِلن //ه//ه)، و (مسْتعِلن /ه///ه)، و (مُتَعِلن ////ه).

وهذا ما يجعل (مستفعلن) هي التفعيلة المختارة هنا، على الرغم من أن البديل (متفعلن) أطيب في الذوق من الأصل.

وليس الدوبيت في هذا بِدْعاً من البحور؛ ففي الخفيف: يعتبر البديل (متفعلن) أيضاً، أطيب في الذوق من الأصل (مستفعلن). وفي المقتضب والمنسرح والمخلّع: يعتبر البديل (فاعِلاتُ) أطيبَ في الذوق من الأصل (مفْعولاتُ). بل لا يرد في المضارع إلاّ البديل (مفاعيلُ) بدلاً عن الأصل (مفاعيلن).

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

1. •أما آخرُ التشكيل، فيَرِد بأحد الأشكال الخببية الأربعة التالية:

1) فعْلن فعْ = مفْعولن (/ه/ه/ه):

أمثلته كثيرة جدّاً، منها قول نجم الدين بن إسرائيل في رباعية (مدوّرة) نادرة:

يا ألطَفَ مِنْ سُلافةِ الصّهْباءِ

خَلْقاً، وأرَقَّ منْ زلالِ الْماءِ

جسْماً، وأعزَّ مَنْ على الغَبْراءِ

قَدْراً، ولقدْ حُكِّمْتَ في مَعْنائي

وقول أبي الحسن الباخرزي:

أبْلى جسَدي هَوى ظَلومٍ جانِ

قدْ هَجَّنَ قَدُّهُ قضيبَ البانِ

يا مَنْ أضحى ومالَهُ منْ ثانِ

ما ضرَّكَ لَوْ فَكَكْتَ هذا العاني

2) فاعِلُ فعْ = مفتعِلن (/ه///ه):

وهو كثيرٌ جدّاً، حتى أن بعضهم اعتبره أصْلاً.

يقول ابن الخلّ:

هذا ولَهي، وقد كتمْتُ الوَلَهَا

صَوْناً لحديثِ مَنْ هَوى النّفْسِ لَها

يا آخرَ مِحْنتي، ويا أوَّلَهَا

أيّامُ عَنائي فيكَ مَنْ أوَّلَهَا

ومن جميل الدوبيت المغنّى:

يا غُصْنَ نقىً مُكَلَّلاً بالذّهَبِ

أفديكَ منَ الرّدى بأمّي وأبي

إنْ كنتُ أسأْتُ في هَواكُمْ أدَبي

فالعِصْمةُ لا تكونُ إلاّ لِنَبِي

3) فَعِلن فعْ = فعِلاتن (///ه/ه):

شكلٌ جميل، قليل الأمثلة. لم يُشِرْ إليه أحد، كنت وضعتُ له المثال قياساً، ولكنني وجدت له عدداً من الأمثلة فيما بعد.

يقول الحلاّج:

كَمْ ينشرُني الهوى وكمْ يطويني

يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ ديني

ويقول الخليلي:

يا مَنْ بالحسْنِ في هَواهُ سَبَاني

أضْنى حالِيْ بينَ الوَرَى وَكَوَاني

بالنارِ، وفي الغَرامِ ثَمَّ رَمَاني

ويقول علي القادري الكيلاني الحموي:

الدمعُ منَ العيونِ أجْرَيْتُ بِحَارْ

والمغْرَمُ مِنْ عشْقِ جمالِكَ قدْ حارْ

4) فعِلَتُ فعْ (//// /ه):

شكلٌ نادرٌ، لم يُشرْ إليه أحدٌ أيضاً، ووجدت له عدداً من الأمثلة. يقول ابن عربشاه:

لا رِجْلَ لَهُ، والتّخْتُ مَوْطِئُ قَدَمِهْ

ويقول ابن حجة الحموي:

والخَلْقُ رَوَى عنِ الموَطَّأِ وَلَنَا

ويقول الخليلي:

العشْقُ قديماً في فؤادِيَ غُرِسَا

والحِبُّ لقدْ جَفا المُتَيَّمَ وَقَسَا

@@@@@@@@@@@@@@@@

1. وهكذا؛ يصبح التفعيل المُقتَرَح لوزن الدوبيت هو: (فعْلُنْ فعْلُنْ مسْتَفْعِلُنْ مَفْعولُنْ)

ومفتاحه الذي وضعْناه له هو:

هذا لَحْنٌ عنِ الدّبيتي، قولوا=فعْلن فعْلن مستفعِلن مَفْعولُ [/ poem]

وما ورَد على هذا الأصل كثيرٌ. يقول المنصور؛ صاحب حماة:

قالوا مَهْلاً، ما في البُكا مِنْ نفْعِ

ويقول العتّابي:

لا تمزِجْ أقْداحي رَعاكَ اللّهُ

ويقول ابن الفارض:

يا حاديْ قِفْ بِيْ ساعَةً في الرَّبْعِ

ويقول الهادي اليمني:

فاذْكرْ لُبْنى والسّفْحَ مِنْ لُبْنانا

/ه /ه /ه /ه /ه /ه //ه /ه/ه/ه

ويتضح من التشكيل المقترح لوزن الدوبيت، أنه أقرب ما يكون إلى بحر الخبب، لولا ذلك الوتد الوحيد في وسطه.

بل إنّ الدوبيت كثيراً ما يتداخل مع بحر الخبب، وذلك كلما زوحفت (مستفعلن) إلى (مُسْتَعِلن)، كما في قول المحار الحلبي:

أهْوى قَمَراً حُلْوَ مَذاقِ القُبَلِ

/ه /ه ///ه /ه ///ه /ه///ه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير