تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقلت: لأن البحر لا يؤخذ بزحافاته إنما بتفعيلاته الصريحة! ولو شاء الفراهيدي أن يعتبر الزحافات من فئة التفعيلات لوضعها في قائمة التفعيلات، لهذا لا يقاس أي بحر بزحافاته وإنما بتفعيلاته وما تصير إليه هذه التفعيلات حين تزحف عن نغمتها الأصلية!! فإن قال لك أحد أن مستفعلن (- - ب -) تُقرأ أو تكتب متْفاعلن (- - ب -) أو مستفع لن (- - ب -) أو مستفعلان (- - ب -) أو مُتْفاعلان (- - ب -) فأعرف بأنه سطحي لم يغر إلى نخاع العروض وعصب النغمات!!

بل لعله لا يملك حدة السمع ليعرف أن التقطيع النبري لا يعكس بالضرورة المقطع النغمي أو الإيقاعي خذ مثلاً حين نحذف الثاني الساكن في مستفعلن و مستفع لن (الخبن) نحصل على

(ب - ب -) مُتفْعلن

وفي قبض مفاعيلن (ب - - -) حذف الخامس الساكن نحصل على

(ب - ب -) مفاعلن

وفي وقص متفاعلن (ب ب - ب -) حذف الثاني المتحرك نحصل على

(ب - ب -)

وفي عقل مفاعلتن (ب - ب ب -) حذف الخامس المتحرك نحصل على

(ب - ب -)

والأهم من ذلك أن نعرف بأن الفراهيدي لم يُعرِّفْ الزحاف باسم تفعيلة لأنه أدرك بأن الزحاف تفعيلة ناقصة وفي حال نقصها أو زيادتها تلتبس نغمتها أو تشابه ولا تطابق تفعيلة أو زحافاً آخر ولهذا من الخطأ والمنكر أن نعتمد الزحافات أو تجاوز حدود التفعيلا ت أو تجزئتها أو تحميلها بترجيحات اشباعية في رصد أو قياس بحر له تفعيلات صريحة واضحة معلنة!!

@@@@@@@@@@@

ويقول غالب الغول:

أشكرك يا أخي الأستاذ معين على هذا القول , لقد نطقت بأجمل العبارات التي دخلت إلى نخاعي , لأن هذا هو أصل العروض , العمل بالتفاعيل كتفاعيل لها حدود نغمية وإيقاعية , وهي أصل النغم والأيقاع , وأما الزحافات فهي توابع للتفاعيل وينبغي أن لا نتعامل معها كتفاعيل رئيسة , بل هي تفاعيل ناقصة في لفظها , وناقصة في زمنها , وناقصة في أسبابها وأوتادها , ولكي تكون التفعيلة الفرعية تامة , يجب أن نعيدها عند الإنشاد إلى أصلها , أي علينا أن نعوض زمنها المفقود بالتحريك أو بالسكتة أو بمط المتحرك ليأخذ زمن السبب الخفيف الذي فقد ساكنه , وبهذا العمل يكون كل شطر يساوي الشطر الثاني بكامل أسبابه وأوتاده وأزمانه ومواقع نبره.

وقولك صحيح بأن الزحاف قد يعطي التفاعيل الفرعية أشكالاُ متشابهة , ولكن ألقاب التفاعيل تميزها , فقال الخليل:

متفعلن: ب ــ ب ــ (من أصل مستفعلن) وهي مخبونة أي يجب أن نعيد الخبن إلى وضعه الطبيعي عند الإنشاد , وهكذا يكون في المقبوض. وهذا الرأي لا يقبله العروض الرقمي , ويريد الرقميون التخلص من حدود التفاعيل لتأخذ الأرقام شموليتها , ويا ليتها شاملة في مفهومها الإيقاعي , الذي ينشده العروضييون والموسيقيون.

وأشكرك أخي الأستاذ معين على هذه اللفته التي لم تكن غائبة عن مفهومي للنبر الشعري ولا عن عقيدتي لصحة عمل الخليل , بل كانت هذه الفكرة ولا تزال غائبة عن أعين الرقميين , الذين يقرأون الشعر قراءة نثرية لا قراءة إيقاعية , ويطبقون الأرقام على الزحاف ليجعلوا منها تفاعيل خببية. مثال ذلك:

مستعلن , مستعلن مستفعلْ

ــ ب ب ــ / ــ ب ب ــ / ــ ــ ــ

مطوية/ مطوية/ مقطوعة

2 (2) 2 2 (2) 2 2 2 2 يقول الرقميون عن هذه المقاطع إنها مقاطع خببية , بالرغم من أنها رجزية بحرية. ويمكن إنشادها على بحر الرجز المطوي الذي فيه تستكمل التفعيلة المطوية نشاطها الإيقاعي.))))))

وأترك المجال للأستاذ خشان ليرد على باقي مقالة الأستاذ معين.

وكلمة لأخي خشان محمد خشان:

إن مجموع الفكر الخليلي وخلاصة نظرته الشمولية تتلخص في تفعيلاته وبحوره وحقيقة الطريقة الرقمية أنها تنفي الفكر العروضي الخليلي بما هو عليه، بل اجتثاثة والعودة، ولكن استناداً عليه، إلى ما قبله لرصد نغمات البحور بأداة قياسية رقمية!!

المحاولة من وجهة نظري محاولة فذة، ولكن عيبها في مبدئها، فلا يمكن لأداة لقياس ورصد النغمة أن لا تحتوي على المقياس ذاته

لقد سئلت عن هذا الأمر في لقاء مع أعضاء منتدى الكلمة وأجبتهم بما يلي:

بعكس ما يسعى اليه الصديق الاستاذ خشان محمد خشان فالعروض الرقمي لا يستطيع بأي شكل من الاشكال الحلول مكان العروض التفعيلية لخطأ جوهري لا يستوي والشعر العربي الا وهو استحالة سماع النغمة في الاداة القياسية للبحر.

فلنأخذ مثلا بحر الرمل واليك بمفتاحه

رمل تحلو التواشيح عليه ------ فاعلاتن فاعلاتن فعلاتن

فتفعيلة الرمل تتضمن نغمته اي ان الاداة القياسية للبحر فاعلاتن فاعلاتن فعلاتن هي نفسها نغمة البحر ذاته

والان لناخذ مفتاح نفس البحر في الرقمي والذي سمي بالجدول

الرمل

3223432 الصدر

2323432 العجز

والسؤال هو كيف يمكن لهذا الجدول ان يكون اساسا نغميا لبحر ونغمة البحر لا تسمع لفظا فيه واللفظ هو شرط واجب للتقطيع؟

ولهذا فمن وجهة نظري المتواضعة لا تستطيع الطريقة الرقمية أن تفي بالمطلوب عروضياً، بل لعلها تسببب خللاً في العلم ذاته! لأنه إحصائي وليس قياسياً، ويستحيل أن يرصد التكافؤات التغمية والتطابقات على مدرج الهيأة الكاملة لنغمة البحر والمقطع التفعيلي المحدد لتمييز نغمة البحر عن سواه!!!

وأخيرا

ارجو المعذرة من علماء العروض الاساتذة: غالب الغول، خشان محمد خشان ومحمود مرعي على الطريقة التي اعتمدتها في الرد عليهم دو ن الدخول الى تفاصيل نقدهم، مدركا أن اللبيب من الإشارة يفهم!

ولهم مني اجمل تحية

معين حاطوم

شكراً للأخ الأستاذ معين حاطوم على رده العروضي المفيد لكل شاعر وعروضي.

وأترك المجال للإخوة العروضيين للتعقيب على جميع الردود وشكراً لهم.

غالب احمد الغول.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير